آلام الرأس : الحادة و المزمنة

آلام الرأس : الحادة و المزمنة

أكدت الدكتورة سنية خلبوس طبيبة مختصة في الآلام ، انه وجب ان نفرق بين الآلام الحادة و الآلام المزمنة لأنها تختلف في التشخيص و طريقة العلاج.

وفسرت الدكتورة خلبوس أن الآلام الحادة هي آلام غير مألوفة متفاوتة الحدة و تأتي في فترات متقاربة و لا نعلم مصدرها وتعتبر هذه النوعية من الآلام هي الدافع الأول لزيارة الطبيب لأنها تأتي بصورة مفاجئة و مقلقة ووجب تشخيصها و معرفة سببها .

أما فيما يخص الآلام المزمنة، فهي آلام متواصلة لأكثر من ثلاثة أشهر والفرق بينها وبين الآلام الحادة ؛ أن الآلام المزمنة برغم معرفة سببها فإن الألم يستمر و يؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياة المريض و نلاحظ هذه المعاناة على سبيل المثال في الآلام المتعلقة بآلام الرأس ، لأن هذه الاخيرة متعبة و ثقيلة على المريض و محيطه .

و قد أكدت الدكتورة بنبرة متأسفة ان أغلب الاشخاص يستهينون بآلام الرأس ولا يعيرونها اهتماما ، لكن أكدت الدكتورة بشدة انه إذا ما ترافقت آلام الرأس مع أعراض غير مألوفة فوجب الذهاب للطبيب و تشخيصها و معرفة سببها و من بين هذه الاعراض ; الشعور بالدوار والغثيان وارتفاع الحرارة أو فقدان للوعي فإن مختلف هذه الأعراض إذا ما ترافقت مع الآلام يمكن أن تخفي مرضا خطيرا وجب تقصيه بصورة مستعجلة.

و من ناحية اخرى بينت الدكتورة ان هناك أشخاصا لا يشتكون دائما من آلام رأس ، و تأتي هذه الآلام عادة في شكل نوبات متباعدة و متفاوتة الحدة و يستهين هذا الشخص بهذه الآلام و يتعايش معها و تصبح جزء من نمط حياته و لا يلتجئ تبعا لذلك للطبيب للكشف عن مصدرها و تصبح هذه الوضعية عادية بالنسبة إليه ، غير أنها في واقع الأمر ليست وضعية عادية ومريحة لأن هذه الآلام تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص فمثلا من الناحية العملية ، نجده متعدد الغيابات في العمل وفي المنزل نجد هؤلاء الاشخاص يتجنبون اللعب مع أطفالهم و يطلبون منهم عدم الصراخ و البقاء هادئين أما بالنسبة للنساء في يصبحن غير قادرات على القيام بشؤون المنزل إلخ ..

و اكدت الدكتورة طبقا لهذه الامثلة ، انه لا يجب أن نقبل بهذه الوضعيات بل يجب أن نتحدث عن هذه الآلام مع الطبيب المختص و نواجهها حتى يتم تشخيصها و معرفة سببها .

ونوهت الدكتورة خلبوس لجانب مهم فيما يخص آلام الرأس , أن أغلب الأشخاص يستعملون المسكنات دون إستشارة الطبيب و أكدت على أن هذا التصرف يمكن أن يعمق من حدة الآلام، و تطرقت في هذا الإطار لنوعين من آلام الرأس الأكثر انتشارا ؛ وهي الصداع النصفي والصداع التوتري .

و بصفة عامة أكدت الدكتورة انها امراض لا تمثل خطرا على حياة الإنسان لكنها تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض و إن اغلب المرضى لا يعطونا هذه الامراض أهميتها و لا يذهبون للطبيب رغم انها امراض يمكن السيطرة عليها والتخفيف من آلامها إذا ما قام المريض بزيارة الطبيب .

فخلال هذه الزيارة سوف يقوم الطبيب بعملية تثقيف صحي للمريض و يفسر له بدقة مرضه و كيفيه استعمال الدواء خاصة وأن أغلب المرضى ليس لديهم دراية كافية بوجود أدوية استباقية للآلام يمكن أن تنهي أو تخفف الألم حال حدوثه وأن هناك ادوية مختلفة لكل نوع من آلام الرأس، و لا يستطيع المريض وحده معرفتها ، فقط الطبيب وحده هو الذي يستطيع استبدالها بأدوية أكثر فاعلية تتناسب و حدة الألم .

وأكدت الدكتورة انه من مخلفات الإستعمال العشوائي و الغير مؤطر للأدوية ، أن الآلام يمكن أن تتحول آلام مزمنة في حال انها لم تكن لتصبح آلاما مزمنة في بداياتها .

كما أكدت الدكتورة ان هناك علاجات أخرى مصاحبة للعلاج الدوائي التي تساعد على تخفيف الألم و تحسن من جودة الحياة منها التنويم المغناطيسي والعلاج بالموسيقى و تمارين الاسترخاء واليوغا إضافة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن وشرب كميات من الماء و الابتعاد عن المنبهات و الوضعيات التي تساهم في اندلاع النوبات مثلا بالنسبة للأشخاص المصابين بالصداع النصفي الذين يتأثرون بإرتفاع الحرارة أو السهر مطولا او البقاء في مكان بارد فإن مختلف هذه العوامل التي تساهم في اندلاع الالم و نصحت بتركها او الابتعاد عنها ، و أكدت الدكتورة مرة اخرى على اهمية زيارة الطبيب لأن الاستجواب الذي يقوم به الطبيب للمريض هو الذي يمكن من حصر مختلف الحالات والوضعيات والأسباب التي تساهم في اندلاع الآلام و التي لا يستطيع المريض في أغلب الأحيان حصرها أو حتى التفطن لها .

و من ناحية اخرى اكدت دكتورة سنية خلبوس طبيبة مختصة في الآلام أن آلام الرأس تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للمريض و تؤدي في بعض الحالات إلى الاكتئاب والعزلة و تؤثر بالسلب على العلاقات الاجتماعية و العائلية و العملية للمريض و نصحت في الأخير بعدم الاستهانة بآلام الرأس التوجه للطبيب فور بدايتها .