هل يمكن أن تكون السّيجارة الالكترونيّة حلاّ للإقلاع عن التّدخين

تحتوي السّيجارة الواحدة على 7000 مادّة سامّة من بينها القطران والنّيكوتين وأحادي أكسيد الكربون, ويتسبّب التّدخين في عديد المخاطر على المدخّن من جهة والمدخّن بصفة سلبيّة من جهة أخرى , ويحدّد يوم 31 ماي من كلّ سنة يوما عالميّا للإقلاع عن التّدخين

والإقلاع عن التّدخين ليس أمرا سهلا خاصّة عندما يعاني المدخّن من حالة إدمان لذلك توجد عيادات مختصّة للمساعدة على هذه العمليّة الغاية منها التّقليص من التقلّقات الّتي  تتزامن مع عمليّة الإقلاع وللمساعدة على عدم العودة للتّجربة من جديد.

الدّخان هو منتج قابل للاستهلاك يقوم المستهلك بشرائه مثل جميع المواد لكن يجب الوعي بان 50 بالمائة من المستهلكين هم عرضة للموت بسببه بعد فترة زمنيّة معيّنة. ويساهم في اختلال توازن الأمراض المزمنة, و تتحدّد المضار عبر كميّة السّجائر المستهلكة و الفترة الزمنيّة فتتزايد إمكانية المرض والخطر.

أمراض بسبب التّدخين

 90 بالمائة من أسباب سرطان الرّئة التّدخين حيث تؤكد الدكتورة إيناس سعادة مختصّة في الأمراض الصدريّة والحساسيّة أنّ المدخّن يكون أكثر عرضة لهذا المرض بالمقارنة مع الإنسان العادي مهما اختلف نوع السّيجارة العاديّة وعبر التّشخيص يتمّ إكتشاف أنّ 50 بالمائة من الحالات الّتي تعاني من الأمراض الرئويّة مريضة بالسّرطان وأنّ 50 بالمائة منهم يواصلون عمليّة التّدخين وهو ما يعكّر فاعليّة ونجاعة الأدوية.

ويعرّض التّدخين السّلبي أصحابه حسب ما أشارت إليه الدّكتورة سعادة إلى مرض سرطان الرّئة لاستمرار وجود المواد السّامّة المنجرّة على التّدخين في المحيط الّذي يجمع الطّرفين. ويصيب التّدخين القصبات الهوائيّة بشلل فلا تقوم بوظيفتها الرئيسيّة وهي تنظيف هذه القصبات من الجراثيم العاديّة ممّا يصيبها بتعفّنات جرثوميّة ويجعل حالتها متعكّرة, وتكون الأدوية دون فاعليّة ويصبح المريض عرضة لملازمة المستشفى كما تطول فترة العلاج . ويكون المدخّن أكثر عرضة لأمراض الحساسيّة مقارنة بغير المدخّنين وقصور التنفّس وجميع التّعكّرات التنفّسيّة. كما يعرّض التّدخين المرأة الحامل للولادة المبكّرة والحساسيّة لدى الجنين والوزن الزّائد عند الولادة وصعوبة الوضع بالنّسبة للأمّ

كيف يمكن الإقلاع ؟

هناك خطوات هامّة للإقلاع عن التّدخين ولضمان نجاح العمليّة, وحسب الدّكتورة إيناس سعادة يتمّ ,عبر جملة من الأسئلة, استجواب المريض للاطّلاع على درجة إدمانه على مادّة النّيكوتين ومن علامات الإدمان تدخين السّجائر مباشرة عند الإستفاقة من النّوم لتعويض ساعات فقدان الجسم لهذه المادّة.

ويمكن الإقلاع عن التّدخين بالنّسبة لجميع الأشخاص لكن هناك حالات تقدم على العمليّة بصفة فرديّة وحالات أخرى تستوجب المساعدة الطبيّة وبدائل للنيكوتين.وعند اتّخاذ القرار يكون المقلع قد أقدم على الخطوة الأولى , ويمكن طلب المساعدة من المختصّين  وتحديد الأسباب التي دفعت للتّدخين وإيجاد الحلول خاصّة للأمراض النّفسيّة مثل الاكتئاب إذ يجب معالجة المرض النفسي ثمّ الشّروع في عمليّة الإقلاع.

وبالنسبة للمدمنين على التّدخين يمكن استعمال بدائل النّيكوتين للمساعدة على التّغلب على أعراض الإقلاع ولتجنّب ألام الرّأس وعدم القدرة على النّوم والتوتّر...

السّيجارة الإلكترونيّة البديل غير الطبّي

يختلف نيكوتين البدائل المساعدة على الإقلاع عن التّدخين عن السجائر العاديّة على مستوى عمليّة الاحتراق الذي يعطي مواد مسرطنة تتسبب في الأمراض السّرطانية وأمراض الرّئة والأمراض الّتي تصيب الجسم عموما ففي مرحلة الإقلاع يجب الحدّ تدريجيا من هذه المادّة للتّخلّص من النّيكوتين والإدمان في نفس الوقت.

من بين البدائل المساعدة على الإقلاع عن التّدخين اللّصقات, وحسب الدّكتورة سعادة يجب دراسة حياة المدخّن والمحيط الّذي يعيش فيه وتغيير هذه العادات وحسب كميّة النّيكوتين اّلتي يستهلكها الجسم يتمّ إعداد هذه اللّصقات والإنقاص منها تدريجيا للإقلاع نهائيا, وتصنّف اللّصقات على أنّها بدائل طبيّة لأنّه يتمّ اقتناؤها من الصّيدليّات

وتعدّ السجائر الالكترونيّة مهمّة لكنّها ليست من البدائل الطبيّة. وظهرت هذه السّجائر منذ حوالي 12 سنة ولا يمكن ضمان نجاعتها و فاعليتها على الجسم في السّنوات المقبلة إذ أنّه حسب الدكتورة ايناس سعادة المختصة في الأمراض الصدريّة و الحساسيّة يمكن الموافقة على استعمالها عندما يطلبها المريض شرط أن يستعملها للإقلاع عن التدخين

وتحتوي السيجارة الالكترونيّة على مادّة سائلة يتمّ تسخينها ووضعها داخل آلة تقوم بإخراج البخار كي يحسّ المدخّن أنّه يدخّن. و تضمّ هذه السّجائر كميّة من النّيكوتين الّتي يتمّ الإنقاص منها تدريجيّا.ويمكن أن تلحق السّيجارة الالكترونيّة أضرارا بجسم الشّخص العاديّ نظرا لإقبال غير المدخّنين عليها خاصّة المراهقين كذلك يتخلّص البعض من السّجائر العادية ويدمنون على السّجائر الالكترونيّة.وحاليّا هي أقل خطورة من السيجارة العاديّة.

وتشير الدّكتورة إيناس سعادة إلى أنّه من بدائل التّدخين الحديثة التّبغ المسخّن الّذي يختلف عن السّجائر الالكترونيّة وتمّ ابتكاره من طرف مصنّعي السّجائر في العالم لتجنّب إلحاق الضّرر بتجارة التّبغ الّذي يتمّ تسخينه في درجة حرارة بين 180 و 300 درجة بطريقة تضمن عدم الوصول إلى مرحلة الاحتراق. ويحتوي التّبغ المسخّن على أقلّ مواد سامّة مقارنة بالسجائر العاديّة و لكنّه أخطر من السّجائر الالكترونيّة وهو من
المنتوجات الجديدة الّتي لا تزال قيد التّجربة.ويمكن أن يستعمل المقلع عن التّدخين التّبغ المسخّن للإقلاع في مناسبات محدودة لأنّه يحتوي على مواد سامّة