تقليل المضار و الحد من المخاطر المحدقة بالمدخنين

من شبه المعلوم أن الفترة الصيفية تشهد دائما أعلى درجات التجاوز على جميع الأصعدة الأمر الذي يرفع من سقف التأهب والاستنفار الذي تضعه السلطات من خلال تشديد تطبيق إجراءات السلامة المتخذة لحماية الأفراد من المخاطر.

إن السياسات المتبعة في مجال الحد من المخاطر مثل إجبارية وضع حزام الأمان أثناء قيادة السيارات أو الحملات الخاصة بالدفع نحو التقليل من استهلاك الكحول قد دخلت بعد في دائرة السياسات التقليدية المتبعة في هذا المجال تحديدا وذلك قياسا بنفس السياسات المتبعة في مجال آخر يهم شريحة هامة من المواطنين ونعني به: التبغ.

في إطار مكافحة التدخين لم تعتمد السياسات على الحد من مخاطر التدخين بل ارتكزت اساسا على الدعوة إلى الاقلاع النهائي عن استهلاك التبغ والنيكوتين لكن سياسة الحد من مخاطر التدخين و التخفيف من أضراره  تعرف اليوم رواجا كبيرا ومتواصلا.

أكثر من عشرة ملايين مدخن معرضون للوفاة سنويا

لئن نجحت سياسات الحد من التدخين في تخفيض نسبة المدخنين من البالغين من خمس وأربعين بالمائة إلى عشرين بالمائة فقط فإن هذه النسبة تشمل أكثر من عشرة ملايين مدخن معرضون بشكل جدي لخطر الوفاة المبكرة بالإضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. عديدة هي الدراسات التي تهتم اليوم بالبحث عن بدائل حقيقية للتبغ بالنسبة للأشخاص المدمنين على التدخين بشكل مفرط.

 يشير التقرير الذي نشرته إدارة الصحة العامة بالمملكة المتحدة في سنة 2014 إلى عدد من البدائل الممكنة للتقليل من المخاطر:

فرص جديدة عبر بدائل أقل خطورة:

أفادت دراسة أجرتها الكلية الملكية للأطباء في لندن ونشرت في أفريل 2016 أن بدائل التبغ تمنح فرصا لمستعمليها ليتجنبوا الوفاة والعجز المرتبطين بالتدخين كما تتيح هذه البدائل فرصة أسرع للتقدم نحو مجتمع خال من التدخين.

باعتبار التدخين واحدا من بين السلوكيات المسببة للإدمان فقد أصبح من الضروري اليوم التفكير في بدائل مبتكرة لتقليل المخاطر بالنسبة للمدخنين.

النيكوتين دون ورق التبغ المحترق:

واحدة من النقاط المهمة التي أثارتها الدراسة التي نشرتها الكلية الملكية للأطباء بلندن تمحورت حول قدرة بدائل التدخين على تفادي المضار التي يسببها التدخين وخصت بالذكر تلك البدائل التي تمنح النيكوتين للمستهلك دون الحاجة إلى إحراقه.

هذه الطريقة تبقى ممكنة خصوصا لدى مستعملي التبغ القابل للتسخين وليس للإحراق والذي يلقى رواجا مطردا في الكثير من الدول كما يمكن أيضا التعرض لمنتجات " Snus " البديلة والتي تلقى رواجا كبيرا في السويد بشكل خاص وفي الدول الإسكندنافية عموما.

التقرير المنبثق عن الدراسة التي قامت بها الكلية الملكية للأطباء بلندن أكد أن العلاج عن طريق  التعويض عن النيكوتين هو الطريقة المثلى لمساعدة المدمنين على التخلص نهائيا من عادة التدخين الضارة على أن يكون ذلك بمرافقة ومتابعة صحية من قبل مختصين محترفين ذلك أن نتائج هذا العلاج تكون في أدنى مستوياتها حين تكون فردية ودون متابعة مختصة.

أما بالنسبة للسجائر الالكترونية فإن الدراسة البريطانية تذهب للتأكيد على كونها أكثر شعبية في مجال بدائل التدخين قياسا بعلاج التعويض عن النيكوتين. يبدو أن السجائر الالكترونية قد أصبحت تمثل  الحل بالنسبة للمدمنين على التدخين حتى يقلعوا تماما عن هذه العادة خصوصا وأن آثار استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية المتوفرة الآن في السوق  يحدث ضررا لا يتجاوز الـخمسة بالمائة من الضرر الذي تحدثه السجائر العادية وذلك على المدى الطويل ضرر قد يشهد تقلصا أكبرا خصوصا مع تحسن جودة تصنيع مثل هذه المنتوجات

فعالية انتهاج سياسة الحد من المخاطر

لمزيد تدعيم فكرة إيجابية العمل بسياسة الحد من المخاطر استشهدت الدراسة المنشورة في بريطانيا في شهر أفريل 2016 بالمثالين السويدي و النرويجي حيث توزع الـ "Snus  " (  شبيهة بالـ " نفة " كواحدة من أنواع التبغ الذي يستنشق ) هذا المنتج الذي نجح في تخفيض نسبة المدخنين من 30 ٪ في سنة  1980 إلى 13 ٪ اليوم في البلدين المذكورين حيث تسجل الوفيات جراء سرطان الرئة أدنى مستوياتها .

عديدة هي الدراسات العلمية التي تنادي اليوم بوجوب إيجاد بدائل مستخلصة من النيكوتين بعيدا عن السجائر لتجنب الأضرار التي يحدثها استعمال التبغ .