خطيرة وتقود للإدمان : أكثر من 4 ملايين شخص يتناولون الأدوية المنوّمة

الحبوب المنوّمة أو ما يعبّر عنه ب (les somnifères) تكون عادة ملجأ نسبة كبيرة من الأشخاص في مختلف دول العالم حيث يتناول أكثر من 4 ملايين شخص الأدوية المنومة. وقد يكون من الضروري في بعض الأحيان تناول حبوب منومة.وذلك لمساعدتهم على النّوم والاسترخاء الذي يعانون من قلّته ومحدوديّته . فهذا النّوع من الحبوب يصفه الطبيب بعد تعرّض الأشخاص لظروف معيّنة تسبب لهم اضطرابات ومشاكل في النّوم. وتختلف المواقف والآراء حول كيفية التعامل مع الحبوب المنومة لكن هناك اتفاق صحي و مبدئي بضرورة استشارة الطبيب.

الحالات التي تتطلب تناول الأدوية المنوّمة

يجب أن تؤخذ الأدوية عند الضرورة القصوى وعندما تتطلب الحالة الصحية للمريض ذلك ، في هذا السياق تؤكد الدّكتورة إيزابيل بوارو حسب ما أورده موقع (top santé) بأنّ الحبوب المنومة مناسبة في حالات الأرق الحاد وفي حالات العمل لساعات متقطّعة.

بينما تشير الدكتورة أنييس بريون إلى أنّه يمكن إستعمال هذه الحبوب في حالات الأرق وأيضًا عندما تكون المعاناة النّفسية كبيرة جدًا.لكن يقع عدد من الأشخاص في فخّ تناول هذه الحبوب دون وصفة طبية نتيجة الاستهانة بمخاطرها, و تقودهم في أغلب الحالات إلى الإدمان والنتائج العكسيّة.

أنواع الحبوب المنوّمة

ذكر موقع (top santé) في أحد مقالاته قائمة بأهم أنواع الأدوية المنومة الأكثر استخداما وهي البنزوديازيبينات أو الجزيئات ذات الصلة التي تعمل على نفس المستقبلات ومضادات الهيستامين وأدوية الحساسية لها أيضًا خصائص مهدئة. على سبيل المثال دواء (أتاراكس لعلاج حالات الحساسية والقلق والتوتّر) وغالبًا ما يوصف للنساء الحوامل ومرخّص لمنحه للأطفال فوق سن 3 سنوات تحدد الدكتورة إيزابيل بوارو.

ويمكن أيضًا وصف (مضاد للهستامين) في حالة الأرق. كما أنّ مضادات الاكتئاب أيضًا مثيرة للاهتمام بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب وأحيانًا يتمّ وصف مضادات الاكتئاب مثل (ميانسيرين) بجرعات صغيرة جدًا من أجل الحفاظ على القدرة على النوم قدر الإمكان.

مخاطر الإدمان الحبوب المنوّمة

التعب والخمول إن إدمان الحبوب المنوّمة يجعل الجسم في حالة دائمة من التعب والخمول مما يؤثّر سلباً على عمله ونشاطه. فالإنسان الذي يعاني من الإدمان على هذه الأدوية و سيطرتها على دماغه وجسمه يصل إلى مرحلة التعب و الخمول، و ذلك بعد تناولها لفترة طويلة، ويشعر كأن كلّ الطاقة في جسمه قد تمّ استنزافها وأن أقلّ حركة تجعله يشعر بالتعب. إن هذا النوع من الخمول يجعله فاقداً للسيطرة على ردة فعله العكسية الطبيعية مما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع خطر التعرّض لعديد الحوادث أبرزها أثناء القيادة.

تقلّبات المزاج والإكتئاب تعمل الحبوب المنومة عادةً على مساعدة الإنسان في التخلّص من اضطرابات النّوم والقضاء على الأرق المرتبط بعدد كبير من المشاكل النفسية. إلاّ أن إدمان الحبوب المنومة يؤدي إلى الإكتئاب والحزن الشديد حيث يفرز الدّماغ بشكل كثيف هرمون التوتر الذي يسيطر على الأفكار ويجعلها سوداوية وسلبية ممّا قد يدفع الشخص أحياناً للإقدام على الإنتحار. كما أنّه للحبوب المنوّمة تأثير كبير على تصرّفات الإنسان حيث يصبح أكثر عنفاً وعصبيةً في مختلف المواقف التي يتعرّض لها.


الإدمان قد يعتاد البعض على تناول الأدوية المنوّمة ولا يتمكنون من النّوم من دونها. و يُعتبر هذا وصولا إلى مرحلة الإدمان على تناول تلك الحبوب. ممّا يتطلّب التدخّل الطبّي لسحب أعراض الإدمان من الجسم.

نتائج عكسية

على الرّغم من أنّ الأدوية المنومة يمكن أن تساعد على للتخلّص من اضطرابات النّوم المُختلفة وخصوصاً الأرق، إلا أنّها قد تكون مُسبّباً أساسياً لهذه الاضطرابات.وذلك، لأنّ بعض الأدوية مثل الحبوب المنوّمة يُمكن أن تتسبّب في حدوث ما يُعرف بالخطل النّومي وهو عبارة عن الإضطرابات التي ترافق النّوم مثل الحديث أو المشي أثناء النوم، التبوّل أثناء النوم، الرّعب الليلي. وكما يعرفه موقف (ويكيبيديا) فهو (يجمع بين مجموعة من اضطرابات النوم التي تترافق عادة مع فرط النوم أو نقصه.

تشمل هذه الاضطرابات حركات جسدية غير طبيعية، على غرار الحديث والصراخ وتخيل تصورات وأحلام (مثل الكوابيس) لا وجود لها في بداية النوم أو النعاس، أو أثناء النوم أو عند الاستيقاظ. معظم حالات الخطل النومي تحدث خلال حالات نوم منفصلة، تكون عبارة عن عوارض جزئية أثناء التحول من اليقظة إلى نوم حركة العين غير السريعة أو من اليقظة إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة).

وفي جميع الأحوال يجب استشارة الطبيب عند تناول الأدوية المساعدة على النوم لتجنّب مضاعفاتها الجانبيّة و خطورتها.