حب الشباب و بيروكسيد البنزول

بعد حامض السايسيليك و حامض الغليكول يعتبر بيروكسيد البنزول الخطوة الثالثة في علاج حب الشباب.فقد تمت دراسته بشكل واسع و إثبات أمان و فاعلية إستعماله لوحده حسب ما توصل إليه الدكتور "أ.م.كليغمان الحائز على الدكتوراه في هذا المجال)و المعروف كخبير رائد في هذا الحقل, إنّ بيروكسيد البنزول يشبه "جواد حرب عجوز". لقد أستعمل عام 1905 على نطاق واسع لتبييض القماش و الطحين.

ثمّ بيع في الأسواق كمرهم لمشاكل الجلد و حب الشباب منذ ثلاثينات القرن الماضي.على الرغم من عدم تسجيله رسميا كعلاج لحب الشباب قبل عام 1960. وفي هذا الإطار,كتب الدكتور "كليغمان" "من المهم التركيز على أن بيروكسيد البنزول يزيل بكتيريا حب الشباب البروبيوني بصورة أسرع بكثير من المضادات الحيوية المعطاة عن طريق الفم.إلا أنّ عددا ضئيلا من البكتيريا قد يتعافى في ظرف أسبوعين".

فاعلية عالية جدا لبيروكسيد البنزول

استجاب العديد من الباحثين لوجهة نظر الدكتور كليغمان في ما يتعلق ببروكسيد البنزول.مثلا بالعودة إلى عام 1980, حتى (ن.هجورث) من جامعة ستوكهولم مؤكدا أن عددا غير قليل من العلاجات التقليدية تجعل حب الشباب أسوأ بدلا من تحسينه. و ثمة أدلة عديدة تشير إلى أنّه الكبريت و الصابون و العلاج الضوئي كلها عوامل تطيل مدة المرض.و أضاف " من حسن الحظ أن العلاج التقليدي يمكن التخلّي عنه لصالح بيروكسيد البنزول المتفوق".

تعتبر فاعلية بيروكسيد البنزول عالية جدا , حتى أن معظم الأبحاث التي جرت حوله في السنوات الأخيرة ركزت على تحديد ما إذا كان مزج بيروكسيد البنزول مع منتجات معالجة لحب الشباب يمكن أن يحسن أداء هذا المستحضر بالنسبة لكل متطوع على حدة , نذكر على سبيل المثال , دراسة شملت 480 مريضا قام بها الدكتور (ج.ج لايدن ) لمقارنة مزج 5 بالمائة من بيروكسيد البنزول مع الكليندامايسين , و هو مضاد حيويي معروف ,مع كل من تلك المحتويات منفصلة . أثبت مزيج بيروكسيد البنزول و كليندامايسين أنّه أقوى من بيروكسيد البنزول لوحده على الرغم من فاعلية كل منهما لوحده.

القدرة على إزالة حب الشباب

قام الدكتور "لايدن" منفصلا , بدراسة على 492 مريضا قارن فيها مع زملائه مفعول بيروكسيد البنزول إذا أستعمل وحده من جهة , و إذا أضيفت إليه (أ) مادة كليندامايسين و (ب) الأريثرومايسين. جاءت النتائج مؤثرة , ففي الحالات الثلاث , أظهر المرضى تحسنا هامّا بما يتعلق بآفاتهم الملتهبة.

بالرغم من كون مزيج بيروكسيد البنزول و الكليندامايسين هو الأفضل بين الثلاثة , إلاّ أنه يبقى أكثر كلفة من إستعمال بيروكسيد البنزول لوحده.في حين أنه إذا أستعمل كجزء من نظام ثلاثي الأجزاء تصبح فاعليته تامة في إزالة حب الشباب. و عندما يزول حب الشباب من الواضح أنه لم تعد هناك من حاجة للعلاجات التي تعتبر على الصعيد النظري أكثر كلفة ماديّا.

ومن زاوية أخرى و حسب دراسة أجريت خلال 12 أسبوعا طور حب الشباب فيها مقاومة المضادات الحيوية , لأن هناك "زيادة في عدد البكتيريا المقاومة ... لدى بعض المرضى الذين استعملوا كليندامايسين لوحده , بينما تبقى أعداد البكتيريا المقاومة في حالة مستقرة أو تتناقص لدى الذين استعملوا مزيج الجل (المؤلف من 5 بالمائة من بيروكسيد البنزول و واحد بالمائة من الكليندمايسين) حسب الدكتور (ج.ج لايدن و (س.ليفاي) من ناحية أخرى, لن يتأقلم حب الشباب أبدا مع بيروكسيد البنزول.

بيروكسيد البنزول يحارب بكتيريا الجلد

بيروكسيد البنزول فعال في محاربة حب الشباب , لكنه يعمل أفضل من أي شيء أخر (باستثناء مزيج المنتجات التي تم ذكرها سابقا). لذلك يستطيع الدكتور كليغمان قول التالي "لا يستطيع أي مضاد حيوي البدء بمضاهاة فاعليّة بيروكسيد البنزول في محاربة البكتيريا. عند إستعماله مرتين يوميا لمدة خمسة أيام , يخفف من جمهرة حب الشباب بما يفوق 95 بالمائة و لا يقدر أي من الكليندامايسين أو الأريثدومايسين موازاة هذا المستوى حتى بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من العلاج ... يستحق بيروكسيد البنزول علامات عالية تقديرا لأدائه العلاجي". لم يكن الدكتور كليغمان الوحيد في تقييمه أن بيروكسيد البنزول هو أفضل الموجود لعلاج حب الشباب .

نذكر أيضا الدكتور (ف.ب باتيل) الذي اكتشف من خلال دراسة قام بها أن بيروكسيد البنزول كان فعالا بأهمية الثراتينوين فيما يتعلق بنسبة تخفيض العدد الإجمالي لآفات الجلد.لقد ثبت في النهاية أن بيروكسيد البنزول حسب ما ذكر في دراسة "علاج حب الشباب للدكتور تيري ج. دوبراو و الدكتور براندا د.أدلي " لا يعتبر علاجا فعالا في محاربة حب الشباب فقط لكنه أيضا دواء متعدد الاستعمالات يقدم للجلد فوائد أخرى مهمة.

و يعود السبب إلى محاولة الدكتور (ج.فالاتشي و زملائه بالإضافة إلى آخرين غيرهم في شرح نشاط هذا العلاج في محاربة الجراثيم, بالإضافة إلى أنّه يلعب دور مضاد للأكسدة. لا نعلم تماما كيف يعمل هذا الدواء . لكن يفي بالغرض المطلوب.