علاقة التدخين بالإنسداد الرئوي المزمن

إدمان التدخين

تحتوي السجائر على ما يقارب ال 4000 مادة بما في ذلك أكسيد الكاربون(CO) والنيكوتين وهو مادة مخدرة تسبب الإدمان، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت من قبل الصحة الفرنسية العامة سنة 2019 عن وجود حوالي 32 بالمائة من الفئة العمرية بين 18 و 72 سنة يدخنون بنسبة 35 بالمائة رجال و 28 بالمائة نساء وقد سجلت فرنسا سنة 2014 حوالي 73 ألف وفاة سببها في الغالب التدخين. وتوجد عدة أنواع من السجائر كالسجائر العادية والشيشة والسجائر الالكترونية وغيرها من أنواع السجائر التي تتسبب أغلبها في مضار على صحة الفرد.

الانسداد الرئوي المزمن

الانسداد الرئوي المزمن هو مرض منتشر بنسبة 10 بالمائة تقريبا في صفوف الكهول ويبدأ عبر التهابات مزمنة في القصبات الهوائية ومجاري الهواء بالرئة التي تكون بسبب التدخين في أغلب الحالات مع وجود بعض الحالات القليلة التي تكون الإصابة فيها ناتجة عن أسباب أخرى كالالتهابات الجرثومية المتكررة وبعض المهن التي يكون أصحابها معرضين للتلوث وللدخان بكثرة كما يوجد مرض مناعي وهو نقص الإنزيم(alpha 1 antitrypsine)  وهو حالة وراثية يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن لكن تبقى حالات الإصابة قليلة جدا بينما يضل التدخين السبب الرئيسي وراء الانسداد الرئوي .

مراحل تطور الانسداد الرئوي المزمن

تبدأ الالتهابات المزمنة في البداية دون انسداد في القنوات وهي حالة ينتج عنها بلغم وسعال يلازم المريض لمدة ثلاثة أشهر في السنة طيلة سنتين متتاليتين وهي المرحلة الأفضل للعلاج والإقلاع عن التدخين، وفي مرحلة ثانية يبدأ الانسداد في مجاري الهواء وهي مرحلة لا يمكن الرجوع منها وعلاجها نهائيا رغم وجود بعض الحلول العلاجية التي تساعد على الإبطاء من سرعة تطور المرض أما في حالة عدم الحصول على التشخيص وبداية العلاج ينتقل المريض سريعا إلى المرحلة الثالثة متوسطة الخطورة والمرحلة الرابعة الخطرة بينما تمثل المرحلة الخامسة والأخيرة بداية القصور التنفسي وتكون مضاعفات هذه المرحلة خطرة جدا مع ضرورة استعمال الأكسجين دائما . ولا يخضع تطور هذه المراحل إلى فترة زمنية محددة بل تتغير سرعة تطور المرض من شخص لآخر حسب حالته الصحية وعدد السجائر التي يدخنها يوميا وحسب مدى استعداده الجيني للإصابة بهذا المرض.

العلاج

توجد عدة طرق لعلاج الانسداد الرئوي المزمن يكون الهدف منها تأخير تقدم المرض والمحافظة على استقرار الحالة كما هي عليه ويمكن أن يشمل العلاج الوقاية بالتلاقيح ضد    النزلة الوافدة والتلقيح ضد كوفيد 19 و التلاقيح ضد البنوموكوك (Pneumocoque)  كما يشمل أيضا المضادات الحيوية والبخاخات والعلاج الطبيعي ووسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين  كما توجد عدة علاجات أخرى يمكن أن يتلقاها المريض تندرج في خانة إعادة التأهيل لأن الانسداد الرئوي المزمن هو مرض يؤثر على مختلف أعضاء الجسم لذلك يحتاج المريض في مرحلة ما من العلاج اللجوء إلى مركز إعادة التأهيل الذين سيقدم له المساعدة في اتباع أساليب عيش صحية .

الإقلاع عن التدخين

يعتبر الإقلاع عن التدخين مرحلة أساسية في علاج الانسداد الرئوي المزمن ويمكن للفرد في حال لم يتمكن من الإقلاع عن التدخين بمفرده زيارة المختص الذي سيساعده على الإقلاع باعتماد وسائل متنوعة تهدف إلى تعويض مادة النيكوتين في الجسم كالعلكة  واللصيقة الجلدية والسجائر الالكترونية  والتبغ المسخن الذي أكدت البحوث والدراسات الأخيرة أنه أقل ضررا مقارنة بالسجائر العادية ، كما يجب على المدخن الالتزام بطرق الاستعمال التي يحددها المختص .

الأساليب الوقائية

• الحملات الوطنية للتوعية حول أهمية الإقلاع عن التدخين
• منع التدخين في الأماكن العمومية
• التوعية حول وسائل الإقلاع عن التدخين وطرق استعمالها
• توفير وسائل الحماية لأصحاب المهن المعرضين للتلوث
• التوعية حول ضرورة تجنب التدخين السلبي خاصة قرب الأطفال
• تجنب التدخين خلال فترة الحمل لخطورته على صحة المرأة والجنين