نوبات الهلع واضطراب الهلع

03/12/2022   Santé mentale   2783  
Pr Lilia Zaghdoudi


نوبات الهلع واضطراب الهلع
نوبات الهلع واضطراب الهلع

ما هي نوبات الهلع؟

نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يحفز ردود الأفعال الجسمانية الشديدة بينما لا يوجد خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف . وعند حدوثها يعتقد المريض أنه سيفقد السيطرة أو أنه سيصاب بنوبة قلبية أو حتى أنه سيموت فيضطر لطلب النجدة أو الإسراع لأقرب قسم إستعجالي أين تقام له الفحوصات اللازمة ليقول له الطبيب أخير : ليس هناك ما يدعوا إلى القلق،جسمك سليم! ويمكن أن يصاب الأشخاص مرة أو مرتين بنوبة هلع طيلة حياتهم وتزول. المشكلة عندما تتكرر الحالة بصفة غير متوقعة مما يجعل المريض يعيش في خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى فتسمى هذه الحالة باضطراب الهلع.

الأعراض

عادة تبدأ نوبة الهلع بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار حتى أثناء النوم ولها أشكال متعددة لكن الأعراض تبلغ ذروتها خلال دقائق وتدوم النوبة من 20 إلى 30 دق وبعدها يشعر المريض بإرهاق شديد وإنهاك كبير وتتضمن أعراض نوبات الهلع :

  • الشعور بالهلاك المحدق أو بالخطر الداهم
  • الخوف من فقدان السيطرة أو الوفاة
  • تسارع دقات القلب مع تصبب العرق
  • الإحساس بالاختناق
  • الاحساس بالغثيان
  • الشعور بالهبات الساخنة
  • تقلص وتشنج في العضلات
  • صداع، ألم في الصدر
  • الإحساس بالدوار أو بالإغماء أو بفقدان التوازن

مثال : السيدة أ تبلغ من العمر 32 سنة، تنتابها نوبات هلع في مكان عملها أو أثناء اصطحاب أطفالها للمدرسة وهي تقود سيارتها وأحيانا أثناء النوم .
أصبحت حياتها على وقع النوبات المتكررة مما جعلها تزور الأطباء وأقسام الاستعجالي على الأقل مرتين في الأسبوع، وتعيش في حالة تأهب دائم.
أصبحت تتجنب قيادة السيارة وتفكر جديا في ترك عملها فهي تشعر أيضا بالإرهاق الشديد والوهن طول اليوم وانتقلت للعيش في منزل جديد يقع بجانب مصحة ولم تقتنع السيدة أ بإجابة الأطباء التي تؤكد سلامتها من أي مشاكل جسدية أما أصدقاء السيدة أ وعائلتها فكانوا يطلبون منها دائما أن تمارس الرياضة وأن تتخلى عن هذه الأفكار السلبية وتقوي عزيمتها بنفسها لتتغلب على نوبات الهلع. ساءت حالة السيدة أو إلى أن أذعنت لنصائح الأطباء وطلبت مساعدة مختص نفسي فنوبات الهلع لا يستطيع المريض مقاومتها بمفرده.

أسباب نوبات الهلع

مازال العلم يبحث في الأسباب وفي السنوات الأخيرة تقدمت الأبحاث بأشواط كبيرة لتكون أهم العوامل التي تلعب دورا هاما في ظهور نوبات الهلع هي إما جينية وراثية أو عوامل بيولوجية نتيجة تغيير كيميائي في بعض أجزاء الدماغ إضافة إلى العوامل السلوكية التي تعود إلى الطفولة والنشأة والمحيط والشخصية والتعامل مع الأحداث، ففي الظاهر تحدث نوبات الهلع دون سابق إنذار أما في الواقع فهي ناتجة عن مواقف معينةّ.

عوامل الخطر

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بنوبات الذعر هي:

  • التاريخ العائلي للإصابة بنوبات الذعر
  • أحداث تسبب صدمة مثل حادث خطير أو اعتداء
  • تغييرات كبيرة مثل الطلاق أو ولادة طفل
  • ضغوطات كبيرة مثل وفاة شخص محبوب أو الإصابة بمرض خطير
  • التعرض أثناء الطفولة إلى اعتداء بدني أو جنسي

وتبدأ أعراض اضطرابات الهلع في أواخر المراهقة وهو مرض يصيب الشبان ويصيب النساء أكثر من الرجال وينتشر في كافة أنحاء العالم بنسبة تقارب ال 4 إلى 6 بالمائة

المضاعفات

إذا لم يعالج اضطراب الهلع من الممكن أن يتسبب في عدة مضاعفات على غرار الإصابة بأنواع محددة من الرهاب مثل الخوف من مغادرة البيت أو من قيادة السيارة والالتجاء إلى الرعاية الطبية بصورة متكررة وتجنب المواقف الاجتماعية كالأفراح والحفلات مع إمكانية مواجهة مشاكل في الدراسة والعمل. كما يمكن أن يشعر المريض أيضا بنقص في القدرات على التركيز والانتباه.
يمكن أن ينتج عن اضطراب الهلع اكتئاب واضطرابات قلق ومشاكل في النوم مع احتمالية الإصابة بالإدمان على الكحول أو الأقراص. ويصاب بعض المرضى أيضا برهاب الميادين وهو تجنب للأماكن أو المواقف التي تسبب القلق بسبب الخوف من عدم القدرة على الهرب أو الحصول على المساعدة أثناء نوبة الهلع.

مثال :السيد "ط" يبلغ من العمر 24سنة وهو طالب يتعرض باستمرار لنوبات الهلع وخوفا من تكرر هذه النوبات أصبح يتجنب استعمال وسائل النقل العمومية فيتوجه إلى كليته على الأقدام يوميا ليقطع حوالي 15كم ويتجنب أيضا حضور المحاضرات في المدرج الكبير الذي يضم عشرات الطلبة خوفا من إصابته بنوبة هلع هناك وعدم قدرته على الخروج .مسرعا لطلب النجدة وخوفا أيضا من إصابته بنوبة إغماء أمام زملائه لتصبح كل هذه الأسئلة تؤرق السيد "ط" الذي أصبح يتغيب باستمرار ولا يشارك في الأنشطة الثقافية بكليته فقل أصدقاؤه وندر ظهوره إلا مع صديق وحيد يصطحبه في كل دروسه لأن وجوده يشعره بنوع من الطمأنينة. تحسنت حالة السيد "ط" عندما تلقى علاجا متكاملا يعتمد على الأدوية والعلاج السلوكي .

العلاج

قبل الحديث عن العلاج يجب التثبت من عدم الإصابة بأمراض تسبب اضطرابات تشبه نوبات الهلع كأمراض القلب أو الغدة الدرقية فيقوم الطبيب بفحص بدني كامل ثم يطلب بعض .تحاليل الدم وبعض الاختبارات مثل تخطيط القلب. ويقوم العلاج على الأدوية والعلاج النفسي، الذي يقلل من نسبة نوبات الهلع إلى 70 بالمائة فيقل عدد نوبات الهلع وتقل حدتها وبالنسبة للأدوية المستعملة فهي مثبطات استرجاع السيروتونين وهي مضادة أيضا للإكتئاب تصاحبها أعراض جانبية قليلة ولا تتسبب في الإدمان مثلما يعتقد البعض. ويقع تناول هذه الأدوية لمدة تتراوح بين 4 و 6 أشهر. أما بالنسبة للعلاج النفسي فهو يساعد المريض على فهم الأعراض وتعلم كيفية التعامل مع نوبات الهلع، أما العلاج السلوكي فيمكن المريض تدريجيا من التحكم في نوبات الهلع وذلك من خلال القيام بحصص مع المختص.

الوقاية

على الرغم من استفادة نوبات الهلع من العلاج المتخصص فإنه يمكن أن تساعد خطوات الرعاية الذاتية في السيطرة على الأعراض:

  • تجنب الإفراط في استهلاك الكافيين والتدخين
  • الابتعاد عن المواد المخدرة التي تزيد من حدة نوبات الهلع
  • ممارسة الأنشطة البدنية بصورة منتظمة
  • المحافظة على مواعيد نوم منتظمة


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery