الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان

04/01/2022   صحة عامة   6295   med.tn
الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان
تعبير يشمل أمراضاً عديدة، لا نهاية لعددها..

ومنها أمراض شاعت، قديماً، ثم اندثرت أو كادت، وإن بقيت منها حالات قليلة أو كثيرة، في مناطق محددة.

ومنها أمراض عرفت حديثا، وانتشرت أويخشى انتشارها. وهي أمراض لا يعرف عنها الناس شيئاً كثيرأ، فاقتضى ذلك التعريف بها.

ومعرفة المرض سبيل إلى تجنبه والتحصن منه، ومعالجته في الوقت المناسب، لا بعد استفحاله واستعصائه على العلاج.

لقد عرفنا بكل مرض، وذكرنا أعراضه، ووسائل الوقاية منه، والطرق العامة لعلاجه.

وهذه المعلومات لا تغني عن مراجعة الطبيب ؛ لكنها تساعد المريض على تفهم مرضه، والتعاون مع طبيبه، ومن ثم، على بلوغ الشفاء العاجل.

ما هي العدوى؟

العدوى: هي غزو الجسم بالأحياء الدقيقة المضرة، أي الأحياء المجهرية غير المرئية بالعين المجردة، وتشمل الأحياء الدقيقة البكتريا الكروية والعضوية والحلزونية) والطفيليات والفيروسات والفطريات. ويزدحم الهواء والماء والتربة من حولنا بهذه الكائنات الدقيقة، وأغلبها حميد، وبعضها مفید و ضروري لوجود معالم الحياة على الأرض، والقليل مضر يسبب المرض.


وسطاء العدوى: البكتريا مسؤولة عن أنواع كثيرة من العدوى، وهي كائنات مجهرية في المملكة النباتية، تعيش علي المواد العضوية التي منها أنسجة الجسم البشري، بل إن دفء الجسم البشري ورطوبته يهيئان وسطة مثالية لنمو هذه البكتريا.

وليست جميع البكتريا التي تدخل الجسم ضارة على وجه الإطلاق، فبعض أنواعها الموجودة بالأمعاء ضروري لصحة الجسم.

والبكتريا المرضية تخرج مواد كيميائية تسمي توکسینات، وهي مواد سامة تنتشر بالجسم فتسبب اختلالا في بعض وظائفه العادية. وهذه هي الأعراض المرضية ومثال ذلك بكتريا الدفتريا التي قد توجد في الحلق الملتهب ؛ فإنها تخرج توکسينا يمكن أن يتلف عضلة القلب.

ويعتقد العلماء أن الفيروسات مواد كيميائية وسط بين المادة الحية وغير الحية، وهي قادرة على غزو خلايا معينة فتتكثر في داخلها.

وتسبب الفيروسات أمراضا كثيرة شديدة العدى، و حميات تشمل أغلب أمراض الطفولة، كالحصبة والنكاف وشلل الأطفال والجدري والإنفلونزا ونزلة البرد.

والطفيليات المجهرية التي تصيب الإنسان من العائلة "وحيدة الخلية "وأشهر أمثلتها الأميبا وبلازموديوم الملاريا، ويسببان مرض الدوسنطاريا الأميبية و الملاريا. و الأمراض الطفيلية كثيرة.

والفطريات آخر أسباب العدوى الأربعة، وهي نباتات دنيئة تسبب أمراضا جلدية كالقراع وقدم الإصليت (قدم الرياضي).

طرق العدوى

الكائنات المجهرية المرضية في كل مكان ، ومن المحال اجتنابها في حياتنا اليومية، ولكن لا بد لها من اقتحام الجسم، أولا، قبل إحداث المرض فالجلد السليم والأغشية المخاطية سياج متين يمنع دخولها، ولكن يغلب أن تحدث العدوى حينما تصاب الأغشية التي تبطن الفم والأنف أو الأذنين أو العينين أو الشرج أو الأعضاء التناسلية أو الجلد ، بخدش أو قطع أو نوع من الجروح.

وأغلب الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال تتسبب من دخول الجراثيم بطريق الجهاز التنفسي، فجراثيم الحصبة والدفتريا والسعال الديكي تنتشر في الهواء على قطيرات الرذاذ الذي يخرجه المريض عند السعال أو العطس.

والإمساك بملابس المريض أو أغطية فراشه ثم الإهمال في غسل اليدين بعد ذلك، قد يؤدي إلى انتقال المرض ، كذلك إهمال في غسل اليدين بعد قضاء الحاجة.و تنتقل بهذه الوسيلة أمراض الأمعاء كالتسمم الغذائي والدوسنطاريا وحمى التيفود. والذباب والحشرات المثيلة التي تتغذى على الفضلات ثم تقع على الطعام، وسيلة لنشر العدوى من الأمعاء.

و تنتقل أمراض أخرى بالملامسة بين المريض و السليم، فالزهري والسيلان ينتقلان من طريق الاتصال الجنسي وحده، لأن جراثيمهما لا تعيش إلا مدة قصيرة في الهواء الطلق بعيدة عن الجسم.

وتنقل الحشرات التي تمتص الدم، کالبعوض والقمل، بعض الأمراض من شخص إلى آخر. فيحمل البعوض الملاريا والحمى الصفراء وبعض أنواع التهاب المخ، ويحمل القمل مرض التيفوس،و تنقل البراغيث الطاعون من الفئران المصابة

وتنقل بعض الحيوانات أمراضا إلى الإنسان، فتنقل الأغنام الجمرة الخبيثة، وتنقل الكلاب مرض الكلب

ولا من توافر ظروف معينة بعد دخول الجراثيم في الجسم ليحدث المرض. فلا بد للجراثيم من أن يكون عددها كافيا، وأن تكون شدتها كبيرة و قادرة على إتلاف الأنسجة السليمة، كما يجب أن يكون الجسم المغزو قابلا للعدوى ؛ فإذا كان محصنا من المرض أو حديث التطعيم لم يتأثر بالجراثيم.

ولدى بعض الناس حصانة طبيعية ضد العدوى. وأخيرا لا بد من أن يدخل المرض الجسم بالطريق الصحيح،فلا بد من أن تدخل ميكروبات الملاريا مجرى الدم، وميكروبات الدوسنطاريا الأمعاء، وميكروبات السيلان الأعضاء التناسلية.

كيف يحارب الجسم العدوى؟

تأخذ الجراثيم في التكاثر بعد دخولها الجسم.و أول رد فعل لذلك هجرة عدد كبير من كريات الدم البيض إلى موضع العدوى، في محاولة لابتلاع الجراثيم والقضاء عليها، كما ينشط نخاع العظم لإنتاج عدد كبير من هذه الكريات للاشتراك في حرب الجراثيم.

وتتوسع شعيرات الدم والشربينات في مكان العدوى ليغزر فيه مدد الدم، وتبدأ الأجسام المضادة، وهي كيميائية قادرة على قتل البكتريا والقضاء على توکسیناتها، العمل في هذا السبيل، كما تتجمع سوائل الجسم لتساعد موادها الكيميائية على قتل الجراثيم. وتكون هذه الظواهر مجتمعة ما يسمى في علم باثولوجيا بالالتهاب

فإذا ما نجحت هذه الوسائل قضي على العدوى، وإلا احتاج المريض إلى مساعدة طبية. وقد تنتهي الأعراض وتبقى الجراثيم؛ فيصبح الشخص حاملا اللجراثيم، ينقل العدوى من غير أن يصيبه المرض.

الحصانة من الأمراض المعدية:

يصاب الإنسان عادة بأمراض الطفولة وعدوى المسالك التنفسية العليا، کالانفلونزا ونزلات البرد، ولكنه لا يصاب بالأمراض المعدية الأخرى؛ لأن الجسم يبني حصانته من هذه الأمراض تدريجا، منذ وقت الطفولة.

وهناك نوعان من الحصانة: طبيعية ومصنوعة. وتتكون الحصانة الطبيعية بعد الإصابة بالمرض، فالحصبة والنكاف والجديري يندر تکرار الإصابة بها؛ ولكن هذه الحصانة الطبيعية ليست أمر مؤكدا لجميع الأمراض، وهي إنما تحدث بتكون أجسام مضادة للمرض. وتسبب الإصابات الطفيفة المتكررة حصانة تمنع إصابة خطرة بالمرض. ومن الأمراض المعدية التي لا تسبب حصانة طبيعية نزلات البرد والسيلان والملاريا.

والحصانة المصنوعة نوعان: إيجابية وسلبية، وتكتسبان بالتطعيم والحقن بعد إستشارة أخصائي الأمراض المعدية. وتكتسب الحصانة الإيجابية بحقن جراثيم ميتة أو موهنة، كالتطعيم ضد الجدري، وفيه تتكون الأجسام المضادة بحقن نوع خفيف من ورائهم شبيهة بجراثيم الجدري، فتحفظ الجسم من الإصابة بالمرض، وتدوم الحصانة الإيجابية شهور أو سنوات عدة.

أما الحصانة السلبية فتكتسب بحقن مصل إنسان أو الحيوان سبقت إصابته بالمرض وتكونت به أجسام مضادة له: وهي حصانة وقتية تستعمل فقط وقت انفجار الأوبئة أو وقت التعرض لمرض وبيل.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery