النظام الغذائي قبل وبعد جراحة السمنة

النظام الغذائي قبل وبعد جراحة السمنة

السمنة هي حالة من التراكمات الدهنية التي تصبح نسبتها عالية جدا في الجسم وتؤثر سلبا على صحة الإنسان لتسبب له عدة أمراض وقد تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية كمرض مزمن منذ سنة 1991. وهناك عملية حسابية بسيطة يمكن القيام لمعرفة كتلة الجسم وتحديد ما إذا كنا نعاني من السمنة أم لا وهذه العملية تتمثل في : الوزن(كغ) /الطول² .

وذا تجاوزت كتلة الجسم 30 فهي مؤشر على السمنة أما إذا كانت تتراوح بين 25 و 30 فهي زيادة في الوزن ومؤشر على بداية الدخول في السمنة، وفي السنوات الأخيرة تحولت السمنة إلى مرض العصر وتمس أكثر فئة النساء مقارنة بالرجال كما أنها مؤخرا أصبحت منتشرة بكثرة في صفوف الأطفال والمراهقين.

السمنة مرض مزمن وعندما تتطور ستسبب أمراض أخرى كالسكري الصنف الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض تنفسية كانقطاع التنفس خلال النوم إضافة إلى أمراض الكبد وأمراض القلب والشرايين ويمكن أن تسبب السمنة أيضا أمراضا نفسية كبيرة.

تسبق مرحلة السمنة مرحلة تخزين مستمرة للشحم في الجسم وفي الحالة الطبيعية يحرق الجسم يوميا عددا معينا من السعرات الحرارية يختلف من شخص لآخر بالرجوع لعدة عوامل كالعوامل الجينية والوراثية ومدى حركة ونشاط الشخص وإذا كانت السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم من الأكل تفوق ما يحرقه يصاب الإنسان بالسمنة وإذا كان هناك توازن بين ما يكسبه وما يحرقه الجسم من سعرات حرارية يحافظ الإنسان على وزنه أما إذا كان هناك تفوق في السعرات الحرارية التي يخسرها الجسم مقابل ما يكسبه ينخفض الوزن ومن هذا الميكانيزم يأتي الرجيم وهو العلاج الأول للسمنة والذي يقوم على زيادة النشاط البدني مقابل تعديل النظام الغذائي وإذا استمرت زيادة الوزن رغم المتابعة الطبية والتزام المريض بالحمية الغذائية لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة نتحدث حينها عن الحل الجراحي لعلاج السمنة.

تهدف جراحة السمنة إلى خسارة الوزن الزائد لفترات طويلة كما أن الجراحة هي العلاج الفعلي للأمراض الناتجة عن السمنة ونستحق القيام بتدخل جراحي إذا كان المريض يعاني من السمنة القصوى أو يعاني من السمنة من الدرجة الثانية ولكن يعاني من عدة أمراض أخرى، وأول خطوة للإعداد للعملية تكون في لقاء المريض مع الطبيب الجراح الذي سيشرح له مختلف أنواع العمليات المتوفرة ونتائجها وتبعاتها كما سيصف المختص جملة من التحاليل للحصول على تقييم شامل لحالة المريض على جميع المستويات النفسية والجسدية.

هناك عدة أنواع من العمليات لعلاج السمنة وتخفيف الوزن فهناك عملية تصغير المعدة ونتحدث هنا عن عملية تكميم المعدة أي قطع حوالي ثلثي المعدة وبالتالي التقليل من حجم المعدة والتقليل في حجم الأكل الذي نستهلكه كما توجد أيضا عملية تحويل المسار أي يتم تحويل مسار جزء من المعدة والأمعاء لكي لا تدخل في عملية الامتصاص الغذائي ويقرر الجراح حسب وضعية المريض العملية المناسبة له. وفي بعض الحالات إذا كان الكبد مشحما أي مغلفا بكمية كبيرة من الشحم يوصي الطبيب المباشر بحمية خاصة تسبق موعد العملية وتقوم على التقليل من الدهون والسكريات قدر الإمكان لتقليل الشحم المحيط بالكبد وتسهيل العملية.

تهدف جراحة السمنة إلى خسارة جزء كبير من الوزن الزائد لفترة طويلة مع البقاء في صحة جيدة ولتحقيق هذا الهدف يجب تأطير المريض قبل وبعد العملية خاصة في السنة الأولى التي تلي العملية والتي تقسم إلى ثلاثة مراحل ففي المرحلة الأولى التي تلي العملية مباشرة يصف الجراح حمية غذائية خاصة وصحية تساعد الجرح على الالتئام وتهيؤ المريض تدريجيا إلى العودة إلى الأكل العادي وفي مرحلة ثانية يتم تأطير المريض على تناول الأغذية المتوازنة لخسارة الوزن بطريقة صحية وفي مرحلة أخيرة يتم العمل على تثبيت النتيجة والحفاظ على القوام الذي تحصلنا عليه بعد خسارة الوزن.