العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

العلاج الكيميائي لسرطان الثدي

سرطان الثدي هو ورم يظهر على مستوى الثدي وتوجد به أنواع حسب الخلية السرطانية الأولى التي يظهر بها الورم ويوجد نوعين أساسيين من سرطان الثدي الأول يكون بالغدة المسؤولة عن إنتاج الحليب والثاني نجده في خلايا القنوات التي توصل الحليب إلى الحلمتين وعند اكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى بينما هو لا يزال متموضعا مثلا في قنوات الحليب يمكن أن يعالج بنسبة مائة بالمائة لذلك نؤكد على ضرورة التقصي المبكر لاكتشاف المرض قبل تطوره وانتشاره بكامل أعضاء الجسم.

• تغير في حجم الثدي
• بروز كتلة بالثدي أو قرب الإبط
• تغير في لون جلد الثدي
• خروج إفرازات غريبة من الحلمتين
• إحمرار في الثدي

منذ بلوغ المرأة سن الأربعين وإلى حدود سن 75 سنة من الضروري قيامها بفحص دوري كل سنتين عن طريق تصوير شعاعي للثدي ويمكن أن تقوم المرأة التي يكون سنها أقل من 45 سنة بفحص دوري أيضا في حال كانت لديها عوامل ترفع خطر إصابتها كالعامل الوراثي ويكون عن طريق الفحص بالصدى. وإلى جانب هذه الفحوصات يمكن للمرأة القيام بفحص ذاتي للثدي مرة كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية ويكون عن طريق وقوف المرأة أمام المرأة ورفع يديها وتأمل الثدي ولمسه من مختلفة الجهات وهو ما سيمكنها من اكتشاف كتلة إن وجدت ويمكنها أيضا من ملاحظة أي تغييرات تطرأ على الثدي تستدعي زيارتها للمختص.

عند تشخيص المرض والتأكد من وجود ورم خبيث بالثدي يتم سحب عينة من الورم وإخضاعه للتحليل لتحديد نوعه مما يسهل تحديد طرق علاجه لاحقا وبمجرد تحديد نوع الورم يقوم الطبيب المباشر بمساعدة كل من الأخصائي في العلاج بالأشعة والجراح وأخصائي العلاج الكيميائي برسم خطة العلاج التي سيتبعها المريض وعادة تكون البداية عن طريق العلاج الموضعي والمتمثل أساسا في الجراحة وتكون إما جزئية باستئصال الورم أو كلية باستئصال الثدي كاملا ثم ننتقل إلى العلاج الوقائي المنهجي وهو العلاج الكيميائي والهرموني والموجه ويبدأ العلاج الكيميائي بعد أسبوعين إلى ست أسابيع من القيام بالجراحة أي إلى حين التئام الجرح ولكن في بعض الحالات المحددة يمكن أ نبدأ بالعلاج الكيميائي قبل الجراحة مثل حالات السرطان الذي يكون فيه الثدي ملتهبا وحالات السرطان الثلاثي السلبي الذي لا توجد به مستقبلات هرموني وأيضا يمكن القيام بحصص علاج كيميائي لتصغير حجم الورم إذا تجاوز 2صم مما يسمح بالقيام بجراحة جزئية دون استئصال الثدي كاملا ولكن غالبا يبدأ العلاج الكيميائي بعد الجراحة كعلاج تكميلي وقائي بهدف حماية المريض من عودة الورم.

والعلاج الكيميائي هو مجموعة من الأدوية التي يتم تمريرها إلى الجسم إما عبر الوريد بعد تركيب قسطرة لحماية عروق اليد من الجفاف والتصلب وتساعد حتى على التقليل من الألم لدى المريض وأيضا على حمايته من عدم مرور الدواء أسفل الجلد الذي يمكن أن يتسبب له بحروق حرجة. كما يمكن أيضا أن يتم تقديم العلاج الكيميائي في شكل حبوب وتختلف الأدوية التي يتم تقديمها في العلاج الكيميائي باختلاف حالة المريض.

يهدف العلاج الكيميائي إلى قتل كل الخلايا سريع التكاثر وعلى رأسها الخلايا السرطانية ولكن العلاج الكيميائي يستهدف أيضا الخلايا العادية سريعة التكاثر بالجسم من ذلك خلايا الشعر والجهاز الهضمي والنخاع العظمي وبمن هنا تأتي التأثيرات الجانبية للعاج الكيميائي على هذه الأجزاء من الجسم :

• تأثير الكيميائي على خلايا الشعر : خلايا الشعر من بين الخلايا سريعة النشاط بالجسم ويمكن أن تستهدفها بعض الأدوية في العلاج الكيميائي لذلك نلاحظ خلال حصص العلاج سقوط شعر المرضى ولكن يجب دائما التذكير بأن هذه الحالة هي مؤقتة تنتهي بانتهاء فترة العلاج ويعود الشعر إلى النمو بصفة طبيعية.
• تأثير الكيميائي على النخاع العظمي : يمثل النخاع العضمي مصنع الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية لذلك يمكن أن يتسبب العلاج في إنخفاض نسبة الكريات الحمراء أو ما يطلق عليه بفقر الدم لذلك يشعر المريض بالفشلة والإرهاق المستمرين ويمكن الحد من هذه الأعراض عن طريق الأدوية كحبوب الحديد وأكياس الدم، ويمكن للعلاج أن يؤثر كذلك على الكريات البيضاء التي تنخفض بنسبة معينة لذلك ينصح المرضى خلال فترة العلاج الكيميائي باتباع بروتوكل التباعد الجسدي لتجنب انتقال أي نوع من العدوى حيث تكون المناعة هشة خلال هذه الفترة ويكون المريض معرضا أكثر من غيرهم للإصابة بالعدوى الجرثومية والفيروسية وقد يضطر الطبيب أحيانا إلى وصف إبر المناعة لتجاوز هذه المرحلة بسلام.
• تأثير الكيميائي على خلايا الفم والجهاز الهضمي: خلال فترة العلاج الكيميائي يمكن أن تظهر على المريض تقرحات بالفم وفي الخدين وهي أعراض مزعجة تعيق المريض عن الأكل والشرب بصورة عادية لذلك يتم إعطاء غسول للفم وقائيا قبل ظهور التقرحات مع نصح المريض بتجنب الأكلات الساخنة والحارة وتنجب السجائر والكحول مع ضرورة تنظيف الأسنان دائما .

إلى جانب حملة هذه التأثيرات يمكن أن يشعر المرضى خلال الأيام الأولى التي تلي حصة العلاج الكيميائي بغثيان وتقيؤ ولكنها أعراض مؤقتة تزول بعد يوم أو يومين كما يمكن تلافيها بتناول الأدوية التي تمنع القيئ وبالنسبة للنساء يمكن أن يؤثر العلاج الكيميائي على انتظام الدورة الشهرية لكنها حالة عادية لا تستدعي القلق. وبصفة عامة ينصح المرضى خلال فترة العلاج باتباع كل إرشادات المختص للحد قدر الإمكان من الأعراض الجانبية وفي هذا الصدد نؤكد ضرورة حصول المرضى على أغذية متوازنة تتوفر فيها الخضر والغلال والنشويات وشرب الماء والقيام بأنشطة رياضية.

يهدف العلاج الهرموني إلى التقليل في نسبة إنتاج هرمون الأستروجين في الجسم ويوجد نوع من العلاج الهرموني الموجه للنساء اللواتي لازلن في سن الحمل وعلاج آخر للنساء اللواتي تجاوزن سن الحمل ويتم وصف هذا العلاج في السرطانات التي بها مستقبلات هرمونية ويكون هذا العلاج طويل المدى يضل لمدة خمس سنوات ويكون هدفه حماية المرأة من عودة ظهور المرض ثانية وشأنه شأن باقي العلاجات فهو ينطوي على آثار جانبية مثل نوبات الحرارة في الجسم واضطرابات الدورة الشهرية وجفاف المهبل وإنخفاض الرغبة الجنسية ولكن كل هذه الأعراض يمكن الحد منها باستعمال الأدوية التي يصفها المختص.