أسباب ظهور حب الشّباب في البشرة السّوداء

إن سبب نشوء حب الشباب ونموه في البشرة السوداء هو نفسه في البشرة البيضاء, إذ يقوم مزيج من خلايا الجلد الجافة و الزهم بسد المسامات أو قناة جريب الشعر مع استمرار الغدد الدهنية المتصلة بقاعدة جريبات الشعر بإنتاج الزهم ، فينتفخ داخل قناة الجريب بسبب الزهم المتراكم .ولا يبقى أمام بالون الزهم هذا سوى أن يدفع المادة المتراكمة إلى السطح فتعم الجلد الفوضى .

أو ينفجر نحو الداخل ويسبب آفة عدية طويلة الأمد نسبياً حسب ما ورد في كتاب علاج حب الشباب للدكتور تيري ج دوبراو و الدكتور براندا د أدرلي . وفي النهاية ، يتدفق الدم إلى هذه المنطقة من الجسم في محاولة لمحاربة الالتهاب ، فتكون نتيجته انتفاخات على سطح الجلد تؤدي إلى إغلاق المسامات الأخرى وانتشار المرض . على الرغم من تماثل الأسباب الأساسية لتطور هذا المرض بين البشرة السوداء والبشرة البيضاء ، إلا أن البشرة السوداء تتميز بأربعة اختلافات مهمة تجعل مشاكل العد أكثر خطورة .

استعمالات لفظ أسود والانتماء

قبل التطرق إلى هذه الاختلافات ، يفترض بنا توضيح استعمال هذه اللفظة الأسود وهو وصف نعتمده لجميع الشعوب ذات البشرة الملونة. وقد يتراوح ذلك اللون من الأسود الفعلي إلى لون بالكاد يعتبر داكناً ، أي البشرة عن المسمرة ، وبالتالي ، فإن أي تعابير ندلي بها حول البشرة " السوداء " يجب أن تصب في الخانة التي حددناها بشكل عام وألا تقتصر على ذوي البشرة السوداء فقط .عموماً، كلما أصبح لون الجلد قاتماً، كلما كان احتمال ارتباط المواصفات الخاصة بالبشرة السوداء أكبر .

لكن للأمر استثناءات عدة . يعتبر عامل الجين الوراثي عنصراً مهماً في نشوء حب الشباب ، وهناك أدلة تشير إلى أن العد نشأ في إفريقيا الشمالية ثم انتقل بعدها إلى جنوبي أوروبا . معظم أهالي أوروبا الجنوبية " اليوم من ذوي البشرة السوداء لا يتحلون بشكل خاص بالنزعة الطبيعية لنمو حب الشباب التي تنطبق على ذوي البشرة السوداء لكنهم إذا كانوا يتحدرون من المغاربة فإن بشرتهم بغض النظر عن لونها الفاتح,قد تتفاعل تماما كبشرة سكان إفريقيا الوسطى الأكثر سوادا من جهة أخرى, وفي حال لم يدخل إرثهم أي جينات مغربية , فإن بشرتهم تملك خصائص بشرة أوروبا الشمالية نفسها.

الاختلافات بين ذوي البشرة السوداء والبشرة البيضاء

هناك اختلافات مهمة بين فئة البشرة " السوداء " من الإفريقيين والهنود ، لكن المواصفات النموذجية التي ذكرت والتي تنطبق على البشرة السوداء تظهر معالمها لدى السود الأفارقة أكثر مما تظهر لدى السود الهنود . و من بين الأدلة على ذلك تكثر الغدد الزهمية عامة لدى البشرة السوداء بالإضافة إلى كبر حجمها وزيادة إفرازها للزهم . لذلك تكون عملية نمو العد بمجملها حالة مألوفة وأكثر خطورة .

وتكون طبقة البشرة القرنية السوداء أشد كثافة ، لكنها أرق عادة من طبقة البشرة القرنية البيضاء أي أنها تحتوي عدداً أكبر من الخلايا وهذا يعني عدداً أكبر من الخلايا الميتة المنفصلة مما يرفع احتمال اتحادها مع الزهم الفائض ليسبب الانسدادات . إن عدد الخلايا الميلانية هي أقل في البشرة السوداء لأنه عندما يزداد عدد هذه الخلايا تصبح أكثر نشاطا .

وتكمن فائدة ارتفاع عددها في التخفف من احتمال إصابة ذوي البشرة القاتمة بحرق الشمس ، لكن خلايا الميلانين لا تمنع مرور أشعة فوق البنفسجي ألفا ( التي تستطيع اختراق الزجاج والماء على مسافة ثلاثة أقدام وبعض الملابس الصيفية ) وبالتالي غير قادرة على الحيلولة دون تجعد الجلد . وللأسف يحمل هذا الفائض من إنتاج الميلانين بعض العواقب الوخيمة . إن مجرد تهيج بسيط للجلد تسبب به التهاب يحمل الجلد القائم على إنتاج كمية إضافية من الميلانين تؤدي إلى ظهور بقع سوداء دائمة على الجلد ( أي فرط التصبغ الذي يلي الالتهاب).

ردة الفعل الالتهابية لذوي البشرة السوداء

تأتي ردة الفعل الالتهابية للبشرة السوداء أقوى فينتشر العد بشكل أسرع وتتطور الحالة لتصبح فوعية . وفي ما يتعلق بالبشرة السوداء ، يحذر الدكتور بيرسادسينغ بقوله إنها قد تطور التهاباً قوياً كردة فعل على الحالات العادية . ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع نسبة الميلانين في الجلد ، ما يدفع بالالتهاب الحاصل إلى إنتاج عدد من الكيميائيات القادرة على مهاجمة إيلاستين الجلد وإفساده .

يؤدي هذا الأمر إلى ندوب ظاهرة ( تكثر عادة لدى ذوي البشرة السوداء ) وتكون نتيجة فرط الصباغ الذي يلي الالتهاب ظهور البقع الداكنة ، وقد تأتي أحيانا ردة الفعل عكسية . فيظهر ما يعرف بالبقع البيضاء أو البهق ، وأكثرها قباحة الجدري وهو كناية عن بقع سوداء تبدو في بعض الأحيان أشبه بالقرفة أو القشرة . إن الحالات الأربع المذكورة أعلاه تختلف من البشرة السوداء إلى البشرة البيضاء .

أما بشرة الاسبانيين فتتوسطهما ، علاوة على ذلك ، هناك حالتان لا تختلفان عن البقية بل تظهران باستمرار لدى ذوي البشرة السوداء . وقد تنطبق إحداها على الرجال السود و يعود السبب في ذلك إلى أن الشعر الأسود يكون موعداً أو كلفاً، لذلك يعتبر الشعر الغارز في اللحم حالة شائعة لديهم . وفقاً لبعض التقديرات، حوالي 60 بالمائة من الرجال السود كافة يعانون من مشكلة الشعر الغارز في اللحم أقله مرة في حياتهم، في حين يصل. يقع مستوى الإصابة بالعد بين ذوي الجلد المموه إلى أقل من 25 بالمائة. أما المشكلة الأخرى التي تعاني منها البشرة السوداء فهي الندوب الناتجة عن العد التي ترتفع نسبة حدوثها ويصعب إزالتها عن طريق الجراحة.