التهاب الشعيبات الهوائية عند الأطفال

التهاب الشعيبات الهوائية عند الأطفال

تكثر الإصابة بالتهاب الشعيبات الهوائية لدى الأطفال الذين هم أقل من سنتين خاصة خلال فصل الخريف والربيع نظرا للإنخفاض السريع والمفاجئ لدرجات الحرارة وأيضا كثرة التجمعات في الأماكن المغلقة مما يسرع من انتشار العدوى لذلك لوحظ سنة 2020 انخفاض في نسبة الإصابات بالتهاب الشعيبات الهوائية لدى الأطفال نظرا إلى الحجر الصحي وإجرائات التباعد الجسدي التي قللت من انتشار العدوى. ويتكون الجهاز التنفسي مم ممرات هوائية عليا وهي الأنف ثم البلعوم ثم الحنجرة وممرات هوائية سفلى وهي القصبة التي تنقسم إلى قصبتين واحدة لنقل الهواء إلى الرئة اليمنى والأخرى لنقل الهواء إلى الرئة اليسرى وتتفرع عن كل قصبة قصيبات صغيرة نجد في آخرها منطقة تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الدم والهواء وفي هذه المنطقة تحديدا يحدث التهاب حاد يؤدي إلى تورم المنطقة وإلى خروج إفرازات تصاحب الخلايا الميتة التي يقتلها الفيروس وتتجمع هذه الإفرازات أخيرا وتؤدي إلى انسداد القصيبات مما يصعب عملية التنفس ويمكن أن يجر عنها ضيق في التنفس ويرتفع تأثير هذا المرض على الأطفال كلما كانوا أصغر.

تعيش في الكوكب مليارات البكتيريا المنتشرة في الهواء وهي كائنات حية تتكاثر لوحدها وتتكون من خلية واحدة ونواة وتوجد بكتيريا نافعة كتلك الموجود بالمعدة والتي تساعد في عملية الهضم وتوجد في المقابل البكتيريا الضارة التي يكون علاجها باستعمال المضادات الحيوية عكس الفيروس وهو كائن غير حي يعيش داخل الخلية إما الحيوانية أو الإنسانية أو البكتيريا ويدخل الفيروس الخلية ليقوم بصنع فيروسات أخرى مطابقة للأصل وفي بعض الأحيان قد تقع تحورات على مستوى الفيروس وهو ما يفسر اختلاف أعراض النزلات أحيانا من موسم إلى آخر.

والتهاب الشعيبات الهوائية هو مرض فيروسي لا بكتيري ويخطئ الآباء بتقديم المضادات الحيوية للرضع في هذه الحالة لأن الإفراط في استعمال المضاد الحيوي لن يشفي أولا من الفيروس وسيؤدي بتطور المدة إلى تكوين مقاومة ضد المضادات الحيوية وأخيرا يمكن أن يؤدي المضاد الحيوي إلى إخفاء بعض الأعراض مما يصعب على الطبيب لاحقا القيام بتشخيص صحيح للمرض.

يحدث التهاب الشعيبات الهوائية لدى الأطفال عن طريق الفيروس الخلوي التنفسي (RSV) أو عن طريق بعض الفيروسات الأخرى كالنزلات والفيروس الأنفي وتكثر حالة الإصابة بهذا المرض لدى الأطفال الذي لا يتمتعون برضاعة طبيعية والمعرضين للتدخين السلبي وتقع العدوى إما مباشرة عن طريق دخول رذاذ الشخص المصاب إلى الجهاز التنفسي للطفل أو بطريقة غير مباشرة عن طريق لمس الأدوات الحاملة للفيروس.

تستمر فترة حضانة الفيروس بين يومين و 8 أيام يكون فيها الرضيع حاملا للفيروس دون ظهور أي أعراض وبعد يومين تبدأ الأعراض في الظهور لتكون بدايتها ارتفاعا في درجة حرارة الطفل وسيلان الأنف أو انسداده ثم تظهر لاحقا أعراض ضيق التنفس والتصفير وفي بعض الحالات يمكن أن تتطور علامات ضيق التنفس فتظهر زرقة في فم ويدين الطفل ويصبح غير قادر على الرضاع وهي حالات تحتاج تدخلا استعجاليا.

بمجرد ظهور الأعراض يجب اصطحاب الطفل إلى المختص ويكون تشخيص التهاب الشعيبات الهوائية عبر الفحص السريري ويمكن أن يلاحظ الطبيب بسرعة علامات التنفس السريع لدى الطفل ولا نحتاج إلى فحوصات إضافية كالتحاليل أو الفحص بالأشعة إلا في حال الشك في وجود عدوى بكتيريا تسبب بها التهاب الشعيبات الهوائية .

عند تشخيص التهاب الشعيبات الهوائية ودرجة تطور المرض يقرر الطبيب العلاج الدوائي المناسب الذي يمكن أن يكون عن طريق الايروسول أحيانا ويمكن أن يتم إعطاء الطفل أدوية أخرى كما يوصى أن يتم إعطاء الرضيع المصاب الكثير من السوائل وتقسيم فترات الأكل حتى يتمكن من الأكل. ولوقاية الأطفال من الإصابة بالتهاب الشعيبات الهوائية أو منع انتقال العدوى لهم يجب أولا الالتزام بالبروتوكول الصحي في حال كان أحد إخوة الطفل مريض مع تجنب تقبيل الطفل وملامسته لمنع انتقال العدوى كما يستحسن أيضا عدم ترك الأطفال في الأماكن المزدحمة وعدم تعريضهم إلى التدخين السلبي ويجب دائما الحفاظ على نظافة الأسطح والألعاب التي يلمسها الطفل لتجنب حدوث العدوى.