ما معنى توازن الفم و مدى أهميّته في المحافظة على صحّة الإنسان؟

لا يختلف عاقلان فضلا عن طبيبين مهما كان إختصاصه أنّ الفم و الأسنان لهما تأثير مباشر وغير مباشر على صحّة الإنسان, وهذا جيّد جدّا غير أنّ الكلّ سيفكّر في الإصابات بالتسوّس و أمراض اللثّة والخرجات و التعفّن المصاحبة في حال عدم القيام بالعلاجات اللاّزمة ففي هذه الحالات الخطيرة يمكن أن تطال أيّ جهاز أخر بدء بالحنجرة والأنف و العينين مرورا بالقلب و الدورة الدّمويّة وصولا إلى الكلى الّتي تبدو بعيدة عن الأسنان المصابة و غيرها من الإصابات . ولعلّ أخطرها السّرطانات بأنواعها فماهو الخلل الموجود على مستوى إطباق الفم و أهمّ الأمراض المصاحبة له ؟

الخلل على مستوى الفم و الأمراض المصاحبة له

العديد من الأطبّاء القدامى وثقوا في كتبهم العلاقة الوثيقة بين خلل إطباق الفم و أهمّ الأمراض المصاحبة بداية من القرن 18 و لعلّ أبرز الملاحظات تمثّلت في وصف دقيق لمرض إرتخاء اللّسان الّذي يربط بين الفم غير المتوازن(عدم توافق أو تناسق الفكّين و اعوجاج الأسنان وسقف الفم العميق و الضيّق و الذّقن البارز إلى الأمام و إلى الأعلى أو المنحني و المتراجع غلى الخلف وغيرها...) وعديد الظّواهر المرضيّة الأخرى المصاحبة مثل أوجاع الظّهر و إصابات الأذنين والأنف و الحنجرة و الصّعوبات في الهضم و التنفّس و التّعب المزمن و المشي و النّطق المتأخّرين أو الصّعبين.والإضطرابات السّلوكيّة مثل الهيجان أو الإنطواء و أمراض الحساسيّة و الإصابات الجلديّة و النّوم المضطرب والشّخير و القلق المزمن و المبالغة في الأحاسيس و غيرها...

كما توصّل مختصّون في مجال توازن جسم الإنسان إلى أنّ عدم توازن الفم من المداخل الأساسيّة لإنخرام هذا التّوازن الجسدي و يلتقون بذلك مع النّتائج و الأبحاث و الملاحظات الّتي توصّل لها المختصّون في "حكمة السنان" حيث تبيّن أنّه بالإمكان و بفضل فحص طبيّ للفم معرفة الأمراض الّتي يمكن أن يصاب بها الإنسان .كما أمكن معرفة أهمّ الخصوصيّات النّفسيّة و العاطفيّة .

الأسس الجديدة لتوازن الفم

هناك أربعة أسس لتوازن الفم أوّلها وجود 5 براعم جنينيّة في الفم 3 منها في الفك العلوي (الأوّل على مستوى الأسنان الأماميّة و الثّاني في الجانب الأيمن و الثّالث في الجانب الأيسر). وينقسم البرعمان المتبقّيان في الفكّ السّفلي الأوّل للجهة اليمنى و الثّاني للجهة اليسرى .

وثانيها تساوي زوايا المضغ الوظيفيّة (يمضغ الإنسان دائما من جهة الزّاوية الأصغر, ميلان الفكّ السّفلي ناحية جهة المضغ ) ونلاحظ أثناء الحركة الجانبيّة أنّ الفتحة في النّاحية غير العاملة تكون اكبر جهة للمضغ. وثالثا عند القيام بحركة جانبيّة كلّ الأسنان من الجهة العاملة تلمس بعضها بعضا عدا الأنياب.

كما تتلامس الأسنان من النّاحية غير العاملة.و رابعا الفكّ السّفلي المربّع يعني لو ربطنا النّابين السّفليين بسطر وهميّ لكان مستقيما . وبهذا الشّكل و إن بدا للبعض غير ضروريّ فإنّه يساهم بشكل كبير في تسهيل الحركات الجانبيّة المحدّدة في التّوازن المأمول بلوغه. وإن فقدان هذا التّوازن بسبب انخرام أحد أسسه يعدّ حالة مرضيّة تستدعي العلاج وإن بدا المريض سليما .