سكري الأطفال

سكري الأطفال

سكري الأطفال أو السكري النوع الأول هو حالة من السكري التي تصيب الأطفال وتختلف أسباب حدوثه وميكانيزماته عن السكري النوع الثاني الذي يصيب الكبار والذي يعود أساسا إلى إتباع الفرد لنظام غذائي غير صحي غني بالحلويات والسكريات وينتج السكري النوع الثاني بسبب عدم قدرة هرمون الأنسولين القيام بمهامه بشكل عادي وتعديل نسبة السكري في الدم بينما بالنسبة للأطفال يكون البنكرياس لديهم غير قادر على إفراز هرمون الأنسولين لذلك يرتكز علاجهم بشكل أساسي على حقن أو أدوية الأنسولين لأنه الهرمون الوحيد في الجسم الذي يضطلع بمهمة خفض نسبة السكري في الدم.

البنكرياس هو عضو مهم جدا في جسم الإنسان وله وظيفتين أساسيتين الأول تتمثل في إفراز غدد تساعد على عملية هضم الأغذية وجزء آخر به غدد تصنع فيه الأنسولين والجلوكاجون الهرمون المسؤول عن رفع نسبة السكري في الدم ولدى الأطفال تتضرر الخلايا المسؤولة عن صنع الأنسولين بسبب عوامل إما وراثية أو بسبب بعض الفيروسات أو أيضا بسبب ضعف الجهاز المناعي ونلاحظ اليوم أكثر فأكثر ازدياد حالات إصابات الأطفال بداء السكري بسبب ضعف الجهاز المناعي الذي يستمده قوته عادة من الانزيمات الموجودة بالبطن والتي يكتسب الإنسان 80 بالمائة منها من الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية ولذلك نلاحظ تراجعا على مستوى قوة الجهاز المناعي بسبب تراجع الولادات والرضاعة الطبيعية والذي ينتج عنه عدة أمراض مناعية أهمها السكري النوع الأول.

يمكن أن يتم اكتشاف السكري لدى الأطفال عند قيسه خلال عيادة مراقبة عادية أو إذا كان مصابا بحساسية الغلوتين يمكن اكتشافه في إطار المراقبة الدورية ولكن عادة تظهر على الأطفال أعراض تؤشر على وجود مرض السكري لديهم كالدوخة والتبول الكثير وكثرة شرب الماء أما لدى الرضع فنكتشف السكري في حالات متقدمة عندما تظهر على الرضيع حالات دوخة أو غيبوبة نتيجة لتجاوز السكري لمعدلات قياسية في الجسم كما يمكن ملاحظته أيضا عن طريق أعراض الدوخة وظهور علامات الجفاف على الأطفال أهمها العطش الشديد والتقيؤ واللهاث.

ينطوي سكري الأطفال كغيره من أنواع السكري الأخرى على مخاطر على صحة الأطفال سواء في حال ارتفاعه عندما لا يتحصل الطفل على جرعة الأنسولين التي يحتاجها أو عندما يكثر من تناول الحلويات ، كما يمكن أن تنطوي خطورته أيضا في حال انخفاضه عند أخذ جرعة الأنسولين دون أكل وتؤدي هذه الحالات إلى الإغماء والدخول في غيبوبة وهي حالات استعجالية تستحق ادخلا طبيا عاجلا لأنها قد تؤدي إلى الوفاة.

كما توجد لدى السكري تأثيرات على المدى الطويل إذا لم يحافظ الطفل على نظام غذائي مناسب لوضعه الصحي ذلك أن السكري في حال لم يكن معتدلا في الجسم لسنوات طويلة تتراكم تأثيراته تدريجيا ليؤثر أولا على العروق الصغيرة الموجودة في الرجلين لذلك نجد إصابة في رجل مرضى السكري قد تستدعي أحيانا البتر كما يمكن أن تتأثر أيضا العروق الصغيرة للكلى أو القلب مما يتسبب في حدوث جلطات قلبية وجلطات دماغية في حال تأثر عروق الدماغ، كما قد يتراكم السكري أيضا في الأعصاب مما يؤدي إلى الشعور تنميل في الأطراف وبثقل بهما.

إن العلاج الوحيد للسكري النوع الأول هي حقن الأنسولين وقد يضطر الأطباء إلى إيواء الرضع خاصة بالمستشفى حتى يتمكنوا من تعديل السكري لديهم وتحديد كمية الجرعات التي ستحتاجها أجسامهم من الأنسولين كما يتم في نفس الوقت تعليم الأم طرق قيس السكري للطفل وطرق حقن الأنسولين على أن لا يكون الحقن في منطقة واحدة فقط من الجسم لأنها ستتيبس بمرور الوقت وحينها لا تتمكن جرعة الأنسولين من المرور إلى الجسم لذلك يجب توزيع أماكن الحقن في الجسم جيدا لتشمل أعلى اليدين والبطن والرجلين مع التأكيد على أهمية اتباع الطفل لحمية غذائية صحية مناسبة لوضعه.

تقوم الوقاية بالأساس على تنظيم العادات الغذائية وإزالة السكري سريع الامتصاص من الوجبات الغذائية ومن أهمها التخلي على الخبز الأبيض وتعويضه بخبز النخالة الذي يساعد الجسم على امتصاص السكري أفضل من الخبز المصنوع بالطحين الأبيض إضافة إلى إعداد وجبات مناسبة للطفل تلبي حاجياته الغذائية وتكون خالية من السكر تماما وقد تلاحظ الأم تدرجيا تحسن حالة الطفل ويقلل تناول السكريات من الجوع الشديد الذي يشعر به مرضى السكري والذي يكون نتيجة لارتفاع نسبة الأنسولين في الجسم ومن علاماته هي الجوع الشديد والتعرق والعصبية والذي يكون إما بسبب القيام بمجهود كبير أو بسبب مقاومة الجسم للأنسولين الذي يجعله ينتج كمية أكبر وتحتاج الأم دائما إلى الانتباه إلى طفلها جيدا لملاحظة هذه الأعراض مبكرا قبل أن تتطور الحالة.