السكريات و داء السكري

السكريات و داء السكري

يعد مرض السكري من الأمراض المنتشرة كثيرة في جمعي أنحاء العالم وزادت وتيرة هذا الانتشار خاصة في السنوات الأخيرة مع تغير نمط العيش، ذلك أنه رغم أهمية العامل الوراثي في رفع خطورة الإصابة بالسكري يبقى نمط العيش غير الصحي أحد أهم أسباب الإصابة بهذا المرض خاصة السكري الذي يصيب الكبار ولدى حديثنا عن عامل نمط العيش نتحدث هنا عن الإفراط في تناول السكريات السريعة غير الصحية كتلك الموجودة في الحلويات والمشروبات الغازية وبعض المواد الغذائية الأخرى كالخبز بالتوازي مع قلة الحركة وعدم ممارسة الأنشطة البدنية وهو ما يرفع من خطر الإصابة بالسكري.

يحتاج جسم الإنسان يوميا إلى خمسين غراما من السكر الأبيض السريع و 250 غراما من السكريات الموجودة ببقية المواد الغذائية ولا يجب منع استهلاك السكر تماما حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري بل يكمن الحل في نشر ثقافة الاعتدال في تناول السكريات ذلك أن تناول الحلويات أو المشروبات الغازية بين الفترة والأخرى لا يمكن أن يكون ضارا بل المشكل يكون عند الإفراط في تناول السكريات يوميا مما يعني أنه ينبغي عدم حرمان النفس من تناول الأطعمة اللذيذة التي توفر شعورا جيدا على مستوى نفسي وجسدي ولكن تجنب الإكثار منها ومن الممكن مثلا أن يقوم الأشخاص بهذا التعديل عن طريق بعض السلوكيات في نمط العيش كإعداد حلويات وأكلات تحتوي أقل كميات من السكر وتجنب استهلاك المشروبات الغازية يوميا لأنها ضارة وترفع في الميزان وهو ما ينجر عنه رفع خطورة الإصابة بالسكري وحتى بعض الأمراض الأخرى كشحوم الدم .

هناك مادة أخرى لا تقل خطورة عن السكريات وهي مادة الملح لما يسببه الإفراط فيها من أمراض ضغط الدم ويحتاج الجسم يوميا إلى نسبة 5 غرامات من الملح وهي نسبة يستهلكها الفرد في نمط العيش الحالي في قطعة خبز واحدة لذا وجب كذلك ترشيد استهلاك الملح والتقليل فيه عند إعداد الأطعمة مع التقليل أيضا من بعض المواد الغذائية الأخرى التي تحتوي على كميات هامة من الملح كالمصبرات واللحوم .

يلاحظ أن نسبة الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم وغيرها من الأمراض أصبحت منتشرة أكثر في أواسط الفئات العمرية الصغيرة لذلك فإن تغيير نمط العيش وإتباع نمط صحي يجب أن يبدأ منذ سن صغيرة لترسيخ جملة من السلوكيات والعادات الصحية الغذائية والبدنية لتجنب الوقوع في خطر الإصابة بهذه الأمراض في سن مبكرة ويجب أن يكون نمط العيش هذا قائما على مبدأ الاعتدال دون الوقوع في منطق الحرمان والحميات القاسية للحصول على نتائج جيدة .