مجابهة الضغوطات النفسية في العمل

الضغوطات النفسية هي كل أحداث الحياة الضاغطة التي تجعل الشخص غير قادر على تحملها ومجاراتها. وتجدر الإشارة إلى أن الضغوطات في الحياة هي مسألة ضرورية كما أنها قد تكون عاملا إيجابيا أحيانا حيث تساعد الشخص على التطور وتنمية مهاراته وأسلوب تفكيره وقدرته على المواجهة والتعامل مع الضغوطات و اكتساب هذه المهارات يمكن أن يكون المحدد لنجاح الإنسان في حياته العملية.

علامات الضغط النفسي

ويعتبر الإنسان أكثر الكائنات قدرة على التأقلم والتطور ولذالك فهو يحتاج فقط إلى تعلم أساليب إدارة الضغوط وفي حال لم يمتلكها سيشعر في مرحلة ما أن هذه الضغوطات تفوق قدرته على التحمل وقد تظهر عليه في هذه المرحلة علامات جسدية ونفسية تتمثل في:

الشقيقة
ضيق التنفس
الإرهاق المزمن
كثرة الإصابة بالأمراض بسبب تراجع الجهاز المناعي
اضطرابات في الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية

الأشخاص الأكثر عرضة للضغوطات

يوجد نوعين من الشخصيات هم الأكثر عرضة لتأثير الضغوطات اليومية والعملية وهم الأشخاص العصبيين غير القادرين على مجارات الضغط والمشاكل اليومية بهدوء بل هم سريعي الغضب وأيضا الأشخاص القلقين الذي يبالغون في التفكير والقلق على أدق التفاصيل بشكل يجعلهم دائما في وضعية توتر وقلق مستمر.

كما تعتبر النساء أكثر عرضة لتأثيرات الضغوطات وذلك بسبب كثرة التزامات المرأة فإلى جانب العمل لها التزامات أخرى أسرية تجعلها في ضغط دائم إضافة إلى تأثير العوامل الهرمونية على مزاج المرأة.

دور ظروف العمل في زيادة الضغط أو تقليله

تؤثر بيئة العمل وظروفه على درجة الضغط التي يشعر بها العامل حيث يمكن أن يؤدي تواجده في بيئة عمل مرهقة إلى تكيف غير مناسب فيصبح إما شديد القلق أو الغضب أو يصبح شخصا كسولا وهذه السلوكات نلاحظها موجودة فقط في حياته المهنية بينما يكون شخصا متوازنا في حياته العادية.

ولتقليل الضغط يجب أن تتحمل الإدارة مسؤولية تحسين آداء الموظف ووضعها ضمن أهدافها الاستراتيجية وتوفر حاليا كبريات الشركات العالمية أطباء نفسيين مهنيين لمساعدة الموظفين على مجابهة الضغوطات أو التوقي من حدوثها. كما يضطلع المسؤول المباشر أيضا بدور هام في تقليل الضغط على موظفيه وتحسين آدائهم من خلال القدرة على حسن التواصل مع الموظفين وتقسيم مهام العمل بما يتناسب وشخصية وطاقة تحمل كل موظف.

تحسين بيئة العمل وتوفير ظروف مريحة للموظف

لتحسين أداء الموظفين والرفع من إنتاجية مؤسسة ما لا بد من الاهتمام بمناخ العمل والاستقرار النفسي للموظفين وذلك من خلال توفير أطباء نفسيين يساعدون الموظفين من خلال تعليمهم تقنيات للوقاية من تأثيرات ضغوطات العمل. ويحث المختصين الموظفين على تحديد أولوياتهم ورسم أهدافهم القريبة والبعيدة وهو ما يسهل عليهم مسار بلوغ هذه الأهداف. كما تقوم تحسين بيئة العمل على تطوير مهارات العاملين على أحدث أساليب الأداء إلى جانب تحسين نظام الحوافز المادية والمعنوية وتوفير أماكن ترفيه وتنظيم برامج رياضية في المؤسسة.

وبالنسبة للعلاقات بين مختلف أفراد المؤسسة يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل والاستماع الإيجابي وعلى الرؤساء إعطاء المرؤوسين الفرصة لطرح أفكارهم ومناقشة آرائهم وتشركهم في صنع القرار بالمؤسسة.