كيفيّة تطوّر الإفرازات الزهميّة للجلد وتسببها في حب الشباب

يجدد جلدك نفسه بشكل كامل تقريباً، في غضون 28 إلى 45 يوماً وفقاً للعمر. وهي طريقة عالية الفاعلية لتفادي تراكم الأذى الناتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتلوث والبلى والتمزق العام . خلال هذه العملية ، تنفصل الخلايا التقرنية الميتة عن سطح حل الجلد (طبقة البشرة القرنية ) وتتكون خلايا جديدة من قاعدة البشرة بهدف الحلول مكانها . بعد أن تتم هذه العملية بشكل صحيح ، تسقط الخلايا القديمة الموجودة على سطح البشرة القرنية بانتظام ، لتظهر خلايا مسطحة جديدة بالمستوى نفسه .

لكن في بعض الحالات تفرز مادة زهمية من الجلد تعطل عملية الشفاء و تحدث تطورات غير صحية و هو ما ذكره الدكتور تيري ج دوبراو و الدكتورة براندا د أدرلي في كتاب علاج حب الشباب و سنذكره تباعا في هذا المقال.

الإفرازات الزهميّة و تعطيلها لعملية شفاء حب الشباب

في بعض الحالات قد يحدث أن يفرز جسمك فائضاً زهمياً بشكل مفاجئ ( لأسباب متعددة) . وبما أن الزهم زيتي ولزج بعض الشيء ، قد يمتزج مع بعض الخلايا المتقشرة على سطح طبقة البشرة القرنية ، فتنتج مادة شبيهة باللاصق بدلاً من انفصال الخلايا المتقشرة . وقد يحشر هذا اللاصق نفسه في جريب شعرة مفتوح ( أي مسام ) ويستقر هناك ، فيكتنز ويقسو ليصبح كتلة صلبة يصعب إزالتها وتسد فتحة المسام بشكل جزئي .

وفي الوقت نفسه ، يطرأ تغيير في تركيبة الخلايا الموجودة بالقرب من القناة أو جريب الشعرة ، قد يشكل مشكلة تفوق الانسدادات السطحية . ظاهرياً ، بسبب سلسلة من الوقائع الهرمونية التي عجز العلماء عن فهمها بشكل كامل ، يصبح بعض هذه الخلايا الداخلية أو كلها لزجاً . من الطبيعي ، أنه أثناء جفافها ، يقوم الزهم المنبزغ بقذف الخلايا المحيطة بالجريب . لكن ما إن تصبح لزجة نتيجة تلك التغيرات الهرمونية أو غيرها من التغيرات ، يصبح الزهم عاجزاً عن قذفها بعيدا عوضا عن ذلك ، تلتصق بجوانب القناة لتضيف إلى الإنسداد الجزئي إنسدادا أخر .

العدّ النقطي المصغّر

تعرف هذا الانسداد الجزئي بالعد النقطي المصغّر ( الزؤان ) ، الأمر الأوّل الذي يقوم به الزؤان هو دفع القناة إلى التمدد ممّا يؤدّي إلى تضخّم المسامات على سطح الجلد, و هو أمر يعاني منه عادة المصابون بحب الشباب بغض النظر عن قباحتها, تعتبر هذه المسامات المتضخمة أشبه بنعمة مزدوجة . لانّها من جهة ، تمنح الزهم فرصة أكبر للبروز ، مما يؤخر كمية تراكم الزهم الداخلي أو يخففها ، ومن جهة أخرى ، تميل فتحات المسامات المتضخمة إلى النمو داخل الانسدادات نتيجة امتزاج الزهم بالخلايا على سطح طبقة البشرة القرنية .

الزهم وتسببه في ظهور الرؤوس السوداء

إذا تجمع الزهم أكثر فأكثر داخل المسامات قرب سطح الجلد نتيجة الانسداد الجزئي الناجم عن اللّزاجة الخارجية للخلايا والزهم تبدأ البثور ذات الرؤوس السوداء بالظهور . يعود اللون القائم للرؤوس السوداء إلى صباغ موجود في المادة الزهمية ، وليس إلى القذارة . ومع ذلك ، تبدو هذه الرؤوس قذرة وقبيحة . أما إذا نتج الانسداد عن الخلايا الداخلية اللزجة وهو بالتالي موجود في أسفل القناة، فلن تلاحظ سوى احمرار طفيف يرافقه نتوء يمهد لظهور بثرة عديّة في نهاية الأمر، لكنها تبقى عميقة فيتعذر علينا رؤيتها. تمنح هذه الزؤنات العميقة الجلد ملمساً كثير النتوءات حتى لو لم يتفش العد بعد .

بعد ذلك ، يدخل العرق بمحاذاة الانسداد الجزئي إلى داخل الزهم المتجمع ، وبفعل سلسلة من التفاعلات الكيميائية والفيزيولوجية يحوله إلى مادة شمعية، لزجة كالجبن . عندما تقوم بعصر إحدى بثور العد. ويؤدي كذلك الماء الموجود في العرق إلى تورم جدران القناة ، بما يشبه التورم الذي يصيب أصابعك إذا وضعتها وقتاً طويلاً في المياه .

يعتبر هذا التورم الطفيف مفيداً بشكل عام ، لأنه يبقي الجلد رطباً بشكل صحي غير أن الرطوبة في هذه الحالة الخاصة ، تزيد في انسداد المسامات ، فتحشر الحشوات فيها التي تجعلها أضيق . في السابق ، كنا نشهد انسداداً كاملاً نتيجة المادة اللزجة في خلايا القناة الداخلية و التماسك الحاصل بين الخلايا الخارجية والزهم ، بالإضافة إلى القناة نفسها المنتفخة بالمياه . فيظهر الزؤان إما بشكل بثرة بيضاء صلبة أو ما يعرف بالبثرة ذات الرأس الأبيض ( أو الزؤان المغلق ) ، وإما بشكل بثرة ذات رأس أسود متسع ( أو الزؤان المفتوح ) . في كلا الحالتين ، يصبح الانسداد ثابتاً في مكانه بحيث يصبح خروج الزهم أمراً مستحيلاً .