الإدمان على التّدخين وتغيير سلوك المدمن

09/06/2020   6015  
Dr FARES MILI

الإدمان على التّدخين وتغيير سلوك المدمن

التّدخين ليس إستهلاك لمادّة سامّة تحدث أضرارا للإنسان و المجتمع و يجب التخلّص منها  فقط, بل هو إدمان أيضا و جميع المواد الّتي تتسبّب في الإدمان ينتج عنها مضارّ كبرى و لا يمكن للمدخّن الإقلاع عنها و تجنّبها.

و يعلم معظم الأشخاص أنّ التّدخين يتسبّب في عديد الأمراض و في الموت حيث ينجرّ عنه عديد الأمراض و التّجلّطات في القلب و الدّماغ و أمراض قصور التنفّس المزمن و الأمراض السرطانيّة المتعدّدة و أهمّها سرطان الرّئة و مضار على صحّة المرأة الحامل و الأطفال و أيضا مضار التّدخين السّلبي .

و يتسبّب التّدخين سنويّا في موت8 مليون شخص, كما أنّ حوالي مليون و مائتي شخص يتسبّب التّدخين السّلبي في وفاتهم.

و في تونس يتسبّب التّدخين في وفاة حوالي 12 ألف شخص سنويّا.

و غالبيّة الأشخاص المدخّنين مدمنين بدرجات مختلفة و تكون النّسب ضعيفة أو متوسّطة أو مرتفعة.

و يمكن قياس درجة الإدمان بمدى وجود كميّة النّيكوتين في الدّم والبول.

كما يمكن إعتماد مقاييس أخرى عن طريق كميّة السّجائر الّتي يتمّ إستهلاكها و توقيت الإستهلاك فإذا كان التّوقيت مباشرة عند الإستفاقة من لنّوم أي بعد حوالي نصف أو ربع ساعة فهذا يعني أنّ درجة الإدمان قويّة لدى هذا الشّخص

ومثل كلّ مادّة مخدّرة ليس هناك إدمان على المادّة فقط لكن هناك سلوك إدمان يصعب تغييره أكثر من النّيكوتين في السّجائر.

أسباب سلوك إدمان التّدخين

الإدمان على التّدخين وتغيير سلوك المدمن

هناك تدرّج في سلوك التدخين كما أنّ أغلبيّة الأشخاص ينطلقون في عمليّة التّدخين بصفة مبكّرة

وتكون المسالك العصبيّة لدى صغار السنّ غير مكتملة حيث يكون دورها تتحكّم في السّلوك و لا تنضج إلاّ في عمر العشرين عاما تقريبا لذلك عند دخول مادّة النّيكوتين للجسم تساهم في تغيير نشاطها و تصبح ضعيفة و يفقد الإنسان القدرة على التّحكم في سلوكه لذلك يجب منع الصّغار من التّدخين .

ولا يقدر المدخّن على التّحكّم في رغباته و يتّجه نحو تلبيتها خاصّة وأنّ التّدخين يمنح الإنسان أحاسيس إيجابيّة

ويتحكّم الإنسان في رغباته إذا كانت هذه المسالك العصبيّة قويّة.

 إشكاليّات الإقلاع عن التّدخين

الإدمان على التّدخين وتغيير سلوك المدمن

الرّغبة الجامحة

هناك إشكالين كبيرين بسببهما يصعب الإقلاع عن التّدخين و هما الرّغبة الجامحة في التّدخين حيث يشعر المريض بالرّاحة إلاّ عند التّدخين و يجب مساعدة المدخّن على تجاوزها فمعوّضات النّيكوتين تساعد على المحافظة على نسبة النّيكوتين في الدّم كي لا يشعر  بصعوبة عند العلاج حيث ستقوم الأدوية بإضعاف هذه النّسبة.

لذلك فإنّ معوّضات النّيكوتين مهمّة جدّا لأنّها تساعد المدخّن على الإقلاع عن التّدخين.

سلوك الإدمان وضرورة تغييره

 تغيير سلوك الإدمان يجب أن يكون عبر 3 ركائز أساسيّة و هي القناعة بضرورة الإقلاع عن التّدخين, وغالبا ما يكون الإقلاع عن التّدخين لأسباب صحيّة حسب الطّبيب لكن يجب أن تتوفّر الرّغبة في المدخّن في حدّ ذاته.

و يتدخّل الطّبيب لتقوية رغبة المريض في الإقلاع عن التّدخين بإطلاع المدخّن على الحجم الحقيقي للسّجائر

و يكون دور الحصص العلاجيّة الحدّ من قيمة السّجائر في نظر المدخّن.

كيفيّة تغيير سلوك الإدمان

المدمن على المادّة المخدّرة لديه سلوك إدمان على التّدخين مسجّل في الذّاكرة نتيجة تكراره عديد المرّات فتحتفظ الذّاكرة بهذا النّمط و لتغيير السّلوك يجب التّخلّي على السّجائر و سحبها من الذّاكرة العاملة بممارسة أنشطة أخرى.

و يجب سحب السّيجارة من الذّاكرة لتصبح هناك ذاكرة جديدة لا توجد فيها السّيجارة مثل ممارسة الرّياضة والإستماع إلى الموسيقى ...للحدّ من الضّغط النّفسي.

و تنسحب السّيجارة بهذه الطّريقة من الذّاكرة و يساعد الطّبيب المريض على ذلك

كما هناك 3 شروط كبرى للإقلاع عن التّدخين فيجب أن تتوفّر الرّغبة للإقلاع عن التّدخين و الّتي يتمّ قياسها عند الذّهاب إلى الطّبيب للمحافظة على مستوى الرّغبة حيث يجب أن تصبح رغبة شخصيّة و ليست رغبة الطّبيب.

كذلك الإحساس بعدم القدرة على النّجاح لعدّة أسباب نتيجة الأحاسيس السّلبيّة الّتي يحاول المريض الهروب منها بالإدمان و يساهم الطّبيب في تقوية هذه القدرة.

و أيضا التّواصل مع الأشخاص الّذي يكون عادة عبر طريقة صداميّة أو بطريقة سلبيّة فيكون دور السّيجارة هنا التّعويض ويساعد الطّبيب المقلع على التّدخين على التّواصل المتوازن.



 

 

 

 

 

 


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery