سرطان الثدي

سرطان الثدي

يتكون سرطان الثدي نتيجة لخلل في مستوى الخلايا الموجودة بالثدي يجعلها تتكاثر بطريقة عشوائية لتتشكل في الأخيرة كتلة على مستوى الثدي . كغيره من السرطان تكمن خطورة سرطان الثدي في احتمالية انتشاره إلى باقي أعضاء الجسم مما يصعب التحكم به وعلاجه ويصيب سرطان الثدي الجنسين من النساء والرجال ولكن احتمالية الإصابة به عند الرجال ضعيفة جدا ومع هذا تمون خطورته أكبر لدى الرجال ذلك أن الغدة لديهم أصغر من النساء ولا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون وهو ما يسرع من انتشاره في باقي أعضاء الجسم .

من أهم علامات سرطان الثدي هي ظهور كتلة على مستوى الثدي لكن يجب التنويه إلى أن الكتل التي تظهر بالثدي لا تعني بالضرورة وجود سرطان إذ يمكن أن تظهر هذه الكتل لعدة أسباب أخرى كأن تكون أورام حميدة أو أكياس . وتوجد جملة من الأعراض الأخرى إلى جانب الكتلة تحيل إلى وجود سرطان بالثدي وتتمثل خاصة في تغييرات على مستوى الثدي من حيث الشكل واللون إذ يمكن أن يصبح الجلد أحمر أو أن يحدث انتفاخ هذا ونلاحظ أيضا عدة عوامل أخرى كالإفرازات الغريبة من الحلمة أو خروج الدم منها وهي كلها مؤشرات تستدعي الإسراع بالقيام بالفحوصات اللازمة من أجل الكشف عن السرطان مبكرا إذا وجد.

لا توجد أي أسباب علمية تؤدي للإصابة بالسرطان ولكن هناك جملة من العوامل قد ترفع من خطر الإصابة بالسرطان كالعوامل الهرمونية وتكون خاصة عند بلوغ المرأة في سن مبكرة وانقطاع الطمث في سن متأخرة فالدراسات أثبتت أن تعرض المرأة كثيرا لهرمون الأستروجين يرفع من خطر الإصابة بالسرطان كما يمكن أن تكون العوامل راجعة لأسباب وراثية أو لتأخر سن الإنجاب أو عدم الإنجاب هذا وتوجد عوامل أقل أهمية كالنظام الغذائي والتدخين والسمنة وهي كلها عوامل ليست مباشرة للإصابة بالسرطان ولكنها أثبتت أنها قد ترفع من احتمالية الإصابة.

يحدث تشخيص سرطان الثدي عن طريق الفحص السريري الذي يقوم به المختص وإذا وجد أي شك يتم القيام بفحص إشعاعي أو فحص الصدى وفي بعض الحالات التي يكون فيها الشك في الإصابة مرتفعة قد يرفع المختصة عينة ويأخذها للتحليل وهي كلها فحوصات يكون الهدف منها الكشف عن الإصابة بالسرطان وتحديد مدى تطوره ونوعه مما سيمكن لاحقا من رسم مسار العلاج المناسب حسب الحالة . وفي سرطان الثدي توجد ثلاث مراحل رئيسية تكون بداية بالمرحلة الأولى وهي المرحلة الأولية للإصابة يكون السرطان متمركزا في الثدي لم يغادره وكلما بدأ السرطان في الانتشار كلما تقدمت المرحلة ففي مرحلة متطورة ينتشر السرطان في الغدد اللمفاوية للثدي أما في المراحل المتقدمة جدا فإن السرطان يغادر الثدي وينتشر في باقي أعضاء الجسم كالكبد والرئتين والدماغ . أما بالنسبة لأنواع السرطان الأكثر انتشارا فهي السرطانات التي تظهر في القنوات المنتجة للحليب كما توجد أيضا أنواع أخرى من السرطانات التي تظهر على مستوى قنوات الحليب ثم تنتشر في بقية الأنسجة بينما توجد أيضا سرطانات تضل متمركزة في الثدي وانتشارها بطيء وبالتالي يكون علاجها أسهل واحتمالية الشفاء منها مرتفعة جدا .

تختلف طرق العلاج حسب درجة تقدم الحالة ونوع السرطان ولكنها عموما تنقسم إلى :

• الطرق الجراحية : توجد عدة أنواع من السرطانات والحالات التي تستحق جراحة إما لاستئصال الورم أو الكتلة الموجودة حول الثدي فقط أو لاستئصال جزء من الثدي الذي توجد به الغدد اللمفاوية المصابة كما قد يصل الأمر في بعض الأحيان حد استئصال الثدي كاملا
• الطرق غير الجراحية : لا تعتبر الجراحة العلاج الوحيد لسرطان الثدي بل توجد عدة علاجات أخرى كالعلاج الكيميائي والذي قد يتم وصفه للمريض إما قبل الجراحة أو بعدها حسب ما تحدده الحالة ويكون الهدف منه قتل الخلايا السرطانية والعلاج الهرموني الذي يقوم بغلق المستقبلات الحساسة الهرمونات بالثدي هذا إلى جانب العلاج الهادف أو الموجه الذي نشاط البروتينات المؤدية إلى نمو الورم وانتشاره خصيصا، ويتفاعل معها.

يجب التأكيد على أهمية التشخيص المبكر كأفضل طريقة للوقاية وينصح النساء اللواتي ظهرت عليهم العلامات السابق ذكرها التوجه سريعا للقيام بالفحوصات اللازمة كما ينصح النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين سنة القيام بفحص دوري مرة كل سنتين للكشف عن السرطان وبالنسبة للنساء اللواتي لديهم تاريخ عائلي مع الإصابة بالسرطان يجب عليهن القيام بالفحوصات الدورية حتى قبل سن الخمسين . وفي بعض الحالات عندما تخضع المرأة لاستئصال ورم حميد تكشف الفحوصات عن احتمالية مرتفعة لإصابتها بسرطان الثدي لذا يجب عليهن القيام بالفحوصات الدورية في فترات متقاربة ويكون هذا بهدف اكتشاف السرطان في حالات مبكرة قبل بدأ انتشاره لأنه كلما تم الكشف عن الإصابة مبكرا كلما كان العلاج أسهل ونجاعته أكبر . إلى جانب الفحوصات الطبية الدورية ينصح كل مرأة إثر الدورة الشهرية القيام بفحص ذاتي عن طريق الوقوف أمام المرآة وتأمل الثدي فإذا لاحظت أي تغيير على مستوى الثدي أو ظهور كتلة يجب عليها زيارة المختص والقيام بالفحوصات اللازمة.