العلاج بالأشعة لسرطان الثدي

العلاج بالأشعة لسرطان الثدي

يدخل العلاج بالأشعة ضمن أهم ثلاث علاجات مهمة لمرضى السرطان وهي الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة ويختلف ترتيب هذه العلاج بإختلاف نوع السرطان ومدى تطوره ويمكن أن يكون العلاج بالأشعة إما علاجا رئيسيا أو علاجا تكميليا بعد الجراحة أو علاجا تحضيريا للجراحة.

إن الأشعة المستعملة في علاج الأورام هي أشعة نووية وأشهرهم فوتون X أو الالكترون أو البروتون وقد وقع اكتشاف الأشعة اكس لأول مرة سنة 1895 ثم اكتشف العلماء بعد فترة قصيرة أهميتها في عدة مجالات لا سيما المجال الطبي حيث يمكن لهذه الأشعة أن تفرز طاقة تعالج العديدة من الأمراض المستعصية على غرار الأورام. ومنذ بداية القرن 20 وقعت العديد من الأبحاث التي اكتشفت مادة الراديوم التي تطبق على الورم مباشرة وكانت ناجعة . وقد تطورت أجهزة العلاج بالأشعة على مر السنين فمنذ أن كانت ذات قوة بسيطة أصبحت ذات قوة كبيرة جدا قادرة على الوصول إلى الأورام العميقة في الجسم.

يتكون جسم المريض من خلايا سليمة وأخرى سرطانية تتميز بسرعة تكاثرها وبعد قدرة الجسم على مقاومتها أو السيطرة عليها وعندما تدخل الأشعة إلى الجسم ستخترق الخلية وتعطي مفعولا مباشرا يؤثر على الخلية ويقتلها أو مفعولا غير مباشر عن طريق جعل ماء الخلية مشعا وهذه المواد المشعة تذهب إلى الحمض النووي للخلية وتحدث به أضرار وعندما تعود الخلية لنسخ حمضها النووي للتكاثر تجده مشوها فتفقد تدرجيا قدرتها على التكاثر وتموت بينما تقوم الخلايا السليمة بإصلاح حمضها النووي في كل مرة.ومن هنا يأتي مبدأ العلاج بالأشعة الذي لا يقوم على تسليط أشعة بكميات قوية في فترة قصيرة بل يقوم بتسليط الأشعة بجرعات معتدلة ومحددة يوميا ولعدة أسابيع مما يساعد على قتل الخلايا السرطانية ويفسح المجال أمام الخلايا السليمة لإصلاح نفسها.

العلاج بالأشعة مهم بالنسبة لمرضى السرطان وتتغير أهدافه من مريض لآخر فيمكن أن يكون بهدف شفاء المريض أو بهدف التخفيف من آلامه وبالنسبة لسرطان الثدي فإن العلاج الكيميائي يهدف إلى وقاية المريض من إعادة الإصابة ويأتي إما مباشرة بعد الجراحة أو بعد العلاج الكيميائي ويهدف إلى حماية الثدي والغدد اللمفاوية المحيطة به. ونقوم عادة ب 25 حصة على كامل الثدي و 8 حصص على مكان العملية.

نقرر أولا مدى حاجة المريضة إلى العلاج بالأشعة وتوقيت تطبيقه وذلك بعد التشاور مع كافة الأطباء المتدخلين في العلاج وفي مرحلة ثانية نقوم بعيادة أولى نحاول خلالها تفسير دواعي هذا العلاج ومنافعه للمريضة إضافة إلى تفسير أعراضه الجانبية طيلة فترة العلاج أو على المدى الطويل . ولاحقا نقوم بتصوير مقطعي لمنطقة العلاج مع تصوير الأماكن التي يجب حمايتها وهي عادة القلب والرئتين ثم يتم تحديد الجرعة التي يستحقها المريض وتطبيقها على أجهزة أخرى تحاكي جسم الإنسان قبل تطبيقها على المريض وفي حال التأكد وضبط كل هذه العوامل تنطلق أولى حصص العلاج مع التأكيد على أهمية حفاظ المرأة على نفس الوضعية التي كانت بها خلال التصوير المقطعي لضمان دقة العلاج.

ليس لعلاج الأشعة آثار جانبية كبيرة على مرضى السرطان بل تقتصر الآثار على التهابات متفاوتة الحدة في منطقة العلاج ويجب أن تحدث هذه الالتهابات للتأكد من نجاعة العلاج كما يمكن أحيانا أن يتأثر القلب بسبب قربه من غلاف الصدر وإحتمالية وصول كمية من الأشعة إليه لكن بفضل التقنيات المتجددة لحماية القلب تراجعت إحتمالية حدوث هذه المضاعفات . أما على المدى الطويل يمكن أن يصبح مكان العلاج متيبسا لذلك نؤكد على أهمية تدليك المنطقة دائما بعد العلاج وأهمية القيام بحصص العلاج الطبيعي للحفاظ على حركة طبيعية لليد والذراع، وبالنسبة للرئتين فإن احتمالية تأثرهما بالأشعة تضل موجودة لكن قليلة جدا خاصة إذا لم يكن المريض يعاني من أي مشاكل في التنفس.