العلاج بالأشعة لسرطان الثدي

14/01/2023   Santé de la femme   1359  
Dr Khiareddine CHAOUACHE

العلاج بالأشعة لسرطان الثدي

العلاج بالأشعة لسرطان الثدي

العلاج بالأشعة يستعمل الطاقة النووية وبصفة عامة تكون هذه الأشعة إما في شكل جزئيات أي مكونة من جزيئات سالبة وموجبة أو يمكن أن تكون على شكل جزئيات غير مكونة لعلامات وهي غالبا تعرف بالفوتونات وهي الفوتون X وقد تطلب هذا الفوتون وقتها وجهدا كبيرا لاكتشافه ومعرفة أهميته في علاج السرطان.

آلية عمل الأشعة لعلاج سرطان الثدي

عند العلاج بالأشعة تدخل الفوتونات إلى جسم الإنسان المكون من جملة من الخلايا بما فيها الخلايا السرطانية وهذه الفوتونات عندما تدخل إلى الخلايا السرطانية المكون أغلبها من الماء تقوم بجعل الماء مشعا وهذا الماء المشع سيدخل إلى الحمض النووي للخلية الموجود بالنواة ليحدث ضررا به وبما أن هذا الحمض هو الذي تستغله الخلية للانقسام والتكاثر بطريقة عشوائية وغير منظمة عكس الخلايا العادية عندما تضره الأشعة لن تتمكن الخلية السرطانية من الانقسام وعند محاولتها تكوين نسخ عنها لن تجد الخلية بعد مرة أو مرتين من الإنقسام أصل الخلية السرطانية وبالتالي ستقلل من تكاثرها وانقسامها وهو هدف العلاج بالأشعة.

ويضر الماء المشع الخلايا السرطانية ويغير من تركيبتها على نحو تفقد فيه هويتها كما يمكن أيضا أن يضر بالخلايا السليمة لكن الفرق يكمن في قدرة الخلايا السليمة على إصلاح نفسها بينما لا تتمكن السرطانية من ذلك لذلك يقل عددها تدريجيا طيلة مدة العلاج وحتى بعده، أما بالنسبة للضرر الذي يحدثه علاج الأشعة بالخلايا السليمة تستطيع خلاله الخلايا السليمة تعديل نفسها حيث أنها تقل بطريقة مقبولة مما يسمح للجسم المحافظة على خصائص هذه الخلايا وهنا تكمن فاعلية العلاج بالأشعة.

ويمكن أن يؤثر العلاج بالأشعة عندما يغير من تركيبة الخلية السليمة على جسم الإنسان فمثلا بعد القيام بالعلاج بالأشعة على الغدد اللعابية يمكن أن تقل نسبة إفراز اللعاب هذا وتجدر الإشارة إلى وجود تقنيات جديدة اليوم تحافظ على وظائف الخلايا بأقصى قدر ممكن. وفي بعض الحالات الخاصة جدا يمكن أن يصاب المريض بعد العلاج بالأشعة بسرطان ناتج عن الذبذبات الإشعاعية ويتم التعرف عليه عندما يكون في المنطقة التي تم تسليط العلاج عليها ويكون تحليله النسيجي مختلف عن السرطان الأول الذي أصيب به المريض وبصفة عامة تكون فترة الإصابة به بعد مرور أكثر من خمس سنوات على العلاج بالأشعة ويحدد الإصابة بهذا السرطان مدى استعداد الإنسان الجيني للإصابة به وهو ما يختلف من شخص لآخر.

متى يتم اللجوء إلى العلاج بالأشعة

يتم اعتماد العلاج بالأشعة كتكملة للعلاج الموضعي لسرطان الثدي ويهتم العلاج الموضعي بالجراحة لإستئصال الورم أو كامل الثدي وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج كيميائي يتم تسبقته بعد الجراحة ثم المرور إلى العلاج بالأشعة لحماية المريضة من احتمالية رجوع الورم إلى الثدي والغدد اللمفاوية، وفي بعض الحالات يمكن القيام بالعلاج الكيميائي قبل الجراحة ثم المرور إلى العلاج بالأشعة وهو ما يختلف حسب حالة المريضة.

أهمية العلاج بالأشعة

إن اتخاذ قرار العلاج بالأشعة يكون في نطاق اجتماع بين مختلف الأطباء المتدخلين من الجراح إلى طبيب الأورام مرورا بأطباء تحليل الأنسجة وأطباء العلاج بالأشعة وقد أثبتت الدراسات أن العلاج بالأشعة يقلل بنسبة أربع مرات من احتمالية رجوع المرض إلى الثدي أو إلى غلاف الصدر كما تساهم الأشعة أيضا في المساعدة على عدم انتقال المرض إلى أنحاء الجسم .

وعكس الأدوية التي تختلف جرعاتها من خص لآخر حسب السن والوزن وغيرها ..فإن نسبة الأشعة التي يتم إعطائها للمرضى هي ثابتة بنحو 70 جي واي إذا كان الورم موجود وتقل هذه النسبة إلى حدود 50 بالنسبة للأشعة الوقائية التي تلي استئصال الورم على أن تقسم هذه الجرعات على 25 حصة وتوضع الأشعة على منطقة غلاف الصدر والغدد اللمفاوية إذا تم استئصال الثدي كاملا أما إذا تم اسئصال جزء فقط يتم توزيع الأشعة على كامل الثدي والغدد اللمفاوية ثم يتم إعطاء 10 جي واي على 8 حصص لمنطقة العملية . ونظرا للضغط المسلط على أجهزة العلاج بالأشعة أصبح الأطباء يتجهون نحو تكثيف كمية الجرعة خلال الحصة للتقليل من عدد الحصص وقد أبدى هذا البروتوكول فاعليته في عدد من البلدان على غرار بريطانيا.

ولتوزيع الأشعة توزيعا عادلا على المنطقة المصابة يتم القيام بتصوير مقطعي للمريض في وضعية العلاج على أن ترفع المريضة يديها إلى الأعلى على طاولة العلاج حتى تمر الأشعة المنطقة المجانبة للثدي وتبتعد عن باقي الأعضاء كالقلب والرئتين لأن القلب يمكن أن يصاب بالتهاب في غلاف القلب ويمكن التأثير على شرايين القلب.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery