أسباب السمنة هل هي وراثية أم لإختلال النظام الغذائي للجسم ؟

تعود أسباب البدانة أو السمنة إلى عدة عوامل قد تكون وراثية أو اجتماعية أو عائلية أو بيئية أو كيميائية أو مرضية ناتجة عن مشاكل في الغدد الصماء, دون إغفال الجانب النفسي الذي يلعب فيه الضغط النفسي دورا في زيادة الوزن.

فالوزن الزائد عند الناس لا يعود إلى نفس الأسباب.وقبل البدء بتخفيض الوزن من الضروري فهم الأسباب التي تقف وراء ذلك و هي ما قامت بالتوصل إليه الدكتورة كارلا يارديرمان الأخصائية في التغذية في كتاب"الريجيم السريع" و الذي نقدمه في المقال التالي

الشخص المصاب على الدوام بوزن زائد

يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في انتقال « السمنة » بين العائلات ، وتنتقل من جيل إلى جيل . فتجد من يولد ولديه « كالوري » أو وحدات حرارية أكثر أو أقل من المعدّل المحدد طبيا و صحيا .

ففي دراسة أجراها المختص الأميركي Albert Stunkard على 677 توأماً مماثلاً وغير مماثل ولديهم نفس الـ ( Genes )  قام بتفريق التوائم عن بعضها البعض ، ووضع كل واحد في أجواء مختلفة ، فوجد أن التوأم المماثل والمتجانس لم تكن لديه نفس عملية النمو والوزن ، أي أنّه أكد أن « الجينات » تلعب دوراً رئيسياً في قابلية الجسم للسمنة . ولكن بتبنى العادات الجيدة للسلوك الغذائي ولأسلوب تناول الأطعمة الصحية ، وبالتثقيف الغذائي وممارسة الأنشطة الرياضية يمكننا أن نهزم « الجينيات » الوراثية المتسببة في السمنة الوراثية .

الزيادة التدريجية للوزن

يمكن أن يكتسب الإنسان العادات الغذائية السيئة تدريجياً من عمر الطفولة والمراهقة. وبالرغم من اعتياد الإنسان على أن يأكل جيداً ويزاول مختلف الأنشطة الرياضية حتى عمر الـعشرين سنة فيستمر في الاحتفاظ بوزن معقول ، ولكن بعد عمر الـ 35 سنة سيبدأ وزنه بالازدياد ، وهذه الكيلوغرامات الزائدة من الصعب إزالتها أو التخلص منها بسهولة ، والمشكلة الأساسية هنا أن معظمنا لا يتناول فطوره الصباحي 

وفي وقت الغداء تستهوينا الوجبات السريعة بمختلف أنواعها فتشعر بالاكتفاء لعدة ساعات ، حتى يحين موعد العشاء لنتناول وليمة العشاء ومن ثم نستمر في تناول الطعام قرب التلفزيون حتى يحين موعد النوم ، فتصاب بزيادة الوزن التدريجي دون أن تشعر بذلك.

السمنة نتيجة حدث معين

*التوقف عن التدخين عندما يتوقف المدخن عن هذه العادة السيئة ، يزداد وزنه للأسباب التالية وهي تعويض افتقاره وعوزه للتدخين بتناوله الوجبات الخفيفة ( Snacks ) أكثر بين الوجبات الرئيسية ، ويزداد التهامه للحلويات والمكسرات وبطاطا الشيبس ليعوض السجائر.و يزيد التدخين الطاقة اليومية التي يحتاجها الإنسان بـ ( 200 كالوري ) تقريباً ، لذلك يصرف الإنسان طاقة أقل عندما يتوقف عن التدخين .

و من المعروف أن التدخين يحد من الشهية للأكل، لذلك تجد أن المدخن يتناول عادة من 200 كالوري إلى 300 كالوري أقل من احتياجاته,و من الطبيعي أن يزداد وزنه من 2 إلى 3 كيلوغرامات بعد التوقف عن التدخين ، لكن على المدخن أن يقوم بالتوقف عن هذه العادة السيئة المضرة بالصحة

*السمنة بعد الولادة : تصاب نسبة هامة من السيدات خاصة بعد الولادة بالسمنة ، ولتجنبها ، يجب على المرأة الانتباه لطعامها خلال فترة الحمل والعمل على عدم زيادة وزنها ، أكثر من كيلوغرام كل شهر بشكل معدل ، وعليها أن تحاول بعد الولادة الانتباه واتباع نظام طعام مخفف بالسعرات الحرارية الإضافية .

المشاكل الهرمونية

غالباً ما تكون سبب السمنة اضطراباً وانخفاضاً في إفراز هرمون الغدة الدرقية و هي الغدد الصماء ، وفي الهرمونات الأنثوية أو الذكرية أو نتيجة زيادة هرمون الكورتيزون في الجسم ، وتحدث هذه المشاكل الهرمونية في أي مرحلة من مراحل العمر ، ومن عوارض هذه المشاكل الهرمونية ، التعب و تشنج العضلات و الإمساك و الأنيميا و ارتفاع نسبة الكوليسترول والزيادة في الوزن .
وفي هذه الحالات يجب استشارة الطبيب المختص للتأكد من تشخيص الحالة بالكشف الطبي الدقيق وبالفحوصات المخبرية ، ليصف العلاج المناسب والمنسجم مع الحالة لعودة الجسم إلى طبيعته

*التوقف عن ممارسة الرياضة من المهم أن نعلم ما تحققه الرياضة من فوائد هامة لصحة الإنسان وتخفض الوزن عن طريق حرق حرق الدهون و تقوية العضلات, و لا يجب على الفرد الإنقطاع عن ممارسة الرياضة التي دأب عليها طيلة سنوات بشكل ونهائي ، لأن العضلات سوف تتحول تدريجيا إلى أنسجة دهنية

*الضغوطات والإحباطات النفسية بعد حادثة ما كالانفصال ، الموت ، مشاكل في العمل ، هذه الإحباطات النفسية تمس الإنسان قيام الإنسان الذي يعاني، فيكثر من تناول الطعام معظم الوقت

* مشاكل الدورة الشهرية تزيد كمية الدهون لدى الأنثى عند مرحلة البلوغ . وبسبب مشاكل المبيضات الأنثوية التي تسبب كثرة الشعر في الوجه ومشاكل في البشرة ، وتعد السمنة أحد مشکلات انخفاض الهرمونات الأنثوية

*سن اليأس تبدأ هذه المرحلة مع بداية عدم الانتظام الهرموني . ففي مرحلة انقطاع الطمث هناك أكثر من عشرين بالمائة من النساء ممن يزداد وزنهن بمعدل 1.5 كلغ كل سنة ويعود هذا إلى نقص في عملية التوازن الغذائي التي تحدث في هذه المرحلة من العمر ، ويلعب العامل الوراثي هنا دوره في شكل الجسم والوزن ، ومن أهم الأعراض المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمث ، التغييرات النفسية والاجتماعية .
وتأتي عادة تناول الأكل بين الوجبات لتزيد من الضغوط النفسية عند المرأة إضافة إلى السمنة ، فيتغير شكل جسمها مع انتقال الخلايا الدهنية من الفخذين إلى البطن ، حيث يقل إفراز مادة « الإستروجين » بينما يزداد إفراز مادة « الأندروجين » وهذه التغييرات في تقلبات الهرمونات تتسبب في زيادة الوزن .