الفشل الكلوي المزمن

الفشل الكلوي المزمن

الكلى هي عضو هام جدا ولد دور أساسي في الجسم يتمثل أولا في إفراز الغدد فالفيتامين د الذي تنتجه الكبد ولا يكون نشيطا تقوم الكلى بتنشيطه كما تنتج الكلى أيضا مادة تجعل الكريات الحمراء غير الناضجة التي ينتجها النخاع الشوكي تتحول إلى كريات ناضجة وبالتالي نتجنب حدوث فقر الدم. وتنتج الكلى أيضا مادة اليورين التي تتدخل في عملية تعديل ضغط الدم . ومن جهة أخرى تقوم الكلى بتعديل نسبة الأملاح والماء في الدم وتقوم بإخراج الفضلات والسموم من الجسم عبر التبول.

يجب التفرقة أولا بين قصور الكلى الحاد والقصور المزمن فقصور الكلى الحاد هو حدث وقتي ناتج عن إصابة حادة على مستوى الكلية وبالتالي بمجرد إزالة الإصابة يمكن أن تعود الكلى إلى نشاطها كالسابق أما بالنسبة للقصور الكلوي المزمن فهو يبدأ بالتعكر تدريجيا حتى يصل إلى مرحلة الفشل الكلوي المزمن النهائي .

توجد أعراض بيولوجية وإكلينيكة تظهر في حالات القصور الكلوي المزمن ومن ذلك :

• تراجع نسبة الكلسيوم في الدم
• تراكم الفسفور في الشرايين أو أسفل الجلدة مما يتسبب في حكة شديدة عند المريض
• انحباس الفضلات والسوائل داخل الجسم فتتحول إلى غازات تخرج عبر الفم مما يتسبب في ظهور روائح كريهة بالفم
• ظهور بقع زرقاء على جسم المريض نتيجة لتعطل الصفائح بسبب تراكم السموم والفضلات بالجسم
• اضطراب نسبة الماء والأملاح بالجسم

عند ظهور جملة هذه الأعراض وبقاء أقل من 10 بالمائة من الكلى فقط تعمل يتم المرور وجوبا إلى غسيل الكلى الذي يحدث بصفة دائمة ومستمرة إلى حين زرع كلية جديدة ولا يتم المرور إلى هذه المرحلة إلا بعد قصور الكليتين ويجب على الطبيب المباشر للمريض أن يفسر للمريض أن غسيل الكلى سيعود بالفائدة على المريض وسيحسن من جودة حياته كما أنه لن يتعب إثر عملية الغسيل في حال تمت بطريقة صحيحة وفي ظروف ملائمة. وقبل الوصول إلى مرحلة الغسيل يتم أولا قبل بفترة تركيب جهاز يقوم بربط الشريان الموجود أسفل اليد مع الوريد حتى يكبر الشريان بحيث يمكن إدخال الإبرة في جسم المريض والقيام بعملية غسل الكلى وتتلخص هذه العملية في سحب الدم من الجسم وإزالة كل السموم والفضلات الموجودة به ثم إعادته إلى الجسم من جديد.

• غسيل الكلى عبر تصفية الدم: هي طريقة لغسل الكلى تحدث من خلال ربط المريض بجهاز خارجي يتم وضع مادة به مشابهة في مكوناتها لدم الإنسان ويقوم الجهاز بسحب دم المريض وخلطه مع هذه المادة ليتخلص الجسم من الفضلات والسموم العالقة به ويتزود من جهة أخرى بحاجياته من الأملاح والكالسيوم وغيرها التي تكون موجودة بتلك المادة وفي أغلب الحالات يستحق المريض القيام بثلاث حصص تصفية أسبوعيا حتى يتمكن من مواصلة حياته بطريقة عادية وتدوم مدة الحصة بين 3 و 5 ساعات.
• غسل الكلى عبر الصفاق: هي طريقة أخرى لغسل الكلى تشترك في نفس الهدف مع الطريقة الأولى وهي تصفية الدم من السموم الموجودة به ولكن الاختلاف يكمن في أنه في هذه الطريقة سيتم وضع قسطرة أسفل الصرة ويتم ضخ المادة المشابه للدم حتى تختلط مع الدم في الصفاق وتقوم بتزويده بالعناصر الناقصة وتسحب منه في المقابل الفضلات والسموم وتوجد طريقتين للقيام بغسل الكلى عبر الصفاق الأولى يدوية تحتاج القيام بها أربع مرات حيث يتم ضخ المادة في الجسم وانتظار اختلاطها في الدم ثم تفريغها ولكن توجد أيضا طريقة أخرى آلية وهي أبسط تتمثل في تركيب القسطرة ووصلها بآلة تقوم بتنظيف الدم ليلا ليستيقظ المريض في اليوم الموالي وقد تخلص من كل السموم وأصبح دمه مصفى .

وطبيا لا يوجد أي اختلاف بين نجاعتي هاتين الطريقتين للقيام بغسل الكلى لكن معيار الاختيار يكون أولا من طرف المريض حسب ظروفه الذاتية فالمريض الذي يعمل أو يدرس لا يرى أن غسل الكلى عبر الصفاق سيكون أفضل بما أنه لن يخسر عدة ساعات في الأسبوع بسبب التصفية في المستشفى بينما عندما يكون الشخص غير قادر على تركيب القسطرة والقيام بعملية التصفية بمفرده يلجأ إذا إلى الطريق الأخرى للتصفية . ولكن قد يتدخل الأطباء أحيانا في تحديد أي الطريقتين أفضل للمريض بما أنه مثلا في بعض الأمراض التي تسببت للمصابين في مشاكل بالشرايين أو من يعانون من ضعف بعضلة القلب يكونون غير قادرين على القيام بغسل الكلى عن طريق تصفية الدم أما بالنسبة للأشخاص الذين خضعوا لعدة عمليات جراحية في منطقة البطن أو من يعانون من أمراض التهابين بالبطن يكونون غير قادرين على القيان بغسل الكلى عبر الصفاق.