الرهاب الاجتماعي

26/02/2023   الصحة النفسية   1370  
الدكتورة فاتن مديني

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

إن الرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي يندرج ضمن أمراض الخوف كاضطرابات ما بعد الصدمة أو الوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات ويمكن تعريف الرهاب الاجتماعي بأنه خوف شديد ومتكرر وعميق يصيب الأشخاص في بعض المواقف الاجتماعية المحددة التي يكون فيها الشخص تحت أنظار الجميع ومن أكثر المواقف المتداولة هي الخوف من إلقاء كلمة أو ندوة أمام العموم ويمكن أن يصل المريض إلى حد الخوف من الأكل والشرب أمام الآخرين .

الأعراض

عادة ما تبدأ أعراض هذا المرض في الظهور في سن المرافقة ويصاب الشخص عندما يجد نفسه في موقف اجتماعي ما بخوف شديد تتمثل أعراضه في إحمرار في الوجه، ارتفاع في دقات القلب، ضيق في التنفس، ارتفاع حرارة الجسم وأعراض اسهال في بعض الأحيان ويحاول المريض في البداية مقاومة الأعراض بالوسائل التي يمتلكها لكنه يفشل ويصبح الوضع غير قابل للسيطرة وستنعكس هذه الحالة سلبا عليه فتؤثر على درته على الدخول في علاقات مهما كان نوعها إضافة إلى المشاكل العائلية والصعوبات في الحياة المهنية ذلك أنه عندما يفشل في السيطرة على خوفه سيتجنب مستقبلا أي موقف مشابه وسيعزله نفسه عن محيطه تدرجيا.

ويمكن بمرور الوقت أن تظهر على المريض أعراض اكتئاب أو أي اضطراب آخر من اضطرابات الخوف العام أو اضطراب ما بعد الصدمة أو نوبات الهلع المتكررة وحينها يتجاوز الأمر الرهاب الاجتماعي ليتحول إلى خوف عام كما يمكن أن يكون لدى هؤلاء الأشخاص قلة ثقة في أنفسهم أو الإدمان خاصة على الكحول .

العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي

يمكن أن يظهر الرهاب الاجتماعي تدريجيا أو بصورة مفاجئة نتيجة لعدة عوامل مثل :

  • العوامل الجينية الوراثية
  • العوامل البيولوجية نتيجة اختلال في بعض المواد في الدماغ المسؤولة عن السيطرة عن الخوف
  • أسباب متعلقة بالمحيط الشخصي للفرد
  • أسباب متعلقة بالافراط في المحافظة وحماية الطفل من قبل الوالدين في سن الطفولة
  • حادث صادم خلال موقف اجتماعي كون فوبيا اجتماعية للمريض
تشخيص الرهاب الاجتماعي

يقوم بالتشخيص إما طبيب نفسي أو أخصائي نفسي من خلال التثبت من الأعراض التي سيتحدث عنها المريض كما توجد عدة اختبارات يمكن القيام بها وعدة مقاييس لتحديد نوعية المرض مثل مقياس ليبوتيز لتحديد حدة الرهاب الاجتماعي .

العلاج

يكون علاج الرهاب الاجتماعي عاما وعلى مرحلتين حيث تهتم المرحلة الأولى بالعلاج النفسي عبر حصص علاج معرفي سلوكي وحصص تعمل على إثبات ذات المريض ودعم ثقته بنفسه ويكون العلاج السلوكي عن طريق تعريض تحديد نوعية المواقف التي ترهب المريض وترتيبها تدريجيا من الأخف إلى الأكثر حدة ثم يتم تعريضه إليها بالتدرج بعد تعليمه تقنيات التنفس لمساعدته على تخطي حالة الخوف التي تصيبه بينما يتم خلال حصص إثبات الذات تعليم المريض طرق التعبير عن مشاعره وأفكاره بطريقة فعالة أمام الآخرين وهو ما سيساعده على تخطي قلقه من هذه المواقف. بينما يتوازى مع هذه المراحل مرحلة العلاج الدوائي التي ستنظم كيمياء الدماغ وبعض المواد التي لا يفرزها الدماغ بشكل جيد وتكون هذه العلاجات ناجعة جدا في حال التزم المريض بتوصيات المختص لتدوم فترة العلاج حوالي ستة أشهر.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery