الرهاب الاجتماعي

29/09/2022   الصحة النفسية   1544  
السيد أنس العويني

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

يعتبر الرهاب الاجتماعي بأنه مرض نفسي ويمكن تصنيفه على أنه شائع إذ تشير الدراسات إلى وجود حوالي 9 بالمائة من الرجال يعانون من الرهاب الاجتماعي مقابل 7 بالمائة من النساء تعاني من هذا المرض ، ويمكن للرهاب الاجتماعي أن يصبح مزمنا ويلازم الفرد طيلة حياته إذا لم يتم التفطن إليه وعلاجه ونعني بالرهاب الاجتماعي حالة الخوف المرضي المبالغ فيه دون سبب ذلك أن الخوف يندرج ضمن المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الإنسان بل وجود الخوف وشعور الإنسان به ضروري لأنه آلية من آليات التأقلم والتكيف التي يستطيع بفضلها الإنسان مواصلة حياته بصفة عادية وحماية نفسه من المخاطر ولكن يتحول هذا الخوف إلى حالة مرضية عندما يصبح غير مبرر وناتج عن أفكار مرضية في عقل الشخص غير موجودة حقيقة في الواقع وهناك نوع من الخوف المرضي لدى مريض الرهاب الاجتماعي يجعله يتجنب كل المواقف الاجتماعية والعلاقات والتواصل مع الأفراد بصفة عامة وفي حال وجد نفسه في موقف يحتم عليه التواصل مع عدد كبير من الأفراد يظهر هذا الخوف جليا على مظهره حيث يتلعثم عند الكلام و يتعرق بشدة كما يمكن لنبضات قلبه أن تتسارع ويحمر وجهه ولا يجد نفسه قادرا على ترتيب أفكاره وإيصالها إلى الناس بسهولة وطلاقة ، هذا الخوف سيجعل الفرد في مرحلة ما من حياته يتجنب أي موقف يكون فيه في اتصال مباشر واحتكاك بالناس سواء على مستوى المهني أو الأكاديمي أو الاجتماعي فنجد المصاب بالرهاب الاجتماعي يتجنب حتى التعبير عن رأيه ومواقفه ولا قدرة له حتى على الاحتجاج على مطالبه من المشغل أو من غيره كما يصعب على مصاب الرهاب الاجتماعي أيضا الدخول في علاقة عاطفية وخاصة القيام بالخطوة الأولى والتعبير عن مشاعره للشخص المقابل وبالتالي فإن حالة الخوف المرضي هذه تؤثر في حياته سلبا لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ووجود أصدقاء من حوله ودخوله في علاقات مع الآخر أمر لا بد منه للنجاح في حياته والحفاظ على سلامته النفسية وعندما يكون الإنسان دائما وحيدا سيجد نفسه بالضرورة يعاني من مشكلات نفسية وصعوبات في حياته .

أسباب الرهاب الاجتماعي

إن أسباب الرهاب الاجتماعي عديدة وتختلف من شخص لآخر ويعتبر العامل الجيني مهم جدا في مرض الرهاب الاجتماعي فالشخص الذي يكون في تاريخ عائلته إصابة بالرهاب الاجتماعي يكون أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بغيره، كما يعتبر جانب التنشئة والتربية أيضا من أهم العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي فالطفل عندما يعامل من قبل والديه طيلة فترة طفولته معاملة سيئة يتم فيها التقليل من شأنه وتعداد عيوبه ومقارنته بالآخرين لإحراجه يكون عرضة أكثر للإصابة بالرهاب الاجتماعي لأنه ينشأ فاقدا للشعور بالثقة في النفس والرضا عن الذات كما ينبطق الأمر ذاته على الإطار التربوي في المدرسة وطريقة معاملتهم للتلاميذ والتي من المفترض أن تكون معاملة جيدة دون إساءة للطفل لا ماديا أو لفظيا وأخيرا فإن الحوادث والصدمات التي يعيشها الفرد يمكن أن تكون سببا يؤدي لإصابته بالرهاب الاجتماعي كحوادث التنمر مثلا ...

أعراض الرهاب الاجتماعي

تنقسم أعراض الرهاب الاجتماعي إلى أعراض سلوكية وأخرى نفسية ومن ضمن الأعراض السلوكية التي تظهر على المريض نذكر:

  • الخوف الشديد أثناء المواقف الاجتماعية
  • الرغبة في الانعزال وتجنب الاندماج داخل المجموعة
  • الخوف الدائم والإحراج غير المبرر من نظرة الآخرين إليك
  • تجنب الدخول في موقف اجتماعي تكون فيه أنت محور الاهتمام

الأعراض الجسدية:

  • الارتجاف والتلعثم عند التكلم
  • التعرق الشديد
  • آلام في البطن والمعدة
  • تسارع في نبضات القلب
علاج الرهاب الاجتماعي

من الضروري أولا التأكيد على أهمية زيارة المختص فور الشعور بأعراض الرهاب الاجتماعي وعند الإحساس بأنه هذا الخوف أصبح شديد التأثير على حياة الشخص على نحو أصبح يجد فيه صعوبة خلال أداء الممارسات اليومية أو تدهور أوضاعه المهنية أو العاطفية ذلك أن مسار العلاج صحبة المختص يكون أكثر انتظاما وبالتالي قادرا على إعطاء نتائج جيدة ويكون علاج الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي مرتكزا على العلاج المعرفي السلوكي وهو علاج يسعى إلى تغيير الأفكار التي تسكن دماغ الفرد والتي تجعله يعيش هذا النوع من القلق وبالتالي يكون العمل عن طريق تغييرها تدريجيا مع تعزيز الثقة في النفس .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery