كيفية الإقلاع عن التدخين

08/06/2023   1300  
Dr Zoubeir Chater

كيفية الإقلاع عن التدخين

كيفية الإقلاع عن التدخين

توضّح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن خُمس الوفيات في تونس هي نتيجة للتدخين، وتعود أعلى نسبة الوفيات إلى أمراض القلب والشرايين مثل الانسدادات في شرايين القلب أو الدماغ، والأورام مثل سرطان الرئة والمعدة والقولون واللثة وغيرها. يمكن للتدخين أن يتسبب أيضا في أكثر من 26 مرضا من بينها الأمراض الصدرية وضيق التنفس وأمراض المعدة.

تشير الإحصائيات أيضا إلى صرف ما يقارب 2 مليار دينار سنويا في تونس لعلاج الأمراض المرتبطة بتداعيات التدخين. كما يشير التقرير إلى أنّ أكثر من 22٪ من الأشخاص الذين تجاوزوا سن 15 عاما هم مدخنون، ونسبة 50٪ من المدخنينهم من الذكور. بالإضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 18٪ من الأشخاص من آثار التدخين السلبي.

للحدّ من استهلاك السجائر، اقترحت منظمة الصحة العالمية توصيات للحكومات تشمل:

  • 1. زيادة الضرائب على التبغ وبالتالي زيادة سعر السجائر.
  • 2. منع الإعلان عن السجائر وتقليل ظهور المدخنين في وسائل الإعلام.
  • 3. تدريب العاملين في مجال الصحة على موضوع التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه بشكل فعال.
الإدمان على التدخين

يرتبط الإدمان على التدخين بمادة النيكوتين الموجودة في السجائر، والتي تحقق النشوة للمدخن، ممّا يجعله يشعر بقدرة أكبر على التركيز والقدرة على تخفيف الضغط. يُمكن للفرد أن يصل في مرحلة ما إلى عدم التمكّن من تجاوز شعور الانتعاش الذي يحصل عليه من خلال التدخين، وهذا يعني بلوغ مرحلة الإدمان. لذلك، يحاول الكثيرون الإقلاع عن هذه العادة، ولكن غالبا ما تفشل محاولاتهم.

وبما أنّ النيكوتين هو المسبّب الرئيسي للإدمان، جاءت بدائل هذه المادّة لمساعدة الأشخاص على الإقلاع تدريجيا. ومن بين هذه الوسائل علكة النيكوتين والتبغ المسخن والسجائر الإلكترونية، التي تعوّض الجسم بالنيكوتين الذي يحتاجه خلال فترة الإقلاع التدريجي، مع تقليل الأضرار بشكل كبير مقارنة بالسجائر العادية. فضلاً عن ذلك، فإن ضرر السجائر العادية لا يرتبط فقط بمادة النيكوتين، بل عند احتراق السجائر يتم إطلاق حوالي 4000 مادة سامة ومسرطنة تدخل مباشرة إلى الجسم، مما يؤدي إلى أضرار أكبر على الصحة العامّة.

في فرنسا، اقترحت وزارة الصحة مؤخرا تغطية تكاليف بدائل السجائر للأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وذلك في إطار جهود الدولة للتقليل من عدد المدخنين.

وفي تونس، يجب نشر التوعية في صفوف الأفراد، وخاصة المراهقين، لأن الإدمان عادة ما يبدأ في هذا السن، حيث يحاول المراهقون التدخين لأول مرة وسرعان ما يقعون في فخ الإدمان. ومن ناحية أخرى، يجب زيادة تشكيل الإطارات الطبية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، حيث لا يوجد حاليا عدد كاف من العيادات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين والتخلص من الإدمان.

العلاقة بين التدخين والتغذية

هناك علاقة بين التدخين والتغذية لعدة أسباب. غالبا ما يلاحظ بعض الأشخاص في الفترة الأولى بعد الإقلاع عن التدخين زيادة في وزنهم وزيادة في شهية الأكل لديهم. يعود ذلك إلى تراجع هرمون الدوبامين في الجسم بسبب نقص النيكوتين. يحاول الجسم تعويض هذا الهرمون من خلال البحث عن ملذات أخرى، ومن بين هذه الملذات الحلويات. لذلك، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تناول الحلويات بكميات أكبر من المعتاد، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. وبالتالي، يؤكد في عيادة المساعدة على الإقلاع عن التدخين على أهمية الجانب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي الذي يعلم الفرد كيفية تحقيق المتعة وزيادة مستوى الدوبامين في الجسم بطرق صحية.

من ناحية أخرى، قد يلاحظ المدخنون تراجعا في شهية الأكل. يعود ذلك إلى تأثير مادة النيكوتين على مستقبلات الشم والتذوق على المدى الطويل. يقلل النيكوتين من حساسية هذه المستقبلات، مما يجعل المدخن يشعر بالإشباع بسرعة أكبر. وبعد الإقلاع عن التدخين، تتحسن هذه المستقبلات، مما يجعل الفرد يستمتع بتناول الطعام بشكل أكبر. وبشكل عام، يمكن للشخص الذي قام بالإقلاع عن التدخين أن يلاحظ تحسنا سريعا في حالته النفسية والجسديّة، خاصة إذا تمّ مرافقتها بتبني نمط حياة صحي وممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحّي.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery