ماهو الرهاب الاجتماعي ؟ وما الفرق بينه وبين الخجل؟

16/08/2023   الصحة النفسية   1165  
الدكتورة ايمان بالرحال

ماهو الرهاب الاجتماعي ؟ وما الفرق بينه وبين الخجل؟

ماهو الرهاب الاجتماعي ؟ وما الفرق بينه وبين الخجل؟

الرهاب الاجتماعي هو مرض نفسي مزمن وهو مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على الشخص إذا كان في وضعية تجعله محل أنظار واهتمام مجموعة من الأشخاص الآخرين وذلك نتيجة إلى مجموعة من الأفكار السلبية التي تسيطر على عقل المريض لتجعله يعتقد بالضرورة أنه محل سخرية وتنمر من الآخرين وأن ما سيقدمه من عمل سيكون سيئا بالضرورة وستجعله يبدو فاشلاً أمام الآخرين.

أعراضه

يشعر المصاب بالرهاب الاجتماعي بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية كالشعور بالخوف والفشل واحمرار الوجه وارتفاع دقات القلب إضافة إلى إمكانية الرعشة في الأطراف وتلعثم في الحديث مع طنين في الأذنين وتشويش في الرؤية خاصة عند الأطفال. وهذه الأعراض تسبق عادة بداية الحدث بأيام فيكون المريض متخوفا من الحدث وتظهر عليه آلام في البطن وإسهال وتستمر هذه الأعراض حتى بعد انتهاء الحدث لأن المريض سيضل يفكر في آدائه وكيف بدا أمام المجموعة وسيستمر في اجترار الأفكار السلبية.

الفرق بين الرهاب الاجتماعي والخجل

يتميز بعض الأشخاص بسمات الخجل التي تجعلهم يرتبكون قليلاً عند مواجهة موقف يكونون فيه محل أنظار مجموعة من الأشخاص ولكن هذا الارتباك يكون فقط في البداية ثم سرعان ما تختفي العلامات وينصب اهتمامهم على المحتوى الذي يقدمونه على عكس المصابين بالرهاب الاجتماعي التي تزداد أعراضهم منذ بداية التقديم وقد لا يتمكنون من إتمام تقديمه فقد يفقد البعض وعيهم بينما يتلعثم البعض الآخر بشدة ويصبحون غير قادرين على تركيب جملة متكاملة وتزداد هذه الأعراض حدة عندما ينتبه الشخص إلى أن أعراضه ملحوظة أمام الآخرين.

الأسباب

يمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي ناتجا عن عوامل وراثية كما يمكن أن ينتج عن عوامل تنشئة اجتماعية فالأطفال الذين تعرضو في طفولتهم إلى المقارنة بينهم وبين زملائهم من قبل الوالدين أو الأساتذة يمكن أن تتراجع ثقتهم في أنفسهم كما أن الأطفال الذين يتعرضون إلى التجاهل من قبل الوالدين أو الذين لا يفسح لهم أهلهم المجال أمام تحمل بعض المسؤوليات. كما أن الأطفال الذين تعرضوا إلى التنمر ولم يتحصلوا على المساعدة والدعم المناسبين يمكن أن يكونوا عرضة إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي ويمكن أن تظهر علامات تؤشر على وجود رهاب اجتماعي والتي يحب أن ينتبه إليها الأبوين كالتراجع المفاجىء في الآداء الدراسي للطفل أو ظهور علامات اكتئاب على الطفل ويمكن أن تظهر على الطفل أعراض جسدية كالآلام المستمرة في البطن والرأس وكلما تقدم الطفل في السن كلما اكستب عادة تأجيل المواقف التي سيكون فيها محل اهتمام وتقييم الآخرين ويمكن أن تصل الحالة إلى عدم قدرة الشخص على مغادرة المنزل وتفضيله الإنطواء على نفسه وهو ما سيزيد من تعقيد وضعيته.

عوامل الخطر

إن الرهاب الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى أعراض الاكتئاب بمختلف أنواعه كما يمكن أن تظهر على المريض أفكار انتحارية ، ويكون المصابون بالرهاب الاجتماعي عرضة للوقوع في فخ الإدمان على المخدرات أو على الكحول الذي يقلل من حدة الأعراض مؤقتا لكنه يزيد من تأزيم وضعيته مستقبلا. ويمكن أن يتسبب الرهاب الاجتماعي في مخلفات سلبية اجتماعية فتتدهور علاقاته العائلية ويفقد صداقاته بسبب إنعزاله وإنطوائه.

العلاج

عادة ما يتوجه المصابون بالرهاب الاجتماعي في مرحلة أولى إلى أطباء من اختصاصات مختلفة كأطباء القلب وأطباء الجهاز الهضمي اعتقادا منهم أن الأعراض الجسدية التي تظهر عليهم هي نتاج لأمراض معينة ولكن بعد استجواب المريض من قبل المختص والقيام بالفحوصات اللازمة التي تثبت عدم وجود أي مرض جسدي ينتبه المختص إلى وجود مشكل نفسي ويقوم بتوجيه المريض إلى طبيب نفسي ، ويعتبر أفضل علاج نفسي للرهاب الاجتماعي هو العلاج المعرفي السلوكي لمحاولة إصلاح الأفكار المغلوطة لدى المريض والتي تجعله فاقدا للثقة في نفسه وإذا تخلص المريض من هذه الأفكار السلبية ستزداد ثقته في نفسه وسيتخلص تدريجيا من أعراض الرهاب الاجتماعي.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery