الحفاظ على خصوبة المرأة بعد علاج السرطان

الحفاظ على خصوبة المرأة بعد علاج السرطان

السرطان مرض خطر، ويتطلب علاجه عدة طرق فمثلا يتطلب علاج سرطان الثدي إما إخضاع المريض لجراحة لاستئصال المرض أو كامل الثدي وتوجد أيضا علاجات أخرى ناجعة وفعالة كالعلاج الكيميائي والذي له عدة مضاعفات سلبية يزول بعضها بانتهاء مدة العلاج كتساقط الشعر أو الإرهاق الشديد الذي يرافق المرضى طيلة فترة العلاج وينتهي بانتهاء العلاج بينما تستمر أعراض أخرى يسببها العلاج الكيميائي حتى بعد انتهاء العلاج بما في ذلك تأثير العلاج الكيميائي على مخزون البويضات لدى المرأة الذي من الممكن أن يؤثر لاحقا على قدرة المرأة على الإنجاب. ولذلك تم وضع برنامج بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس منذ سنة 2015 هدفه هو المحافظة على الإنجاب لدى المرض الذين يقومون بالعلاج الكيميائي عن طريق تخزين البويضات عند المرأة وتخزين المني عند الرجل.

يجب أن تتم عملية تخزين البويضات قبل بداية العلاج الكيميائي وتكون الطريقة عبر سحب البويضات من المبيض وتجميدها في سائل النتيروجين ويمكن أن يتم تخزين البويضة لدى المرأة غير المتزوجة أما لدى المرأة المتزوجة فإن لها حرية الاختيار بين تخزين البويضة أو تخزين الأجنة وهي إحدى طرق المساعدة على الإنجاب المتمثلة في سحب المني والبويضة والقيام بعملية التلقيح ثم تخزين الأجنة التي تم الحصول عليها ليتم استعمالها لاحقا بعد انتهاء فترة العلاج ويمكن أن تدوم مدة التخزين خمس سنوات قابلة للتجديد مرة أخرى.

إن قرار المحافظة على الإنجاب مرتبط بعدة عوامل على غرار نوع السرطان ونسبة انتشاره بالجسم وأيضا حسب سن المريض ونسبة مخزونها من البويضات وتجدر الإشارة أن بعض حالات السرطان التي تتطلب الانطلاق في العلاج بأسرع وقت لا يمكن فيه القيام بعملية تخزين البويضة لذلك يمكن تعويضها بتقنية تخزين غشاء البويضة بينما توجد أنواع خاصة من السرطانات التي تترتب عنها نشوء خلايا بالمبيض وهي حالات تنعدم فيها إمكانية سحب البويضات وتخزينها .

وبالنسبة لأنواع العلاجات الأخرى لسرطان الثدي كالحالات التي تتطلب علاج هرموني يمكن أن تخضع فيها المرأة لسحب البويضة وتخزينها شرط أن يتم إضافة بعد المواد الأخرى عند تنشيط المبيض لمنع ارتفاع نسبة الهرمونات في الجسم. أما بخصوص العلاج بالأشعة يمكن أن يتم اللجوء إلى تقنية العملية بالمنظار لإبعاد المبيض عن طريق الأشعة وبالتالي حمايته.

تختلف نتائج تجميد المني لدى الرجل باختلاف نوع المني وجودته ونسبة الحيوانات المنوية به وتؤكد التجارب أن أغلب الرجال الذي قاموا بتجميد المني استطاعوا تلقيح البويضة والإنجاب بعد العلاج. أما بالنسبة لتخزين الأجنة فهي تقنية نسبة نجاحها عالية مقارنة بباقي التقنيات نظرا لقدمها ولتمكن الأطباء منها بينما تعد تقنية تجميد البويضات أحدث مقارنة بتجميد الأجنة لكن بفضل التطور العلمي يمكن ملاحظة تطور هام في نتائج الحمل التي يتم تحقيقها باعتماد البويضات المجمدة سنة بعد سنة.

ولا يتم الانطلاق في محاولات الإنجاب إلا بعد الحصول على موافقة الطبيب المباشر الذي يؤكد فيها شفاء المريضة شفاء تماما على أن لا تقل الفترة بين آخر حصة علاج كيميائي وبين أول حصة محاولة إنجاب ستة أشهر. أما بالنسبة للعلاج بالأشعة في حال لم تؤثر الأشعة على المبيض يمكن الانطلاق في محاولات الإنجاب مباشرة بعد انتهاء العلاج. وبالنسبة للعلاج الهرموني لسرطان سابقا كان لا يمكن للمرأة الحمل إلا بعد انتهاء فترة العلاج لكن التطور الطبي أتاح للمرأة اليوم إمكانية إيقاف العلاج بعد مرور سنة أو سنتين والقيام بمحاولة للحمل ثم العودة إلى العلاج على أن تتم هذه العملية بالتشاور مع الطبيب المباشر وحسب الحالة الصحية للمريضة.