الرهاب الاجتماعي

19/02/2023   الصحة النفسية   1620  
الدكتورة ايمان روحلي

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو مرض نفسي وهو حالة من القلق والخوف الشديد تحصل للشخص في المواقف الاجتماعية ويمكن أن يشعر المريض بهذه الحالة في موقف اجتماعي معين أو يمكن أن يشعر بها بكل المواقف الاجتماعية مما يعيق حياة المريض ويؤثر على أدائه لوظائفه. وعلى عكس الخجل الذي لا يكون مرضيا ويحصل أحيانا في بعض المواقف النادرة فإن الرهاب الاجتماعي يحصل في أغلب المواقف الاجتماعية وتكون أعراضه . وتعد العزلة والابتعاد عن الآخرين حالة طبيعية طالما كان باختيار الشخص ذاته أما لدى مريض الرهاب الاجتماعي فإن الميل إلى العزلة هو حالة مفروضة عليه ولا تحقق له أي رضاء أو سعادة لكنه يختار العزلة لتجنب قلقه وخوفه الذين يظهران في المواقف الاجتماعية.

الأعراض

إن الرهاب الاجتماعي يصيب كلا الجنسين ويبدأ منذ سن المراهقة أي بين 10 و 16 سنة ويتحول تدرجيا إلى حالة مزمنة ومن أهم أعراضه التي تظهر خاصة على الأطفال هي رفضهم الذهاب إلى المدرسة بما أن المدرسة فضاءا ستعرضهم إلى التعاطي مع الآخرين وهو ما يسبب لهم خوفا وقلقا كما يمكن أن تشمل الأعراض أيضا صعوبة في تكوين الصداقات وتشبثا كبيرا بالوالدين وتؤثر هذه الأعراض على الشخص مما يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية وتتفاقم الأعراض لدى الكبار ويزداد الشعور بالخوف والقلق خاصة عند الحديث مع شخص لأول مرة أو عند إجراء مقابلة عمل أو أخذ الكلمة أمام المجموعة وتشمل الأعراض الجسدية التعرق في اليدين أو الوجه والرجفة وسرعة خفقان القلب.

الأسباب

كغيره من الأمراض النفسية لا يوجد سبب واحد مباشرة وراء الإصابة بالرهاب الاجتماعي بل هي مجموعة من العوامل التي تتشابك فتؤدي إلى ظهور هذه الحالة ويعتبر العامل الوراثي سببا هاما للإصابة بالرهاب الاجتماعي بنسبة 30 بالمائة ويمكن أن يكون السبب بيولوجيا أيضا بسبب وجود اختلال في نسب كيمياء الدماغ المسؤولة عن الشعور بالخوف أو يمكن أيضا أن تكون الأسباب شخصية متعلقة بطبيعة الفرد بذاته كما يمكن أن تكون حالة الرهاب ناتجة عن أسلوب تربية خاطئ إما بسبب الاهتمام المفرط بالأطفال أو بسبب الإهمال الكبير لهم .

أسباب زيارة المختص

عادة يزور مرضى الرهاب الاجتماعي المختص إما في حال كانت الأعراض شديدة وسببت للمريض إعاقة ومنعته عن ممارسة حياته بصورة عادية أو يمكن أن يكون سبب الزيارة هي مضاعفات الرهاب كالإدمان على تعاطي المخدرات أو الكحول التي يلجأ لها المريض للتخفيف من الأعراض كما يمكن أن يكون السبب وراء الزيارة هي بعض الاضطرابات الجنسية التي ظهرت على المريض.

العلاج

يرتكز علاج الرهاب الاجتماعي على نوعين من العلاج الأول هو علاج دوائي عن طريق وصف المختص لمضادات اكتئاب يستهلكها المريض لفترة زمنية محددة تمر من ستة أشهر إلى سنة حتى الوصول إلى مرحلة التعافي . وتوازيا مع هذا العلاج ينبغي على المريض القيام بحصص علاج معرفي سلوكي للعمل على التغيير من سلوك المريض ونبدأ في مرحلة أولى بتمارين الاسترخاء ثم نمر إلى محاكاة المواقف الاجتماعية التي يرى فيها المريض حرجا أو صعوبة قصد مواجهتها وتعلم طريق التعاطي معها أما العلاج المعرفي فهو يقوم على محادثة بين الطبيب والمريض لتغيير بعض الأفكار الخاطئة لديه كأنه ضعيف ولا يصلح للمواقف الاجتماعية وأن الآخرين سيقيمونه وسيحكمون عليه سلبا وبمجرد تجاوز المريض لهذه الأفكار سيتغير سلوكه تباعا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery