طيف التوحد

28/06/2022   Santé de l'enfant   3087  
Dr Rania Khemakhem

طيف التوحد

طيف التوحد

يمس اضطراب طيف التوحد نمو الطفل وقدراته في التواصل والاندماج في المجتمع وأكدت الدكتورة رانيا خماخم طبيبة مختصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين على أن أعراض المرض مختلفة و متنوعة و في العموم فإنها تظهر جلية ما بين السنتين والثلاث سنوات من عمر الطفل لكن هذا لا ينفي أن الأعراض تكون موجودة منذ ولادة الطفل غير أنها لا تكون واضحة او غير مفهومة بالنسبة للأولياء.

وبصورة عامة فإن أعراض طيف التوحد تنحصر في ثلاث نقاط اساسية وهي الاندماج الاجتماعي والتواصل اللفظي والغير لفظي و السلوك .

بالنسبة لعارض الاندماج الاجتماعي فقد أكدت دكتورة ان عديد الأفكار المسبقة والمعروفة لدى الاشخاص و التي تكون في أغلبها خاطئة مثل فكرة أن الطفل المصاب بطيف التوحد يواجه دائما صعوبات في الاندماج فقد اكدت الدكتورة أنه غير صحيح و ان القاعدة العامة في طيف التوحد انه لا وجود لقاعدة عامة خاصة بالاعراض ووجب تشخيص و تحليل تصرفات كل طفل على حدة.

فعلى سبيل المثال يمكن أن نجد أطفالا يندمجون مع بقية الأطفال ويتفاعلون معهم كما يمكن أن يغيب عنصر التفاعل ، و لكن اذا دققنا أكثر في تصرفات الطفل المصاب بطيف التوحد فنجد ان الطفل اثناء اللعب يركز في تفصيل واحد فقط خاص باللعبة او يلعبها على طريقته دون الاقتياد بقوانين اللعبة كما يمكن كذلك أن نجد أطفالا سلبيين لا يبادرون في شيء و لا يلفتون انتباهنا في شيء وحتى إذا ما تفاعلنا معهم لا يتجاوبون معنا و حتى و ان تجاوبوا فإن تجاوبهم يكون فيه اشكال ، و في مجمل الأسئلة أكدت الدكتورة ان نقطة الاندماج الاجتماعي في المحور اواصل التشخيص في طيف التوحد .

:وفيما يخص العارض الثاني المتعلق بالتواصل فهو ينقسم التواصل اللفظي والغير لفظي

بالنسبة للتواصل اللفظي

أكدت دكتورة خماخم، ان غياب بعض الأشياء إشارة واضحة لوجود اشكال خاص بطيف التوحد فمثلا اذا ما لم يبدا الطفل بالكلام في السنة الأولى من عمره ، أو لم يتكلم ابدا في سن السنتين ، ، إذا لم يبدأ بتكوين جمل بسيطة وواضحة و ذات معنى في سن الثالثة. ونوهت الدكتورة في هذه النقطة إلى ان تأخر الكلام او غيابه يمثل اكثر سبب يدفع الأولياء لزيارة الطبيب و الكشف على الطفل

و من بين المشاكل الاخرى كذلك التي يتعرض لها الطفل في التواصل اللفظي هو يمكن أن نجد الطفل يتكلم لكنه لا يوظف الكلمات بطريقة صحيحة ، و نجده كذلك يكرر الكلام تكرارا مرضيا ،ولا يستطيع ربط الإجابة بالسؤال المطروح و لا ينتظر دوره في الاجابة لانه لايدرك معنى الحوار والأخذ والعطاء في الكلام و نلاحظ كذلك أن الطفل لا يستعمل ضمير الأنا عندما يتحدث عن نفسه و نجده كذلك يتحدث لغات غير اللغة المتعامل بها معه .

أما فيما يخص التواصل الغير لفظي

فإن الطفل لا يلتفت عندما نناديه بإسمه لان في الوضع الطبيعي يلفت الطفل في السنة الاولى من عمره عندما نناديه باسمه ، إضافة الى أن نظراته مشتتة ولا يستطيع أن ينظر أو يطيل النظر في عينين شخص آخر ونجده يحدق مطولا في السقف أو في الأضواء ، كما يجب صعوبة في الاشارة للاشياء او طلبها فبدلا من ذلك يقوم بالوقوف امامه والبدء بالصراخ أو البكاء أو يأخذنا اليه دون طلب الشيء بذاته .

بالنسبة للعارض الثالث المتمثل في السلوك

فسوف يتمظهر في حركات متكررة كأن يقوم الطفل بالدوران حول نفسه او ترميش العينين أو بالقفز في مكان واحد أو الذهاب والاياب في نفس الاتجاه دون هدف معين ، كما يمكن أن تظهر على الطفل المصاب بطيف التوحد في باب السلوك اهتمامات وتصرفات غريبة كأن يقوم بلحس او شم أي شيء يعطى له ، او كان يقوم بفتح وغلق الباب مرارا و تكرار أو كأن يقوم ترصيف الاغراض او اللعب ، او كأن يأكل حسب الالوان و نوعية الطعام او يقوم بالتحديق في اصابعه او المشي على أطراف الاصابع او ان ينزعج من الاصوات الميكانيكية أو ينجذب لصوت معين متكرر في لعبة أو تلفاز

و تنضاف لكل هذه الأعراض نقطة مهمة ألا وهي القلق و التوتر والانزعاج إذا ما قمنا بتغيير شيء ما كان هو متعودا عليه مثل تغيير الطريق المؤدي للبيت او تغيير اثاث البيت ، و يفضل الطفل المصاب بطيف التوحد ارتداء نفس الملابس و مسك نفس اللعبة في يده كما يمكن ان يصبح عنيفا مع نفسه و مع الآخرين و لا يستطيع الاستغناء عن الحفاظات اضافة الى مشاكل في النوم .

و بالنسبة للأسباب التي تساهم في ظهور مرض طيف التوحد ، فقد أشارت الدكتورة رانيا خماخم طبيبة مختصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين ، أنه لا يوجد سبب مباشر لهذا المرض و أنه مرتبط بعوامل جينية ووراثية.
و اكدت الدكتورة ان الشاشات سواء التلفاز او الحاسوب او الهاتف الجوال او غيرها لا تسبب مباشرة الاصابة بطيف التوحد وانما تسرع في ظهور المرض و إبراز أعراضه و فسرت الدكتورة ذلك أن الشاشات هي صندوق متكلم لكنه لا يتفاعل معنا و تصبح لذلك كمية الكلمات و كيفيتها قليلة ومحصورة في معجم معين لا يمكنه من تكوين عبارات أو جمل مفيدة و التفاعل معها لذا نصحت الدكتورة الاولياء بإبعاد الاطفال عن الشاشات قبل سن الثالثة وعدم تركهم بمفردهم امامها وان حصل ذلك فنصحتهم بالبقاء بجانبه اولا لمراقبة محتوى المشاهد و للتحدث معهم و مقاطعة المشاهدة حتى لا يبقى اهتمامه مرتبطا بما يبث على الشاشة.

كما نوهت الدكتورة انه يمكن ان نجد مرض طيف التوحد مرضا وحيدا بذاته أو مصحوبا بأمراض جسدية كالصرع و متلازمة داون و فقدان للسمع أو البصر كما يمكن أن تكون هذه الامراض لوحدها دون طيف التوحد و اذا ما تعالجت في وقت مبكر فإنها قد تختفي ..

بالنسبة للعلاج

أكدت الدكتورة رانيا خماخم بشدة على أهمية التشخيص المبكر و دعت الاولياء لعدم الاستهانة بأي عارض و بالمتابعة الدورية للطفل في مختلف مراحل علاجه لان ذلك في حد ذاته يمكنهم من تقبل المرض و التعايش معه و عدم التعجيل بطلب الشفاء و إعطاء كل مرحلة من العلاج حقها و قالت الدكتور ان ذلك يكون بمثابة تأطير نفسي للاولياء و يمكنهم من تقبل المرض و مساعدة أطفالهم بصورة فعالة

وأكدت الدكتورة أن هناك إشارات اذا ما وجدت فهي تعطي املا للطفل بتجاوز عديد العقبات و المشاكل الصحية الأخرى و التي تتمثل أولا في كون الطفل تكلم قبل سن الخامسة و ثانيا بأن لا يكون مرضه مصحوبا بأمراض أخرى و ثالثا أن يكون مستواه الذهني عادي أو فوق العادي .

وبصورة عامة اكدت الدكتورة على ان مرض طيف التوحد يشمل عديد الاختصاصات بحسب المشاكل التي يعاني منها الطفل كالعلاج الوظيفي وعلاج النطق.

و بالنسبة للاستعانة بالأدوية ، وأكدت الدكتورة انها تعتمد على حالة الطفل و سلوكه و لا تعطى في كل الحالات و في الاخير طمأنت الأولياء من ان هذه الادوية أجريت عليها عديد الاختبارات و لا تحتوي على اضرار جانبية بل بلعكس فهي تساعد الاطفال على التحسن والتقدم في مختلف التمارين التي يقوم بها الطفل .


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery