الاكتئاب عند الشباب والمراهقين وطرق الوقاية

28/03/2024   Santé mentale   659  
Dr Faten Amdouni

الاكتئاب عند الشباب والمراهقين وطرق الوقاية

الفرق بين اضطرابات المزاج العابرة والاكتئاب

في العالم وفي تونس توجد صعوبة في التمييز بين اضطرابات المزاج التي تصاحب فترة المراهقة وبين الاكتئاب، وبالتالي لا يخضع يتمكن العديد من المراهقين من تشخيص المرض بدقة وعلاجه وهو ما يعرض حياتهم إلى الخطر.

وفي فترة المراهقة يشعر المراهق في فترات معينة باضطرابات مزاجية تتميز بكونها تمتد لفترات محدودة ثم تختفي على عكس الاكتئاب الذي يكون مستمرا. كما أن اضطرابات المزاج العادية للمراهقين لا تؤثر سلبا على الاستقرار الدراسي والحياة الاجتماعية للمراهق على عكس الاكتئاب الذي يظهر تأثيره السلبي واضحا على حياة المراهق على جميع الأصعدة النفسية والاجتماعية والدراسية ولذا فإن أي تغيير يطرأ على المراهق يعتبر مؤشرا على ضرورة عيادته لطبيب نفسي مختص.

الأعراض

تتميز اضطرابات المزاج الطبيعية بكونها تمتد لفترة زمنية محدودة ليوم أو يومين في الأسبوع بينما تكون أعراض الاكتئاب ممتدة أكثر زمنيا وآثارها واضحة جدا وتترجم علامات الاكتئاب أيضا على مستوى جسدي كآلام الرأس والمعدة بشكل مستمر مع تغير النظام الغذائي سواء من خلال فقدان شهية الأكل أو زيادة الشهية، كما يصاب المراهق باضطراب في النوم سواء من خلال الأرق أو كثرة النوم.

أما على المستوى السلوكي، يصبح المراهق أكثر توترا وغضبا عند الإصابة بالاكتئاب، كما يمكن أن يشعر بخوف من أشياء لم تكن تشكل له سابقا أي قلق. ويمكن أن نلاحظ أن المراهق يميل إلى كل السلوكيات الضارة كالسياقة بتهور والقيام بعلاقات جنسية غير محمية. أما في علاقاته الاجتماعية يفقد المراهق علاقاته تدريجيا حتى يصبح معزولا ووحيدا. وبالنسبة للمستوى الدراسي سيلاحظ الأهل تغيرا في علاقته بالدراسة وتراجع في نتائجه ومردوده الدراسي.

الأسباب

تتميز فترة المراهقة بكونها مرحلة انتقالية من سن الطفولة إلى الكهولة ويصاحبها نمو نفسي وجسدي، وعلى المستوى النفسي سيتعلم المراهق تدريجيا الانفصال عن والديه تدريجيا وبناء علاقات اجتماعية أخرى. أما على المستوى الجسدي سيرافق المراهقة البلوغ وتغير في شكل الجسد ودخول الطفل إلى الحياة الجنسية ولذا إذا لم يكن الطفل مكتسبا لثقافة جنسية سليمة سيكون عرضة لعدة إشكاليات.

كما توجد جملة من العوامل العائلية التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب كالتفكك العائلي أو العنف اللفظي والمادي وهو ما سيؤدي إلى تعريض الطفل إلى الاكتئاب، أما بالنسبة للعوامل المتعلقة بالمحيط فتتمثل خاصة في الفقدان كفقدان الأصدقاء أو نهاية علاقة حب أو أيضا تعرض الطفل إلى التنمر في محيطه الدراسي.

وأخيرا توجد العوامل الجينية والوراثية التي تجعل الطفل أكثر عرضة من غيره للإصابة بالاكتئاب.

الوقاية

تلعب العائلة دورا هاما في حماية المراهق من الاكتئاب ويكون ذلك من خلال اتباع طرق تربية سليمة تحترم فيها العائلة خصوصية المراهق ومساحته الشخصية وتجنب الضغط عليه ومراقبته مراقبة لصيقة لأن هذا السلوك سيخلق ردة فعل سلبية من المراهق.

وعادة ما يجد المراهق صعوبة في التعبير عن مشاعره ورغباته لذا من المهم تجنب التصعيد والشجار الذي سيجعل المراهق يعتقد أنه عنصرا مزعجا لوالديه ويبدأ التفكير في طريقة للابتعاد عنهم وهو ما ينتج عنه الأفكار الانتحارية.

و أخيرا إذا وجدت العائلة صعوبة في الإحاطة بالمراهق، من المهم الاستعانة بأخصائي نفسي للحصول على المساعدة.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery