سرطان الدم لدى الأطفال

سرطان الدم لدى الأطفال

سرطان الدم لدى الأطفال هو أحد أنواع السرطانات الأكثر انتشارا في صفوف الأطفال وهو عبارة عن مجموعة من الخلايا الخبيثة التي تتكاثر في الدم ويتكون الدم السليم عادة من كريات حمراء تقوم بتوزيع الأكسجين في الدم وكريات بيضاء تعمل على توفير مناعة للجسم وتقاوم كل البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم وصفائح تقوم بتجميد الدم خاصة عند وقوع نزيف ، وتنتج الخلايا السرطانية لدى الأطفال نتيجة لتكاثر عشوائي وغير مراقب في الكريات البيضاء فتظهر الخلايا السرطانية التي يختلف شكلها عن الكريات البيضاء وتمنع كل من الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح من أداء مهامها في الجسم بطريقة عادية وهو ما يتسبب في ظهور عدة أعراض لدى الطفل ويكون مصنع هذه الخلايا في الجهاز العظمي.

أثبتت الدراسات والبحوث أنه لا يوجد سبب رئيسي وراء ظهور سرطان الدم بينما توجد عدة عوامل قد تحفز من ظهوره على غرار العوامل الوراثية أو كثرة التعرض إلى المواد الكيميائية والأشعة إلى جانب التلوث وبعض أنواع الفيروسات التي تصيب الجسم وتتحول بعدة مدة إلى خلايا سرطانية ،ويعتبر الأطفال المصابين بمتلازمة دوان أكثر عرضة من باقي الأطفال للإصابة بهذا المرض بينما يعتبر سن المراهقة أو الفئة العمرية بين سنتين وخمس سنوات أكثر فترات يحتمل فيها اكتشاف المرض .

تختلف أعراض سرطان الدم باختلاف الجزء المتأثر بالخلايا السرطانية فإذا تأثرت الكريات الحمراء قد نلاحظ شحوبا على الطفل كما يمكن أن نلاحظ سرعة الإرهاق وعدم القدرة على القيام بأنشطة تتطلب مجهودا كالسابق أما إذا تأثرت الكريات البيضاء يصبح الطفل حساسا أكثر تجاه العدوى الفيروسية أو البكتيرية فتكثر إصابته بعدة أمراض في فترات متقاربة كما يمكن أن ترتفع حرارة جسم بصورة مفاجئة وتستمر لفترة طويلة حتى رغم إعطاء الطفل الأدوية المناسبة، وإذا تأثرت صفائح الدم بالخلايا السرطانية يصب الطفل كثير النزف من أنفه وعند حدوث أي جرح ولو بسيط لن يتوقف الدم عن النزول. وتؤشر كل هذه الأعراض على وجود سرطان الدم بينما توجد كذلك بعض الأعراض الأقل انتشارا كانتفاخ الكبد أو الطحال أو شعور الطفل بآلام شديدة في المفاصل وعند الذكور يمكن أن يؤثر هذا المرض على الخصيتين ويمكن للطفل أن يشعر بآلام وأن تنتفخ خصيتيه.

يوجد نوعين من سرطان الدم الذي يصيب الأطفال وهما النوع الحاد أو النوع المزمن ويمثل سرطان الدم الحاد السرطان الأكثر انتشارا بنسبة 80 بالمائة بينما يمثل السرطان المزمن نسبة 20 بالمائة فقط والسرطان الحاد يمكن أن تكون خلاياه لمفاوية أو ميولودية أي ناتجة عن العظم من الداخل وتعتبر الخلايا اللمفاوية أقل شراسة من الخلايا الميولودية بينما يعتبر سرطان الدم المزمن أخطر من سرطان الدم الحاد وتكون أعراضه متشابهة وسرطان الدم الحاد إلا أن ظهورها وتطورها يكون بطيئا ولا يمكن ملاحظته في البداية. وفي بعض الحالات قد لا تظهر على الطفل أي أعراض وقد يكتشف الأهل المرض صدفة عن طريق فحص دم عادي.

إذا كان السرطان قد أثر على الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح يمكن أن يكشف تحليل الدم عن ارتفاع ملحوظ أو انخفاض ملحوظ في نسبة الكريات في الدم كما يتم التشخيص أيضا عبر استخراج عينة من داخل العظم أي من النخاع الشوكي وعرضها على التحليل وإذا تجاوزت نسبة الخلايا الخبيثة 20 بالمائة تتأكد إصابة الطفل بالسرطان وبعد حدوث التشخيص الأولي يتم القيام بفحوصات أخرى لتحديد نوع سرطان الدم عن طريق تحليل نوعية الخلايا والجينات داخلها وإذا تأثرت الجينات تعتبر الحالة أخطر وبعد تحديد نوع السرطان يتم القيام بفحوصات ثانوية للتثبت عما إذا كان المرض قد أثر على أعضاء أخرى أم لا .

يعتبر العلاج الكيميائي من العلاجات الرئيسية لسرطان الدم ويمر العلاج بثلاث فترات بينما يتم تقديم جرعات العلاج الكيميائي في الفترة الرابعة عبر شربها من الفم في حين يتم حقنها في الوريد مباشرة خلال الثلاث فترات الأولى ويخف الضغط تدرجيا على الطفل منذ الفترة الرابع وتبدأ حالته في التحسن، ويشار إلى أن العلاج الكيميائي يمكن أن تنتج عنه أعراض جانبية تختفي بانتهاء فترة العلاج ومن أهم الأعراض هي سقوط الشعر وفقدان شهية الأكل مع شعور بالغثيان والإرهاق المستمر ويمكن التقليل من هذه الأعراض عن طريق أدوية خلال فترة العلاج الكيميائي كما يجب التأكيد على أهمية الاهتمام بصحة الطفل النفسية خلال تلك الفترة.