الاستعداد النفسي والجسدي للإمتحانات

23/08/2023   الصحة النفسية   977  
الدكتورة يسرى الجملي

الاستعداد النفسي والجسدي للإمتحانات

الاستعداد النفسي والجسدي للإمتحانات

إن التوتر قبل الإمتحانات هي مسألة طبيعية جدا وهي محفز داخلي يساعد الطالب أو التلميذ على التركيز ويشجعه على مزيد المراجعة والاستعداد للامتحانات ويمكن أن يكون التوتر إيجابيا أو يمكن أن يكون سلبيا ويرتبط هذا بطريقة التعامل مع هذا التوتر وكيفية السيطرة عليه فإذا نجح الشخص في السيطرة عليه سيكون التوتر عاملا إيجابيا ومحفزا للتلميذ ولكن إذا تجاوز حده قد يصبح سلبيا ويعيق التفكير السليم ويفقد التلميذ تركيزه.

كيفية السيطرة على التوتر قبل الامتحان

لعلاج التوتر يجب أولا تحديد أسبابه والتي يمكن تقسيمها إلى أربع محاور كبرى وهي:

  • الخوف من المجهول: للتقليل من هذا الخوف يجب على التلميذ في فترة المراجعة العودة إلى نماذج الإمتحانات السابقة للتعرف على نوعية الأسئلة المطروحة وطول الإمتحانات وبالتالي يكون التلميذ تصورا عاما عن الامتحان.
  • الخوف من عدم القدرة على إتمام الإمتحان : للتقليل من خوف عدم القدرة على إنهاء الامتحان في الوقت المناسب يجب على التلميذ التدرب على حسن إدارة الوقت.
  • الندم لعدم الاستعداد جيداً للإمتحان: يشعر التلميذ احيانا بالندم مع اقتراب فترة الفروض وأنه لم يبدأ المراجعة في وقت مبكر ولكن على التلميذ أن يتجاوز هذا الندم ويعي أنه لا يمكن للندم أن يعالج المسألة وبالتالي عليه أن يبدأ المراجعة وتنظيم وقته بناء على فترة المراجعة المتبقية.
  • الخوف من نتائج الإمتحان: يجب أن يعي التلميذ أن الإمتحان يقيم قدرة التلاميذ على الحفظ وأنه لا يعكس قدرات التلميذ العقلية ولا ذكائه وعديدة هي الأمثلة عن علماء وفلاسفة رغم سعة معرفتهم إلا أنهم لم ينجحوا دراسيا. كما يجب على الأولياء أيضاً أن يوفرو للطفل الحب والحوار والحرية والابتعاد عن اللوم والمقارنة والعتاب.
كيفية الاستفادة من فترة المراجعة

لتحقيق الاستفادة في فترة المراجعة لا بد على التلميذ تفادي الإيحاءات السلبية التي تسيطر على عقله كشعوره بأنه سيفشل وهو مرتبط عادة بتجاربه السابقة وعليه العمل على تعويض هذه الإيحاءات بأفكار إيجابية تحفز دماغه على حسن المراجعة والتركيز كما يمكنه القيام بجلسات استرخاء وتنفس كل ليلة والقيام أيضا بالتنفس الاسترخائي بعمق أثناء التحضير للإمتحان وحتى يوم الإمتحان، ومن المهم جداً تخيص وقت كاف للنوم بمعدل ثماني ساعات عالأقل فالنوم مفيد جداً لدمج المعلومات وتذكرها بعد استيعابها عند المراجعة.

وخلافا لهذا لا بد أيضا الاهتمام بالنظام الغذائي والتأكد من توفير حاجيات الجسم الغذائية فهي عامل مساعد لتقليل التوتر. ومن المهم جداً خلال فترة المراجعة أن يعي التلميذ أن احتمالية الرسوب ليست النهاية لمستقبل التلميذ فالفرص متعددة ويمكن تعويض الرسوب والوعي بهذه المسألة سيقوي ثقة التلميذ في نفسه ويقلل خوفه من الإمتحان.

تهيئة الظروف المناسبة لحسن المراجعة للإمتحان

حتى تكون فترة المراجعة مفيدة لا بد من تهيئة الظروف المناسبة والمتمثلة في :

  • التحفيز: لا بد أن يكون التلميذ عند المراجعة للإمتحان قد قام بتحديد هدف فالنجاح ليس الهدف بل هو الوسيلة لتحقيق الأهداف ولا بد للتلميذ أن يكون قد رسم أهدافه مسبقا حتى يكتسب دافعا للمراجعة وحسن الاستعداد للإمتحان.
  • إدارة المكان : يجب أن يهيء التلميذ مكان دراسته بحيث يكون هذا المكان محفزا على التركيز لذلك لا ينصح بالمراجعة في الفراش بل الجلوس على المكتب وإبعاد كل مامن شأنه أن يشتت الانتباه كالشاشات من تلفاز وحاسوب وهاتف..
  • إدارة الوقت : يجب أن يرسم التلميذ جدولا يحدد فيه المواد التي ينبغي مراجعتها يومياً وعدد الساعات المخصصة لكل مادة ويجب المراوحة خلال المراجعة بين مواد الحفظ والفهم ويجب أن تتخلل المراجعة استراحة قصيرة بمعدل 5دقائق ويستحسن القيام برياضة المشي لمدة ساعة يوميا نظرا لأنها تساعد على تحفيز الدماغ على التركيز وحفظ المعلومات.
  • إدارة المراجعة : تختلف القدرات الذهنية من شخص إلى آخر حيث نجد أشخاص يستعملون الذكاء البصري وآخرون الذكاء السمعي والخرائط الذهنية والربط الذهني وعلى كل شخص أن يكتشف هذه المهارات ويحاول أن يستغلها في فترة المراجعة.

وتجدر الإشارة إلى أن ليلة الإمتحان لا يجب المراجعة فيها لفترات طويلة بل يكفي إلقاء نظرة صغيرة على ماتمت مراجعته سابقا حتى تنشط الذاكرة ويسترجع الدماغ المعلومات المخزنة ، وينبغي على التلميذ ليلة الإمتحان الحصول على قسط من الراحة والنوم لثماني ساعات على الأقل ويفضل أن يستيقظ باكراً في اليوم الموالي ويستعد جيداً للذهاب إلى الإمتحان وعند تسلم أوراق الإمتحان يقرأ التلميذ الإمتحان كاملا ويحاول ربح الوقت بالإجابة عن الأسئلة البسيطة وتأجيل الأسئلة المعقدة أو التي لم يستحضر المعلومات بخصوصها إلى وقت لاحق، وبعد نهاية الإمتحان يفضل أن لا يتحدث التلميذ حول الإمتحان ولا يبحث عن معلومات بخصوصه بل عليه أن يحافظ على تركيزه للإستعداد إلى الإمتحان الموالي وبهذا يكون قد حافظ على تحفيزه وتركيزه وطاقته قدر الإمكان مما سيضمن له نتائج جيدة في الإمتحانات.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery