عرق الأسى

عرق الأسى

عرق الأسى هو مرض يندرج ضمن أمراض العظام والمفاصل ويعتبر منتشرا بكثرة نظرا لأنه يصيب مختلف الشرائح العمرية من الشباب إلى الكهول وحتى الشيوخ ولكن أعراضه وأسبابه تختلف حسب الشريحة العمرية وتعتبر فئة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 35 سنة هم الأكثر للإصابة به نظرا لأنها فترة تتميز بنشاط كبير وبحركية جسمية هامة كما أن بعض المهن تتطلب مجهودات بدنية مضاعفة كرفع الأجسام الثقيلة والذي يؤدي بطول الوقت إلى حدوث احتكاك بالفقرات فتنجر عنها عدة آلام مزعجة للمريض.

يكون المريض في أغلب الأحيان في صحة جيدة ويمارسه مهنته بطريقة عادية وبصورة مفاجئة بعد رفع جسم ثقيل يشعر المريض بألم كبير في أسفل الظهر والذي ينزل إلى الرجل اليمنى أو اليسرى وحسب مسار نزول الألم يحدد نوع العرق المتضرر فإذا نزل الألم من أسفل الظهر إلى وراء الفخذ وواصل طريقه حتى أسفل مشط القدم ووراء الأصابع يكون العرق المتضرر هو 1S أما إذا نزل الألم على جانب الفخذ وواصل طريقه إلى أمام مشط القدم وصولا إلى الإصبع الكبيرة للرجل فإن العرق المتضرر هو 5L، وإضافة إلى الآلام عادة ما يشعر المرضى بتنميل في الرجل وبثقل في الساق خاصة عند تحريكها وهي أعراض تعيق المريض عن ممارسة أنشطته اليومية بطريقة عادية مما يدفعه لعيادة المختص.

إن 90 من حالات عرق الأسى تكون ناتجة عن إنزلاق غضروفي ولكن يمكن أن يكون ورائها مشاكل أخطر كالالتهابات الجرثومية أو الأورام لذلك لا بد من استجواب المريض والتعرف بدقة على الأعراض التي يشكوا منها وخلال الاستجواب نستفسر المريض حول توقيت الآلام وما إذا كانت تشتد ليلا وتعيقه عن النوم كما نسأل المريض أيضا عما إذا ارتفعت حرارة جسمه أو عما إذا كان قد عانى مؤخرا من مرض جرثومي .

تختلف أسباب عرق الأسى حسب السن فتكون بالنسبة للشباب عادة نتيجة انزلاق عضروفي ناتج عن القيام بنشاط بدني قوي وتكون العلامات حادة بينما بالنسبة للكهول تبدأ الأعراض وخاصة آلام الظهر في الظهور تدريجيا ولا يزور المريض المختص إلا بعد عدة سنوات عندما تزداد حدة الأعراض وتعيق الفرد عن ممارسة أنشطته اليومية ويكون عرق الأسى في هذه الحالة ناتجا عن احتكاك غضروفي والذي يعطي بطول المدة التهابا في الرجل وأعراض عرق الأسى.

وإضافة إلى هذه الأسباب يمكن أن يكون عرق الآسى ناتجا عن عدوى جرثومية موجودة بالجسم خاصة في المسالك البولية أو الرحم عند المرأة وتنتقل العدوى إلى عرق الأسى وتؤدي لالتهابه وتكون الآلام في هذه الحالة أكثر حدة وذات طابع التهابي تزداد ليلا وتكشف التحاليل البيولوجية عن وجود جرثومة في الدم. وفي حالات نادرة خاصة لدى المسنين يمكن أن يكون عرق الأسى بسبب وجود ورم في العمود الفقري وتكون حالة المرضى متدهورة جدا وأعراضهم واضحة أكثر ويختلف بالتالي تشخيصها وعلاجها.

يمكن للعلاج عادة أن يسيطر على المرض بنسبة 90 بالمائة وتكون بداية العلاج دوائية حيث يصف المختص أدوية مضادة للألم في مرحلة أولى وإذا لم تكف كافية يرفقها بأدوية مضادة للالتهاب وبحزام يرتديه المريض لشد الظهر وحمايته وبالتالي التقليل من الاحتكاك وأعراض عرق الأسى وفي مرحلة ثانية في حال انتهاء الأعراض يصف المختص للمريض حصص علاج طبيعي لتقوية عضلات الظهر ووقايته من تكرر حدوث الانزلاق الغضروفي أو الاحتكاك أما في حال لم تكن العلاجات السابقة كافية لتخفيف آلام المريض يمكن اللجوء حينها إلى الجراحة والتي غالبا ما تكون نتائجها جيدة.