مضار التّدخين وكيفيّة الإقلاع عنه

يوجد في العالم حوالي مليار و 500 ألف مدخّن, ويسجّل سنويّا حوالي 8 مليون وفاة بسبب التّدخين, ويوجد في تونس حوالي 2 مليون مدخّن كما يسجّل يوميّا حوالي 20 حالة وفاة بسبب التّدخين. وأكّدت إحدى الدّراسات أنّ عددا هامّا من الشّباب ينطلقون في التّدخين في سنّ 13عاما وهو سنّ مبكّر جدّا كما أنّ كميّة ونوعيّة السّجائر خطيرة جدّا.

ماهي مكوّنات السّيجارة ؟

تحتوي السّيجارة على حوالي 4 ألاف مادّة سامّة من بينها القطران الّتي تحوّل لون الرئة إلى الأسود بعد فترة من التّدخين و "النيتروزامين" المتسبّب في عديد الأمراض السّرطانيّة مثل سرطان(الرئتين , البلعوم , الفم , والثدي بالنّسبة للمرأة....) ومادّة النّيكوتين المتسبّبة في الإدمان على التّدخين وبطول فترة التّدخين تظهر عديد المضار على صحّة الإنسان.

كيف يمكن معرفة مدى إدمان الشّخص على التّدخين ؟

يسأل الطّبيب المدخّن عن الفترة الزّمنيّة الّتي قضّاها في التّدخين وعدد السّجائر الّتي يدخّنها في اليوم وتحدّد كميّة السّجائر الّتي وقع تدخينها حجم الخطر.

ويمكن القيام باختبارات لتقييم حالة المدخّن ومدى وجود مضار بدنيّة لديه بالإضافة إلى إجراء جملة من الصّور الطبيّة و"السكانار" وقيس التّنفّس وكميّة أحادي أكسيد الكربون في الجسم. ويعتبر الشّخص الّذي يدخّن صباحا، مباشرة عند الاستفاقة من النوم وقبل وجبة الفطور، مدمنا.

ماهي مضار التّدخين على الجسم ؟

يتمّ استهلاك السّيجارة عبر الفم لذلك يسبّب مضارا على مستوى اللثّة وفي تغيير لون الأسنان والإضرار باللّسان والتّأثير على حاسّة الذّوق, وأيضا على البلعوم ممّا يتسبّب في ضعف شهيّة الأكل. وعلى الرّئتين ممّا يتسبّب في الإصابة بالسّعال خاصّة عند الصّباح و ظهور "البلغم" ثمّ ضيق التّنفّس بعد فترة.
وينتقل التّدخين عبر الدّمّ فيؤثّر على الأمعاء والمعدة ويتسبّب في عديد المضار مثل الالتهاب وأيضا الكبد. ويؤثر على نضارة البشرة والإضرار بالمرأة الحامل والجنين (النّقص في الأكسيجين والولادة المبكرة وضعف وزن الجنين والالتهاب الرئوي بالنّسبة للمرأة الحامل والجنين وإمكانيّة خسارة الحمل).
وللتّدخين السّلبي عديد المضار على العائلة والأطفال كما يتسبّب في أمراض الحساسيّة.
وبالنّسبة لكبار السنّ يمكن أن يتسبب ,في نسب محدودة من الحالات, في الإصابة بالجلطات الدّماغيّة.

هل الإقلاع عن التّدخين هو الحلّ المناسب ؟

اتّخاذ قرار الإقلاع عن التّدخين هامّ جدّا ويدلّ على توفّر عنصر العزيمة , ويقوم الطّبيب باجراء اختبار للمريض لمعرفة درجة الإدمان. ويمكّن من الإطّلاع على أوّل سيجارة استهلكها المدخّن وكميّة السّجائر المستهلكة في اليوم وتوقيت تدخينها ونمط العيش و المحيط الّذي يعيش فيه المدخّن.

ويجب اختيار موعد مناسب للإقلاع نهائيّا عن التّدخين مثل يوم عيد الميلاد والاستعداد النّفسي لذلك. ويمكن للمقلع الانطلاق التدريجي في العمليّة ويقوم الطّبيب بكشف المضار المتأتية من التّدخين للمريض لتشجيعه.

ماهي أنواع الإدمان ؟

يوجد 3 أنواع من الإدمان وهي

الإدمان البسيكولوجي ويعني شدّة التعلّق بالسّيجارة واستهلاكها في لحظات الحزن والفرح ويساعد هذه الحالات العلاج عبر اليوغا والتّنويم المغنطيسي وممارسة الرّياضة وتناول الأدوية المهدّئة. ويمكن طلب المساعدة من طرف طبيب نفسانيّ. هذا العلاج يتطلّب الكثير من الوقت لكن يمكن أن يكون ناجعا.
الإدمان السّلوكي الحركي تعني الإدمان على مسك السّيجارة و يمكن تعويضها بالسّيجارة الإلكترونيّة.
الإدمان الدّوائي (pharmacologique) أساسا على مادّة النيكوتين حيث يحتوي جسم المدخّن المدمن على درجة عالية من النّيكوتين.

ويمكن تعويض الإدمان على مادّة النّيكوتين بالسّجائر الالكترونيّة ,الّتي تمكن من الإنقاص من هذه المادّة في الجسم بصفة تدريجيّة, أو "العلكة" أو اللّصقات أو الأدوية.

ويجب تجنّب العودة للتّدخين عند الإقلاع لتفادي الأضرار الّتي يمكن أن تصيب المريض في هذه الحالة.

أهميّة السّجائر الإلكترونيّة

تمكّن السّجائر الالكترونيّة من الحدّ من نسبة النّيكوتين في الجسم عبر المراقبة الطبيّة ومتابعة الحصص المخصّصة لذلك, وتساعد على تغيير سلوك الإدمان , وتدوم فترة استهلاكها بضعة أشهر تقريبا و قد نجح عديد الأشخاص الّذين استعملوها في ذلك شرط توفّر العزيمة والإرادة.

التبغ المسخّن أحدث الوسائل للإقلاع عن التّدخين

منذ سنة 2016 ظهر التّبغ المسخّن كوسيلة جديدة للإقلاع عن التّدخين من طرف إدراة الغذاء والدّواء الأمريكيّة حيث تمّ إحداث ألة يتمّ فيها وضع السّيجارة لتسخينها في درجة حرارة تعادل 360 درجة وبهذه الطّريقة تتقلّص نسبة المواد السّامّة وتكون هذه المواد أقلّ ضررا بنسبة تفوق 95 بالمائة مقارنة بالسّيجارة العاديّة.