أمراض إعوجاج الفمّ وعلاقتها بالأمراض النّفسيّة والجسديّة

20/01/2022   Santé des dents   18205   med.tn

أمراض إعوجاج الفمّ وعلاقتها بالأمراض النّفسيّة والجسديّة



تشير عديد الدّراسات و الإحصائيّات إلى أنّ أكثر من ثلثي سكّان العالم يعانون من أمراض إعوجاج الفم. وتتعدّد الأسباب الّتي توصّل إليها المختصّون منها الأسباب الوراثيّة والعادات السّيئة منها مصّ الإصبع أو الأصابع, عضّ الشّفاه أو اللّسان, المضغ بطريقة غير سليمة ,البلع بشكل غير فيزيولوجي و التنفّس عبر الفم فقط وتأخّر تفريم الأسنان أو التّفريم السّابق لأوانه.

العوامل النّفسيّة و العاطفيّة

أخر ما توصّلت إليه الأبحاث و الملاحظات على الأفراد و الحيوانات من صنف الثديات القريبة من تركيبة الإنسان الفيزيولوجيّة أنّ الأعصاب الّتي تربط بين اللّوزة الدّماغيّة و قشرة الدّماغ الأماميّة ليست متساوية في كثافتها في الإتّجاهين بينما الأعصاب المتّجهة من اللّوزة غلى القشرة الدّماغيّة الأماميّة أكثر بكثير من تلك السّائرة من القشرة غلى اللّوزة ممّا يعني أنّ الجانب العاطفي يهيمن على الجانب الإرادي لأنّ اللّوزة مركز الأحاسيس و العواطف بمختلف أنواعها (الفرح أو الحزن و غيرها).

تمّ تبيّن أنّ القشرة الدّماغيّة الأماميّة مسؤولة على فهم و تحليل المعطيات والإشارات المنبعثة من الحواس و اللّوزة لإتّخاذ قرارات عاطفيّة و سلوكيّة متناغمة مع أهداف و ظروف الإنسان الّذي يملك مرجعيّات تساعده على الأداء الذّهني الجيّد.علما وأنّ اللّوزة الدّماغيّة مسؤولة على الذّاكرة اللاّواعية وتقوم بدور مركزيّ لتقويّة الذّاكرة الواعية .

خلل الفم و عدم التوازن العصبي

توصّل المختصّون إلى أنّ القشرة الدّماغيّة الأماميّة اليسرى تختلف في ردّة فعلها عن القشرة الدّماغيّة الأماميّة اليمنى حيث يلتقي في هذه النّقطة علم تشريح الجهاز العصبي مع الملاحظات الطبيّة الّتي توصّل إليها المختصّون من أطبّاء الأسنان وهي أنّ المضغ على شقّ واحد يؤدّي إلى خلل نفسيّ عصبيّ جسمانيّ. فإنّ التّسجيل اللاّواعي يبيّنه وضع الفكّين في تنافسهما وكذلك الأسنان عندما تظهر في الفم تكون على شكلها وحجمها النّهائيّ , وعند وقوع أزمات عاطفيّة أو نفسيّة فإنّ الأسنان تتجاوب مع هذه الحالة.

فقدان توازن الفم

فقدان توازن الفم بسبب تضرّر أحد أسسه يعدّ حالة مرضيّة تستوجب العلاج حتّى إن كان المريض سليما. منذ سنوات أصبح هناك نظرة مغايرة للأسنان دون طرح أيّ أسئلة يمكن للطّبيب الكشف عن أهمّ الأمراض الجسديّة و النّفسيّة الّتي يعاني منها المريض وذلك بمجرّد فحص الفم فكانت نسبة التّشخيص ناجحة بمعدّل ما بيم 80 و 90 بالمائة. و يصبح العلاج ضروريّا لكلّ شخص يعاني من المشاكل الصحيّة و الّتي أبرزها (أوجاع المفاصل الصدغفكيّة وهما مفصلان يربطان الفكّ السّفلي بالجمجمة و يعرّفان بالفرنسيّة Les articulations temporo-mandibulaires)عند غلق الفم ممّا يجعل المريض يرغب في ترك فمه مفتوحا و لا يعود المريض إلى حالته الطّبيعيّة إلاّ عند خضوعه للعلاج حسب أصول تقويم الأسنان الوظيفي.

تحسّن الحالات المرضيّة بتوازن الفم

بعد تحرير الفم و تحفيز قوى البرء الدّاخليّة للفمّ تحسّن المرضى من عديد الحالات المرضيّة و الّتي من بينها أمراض الجهاز العصبي و أوجاع الرّأس النّصفيّة و الانهيارات العصبيّة و ضيق التنفّس و الأمراض الأنفيّة و إعادة التّوازن إلى بعض المصابين بأمراض السكّري بالإضافة إلى استقامة الجسم و الحدّ من أعراض مرض عرق النّسا و مشاكل الجهاز الهضمي و الّتي تسبّب فيها خلل الفم. و قد تمّت إعادة التّوازن النّفسي والفيزيولوجي للجسم لذلك فيمكن القول بانّ تحسّن اللّياقة البدنيّة له علاقة بتقويم الأسنان الوظيفي.في هذه الحالة يمكن الإستنتاج بأنّه يمكن تطوير القدرات التنفسيّة إلى حدّ مضاعفتها مع تحسّن عديد الجوانب الأخرى المتعلّقة بالأمراض و بذلك هناك قدرة على تحسين اللّياقة البدنيّة للرّياضيين دون اللّجوء إلى المنشّطات الضّارة.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery