الإحاطة النّفسيّة بالأطفال والمراهقين في فترة الحجر الصحّي

فترة الحجر الصحّي و فيروس كورونا هما موضوع السّاعة المطروح اليوم في جميع العائلات, وفترة الحجر هي فترة حسّاسة جدّا بالنّسبة للأطفال والوالدين.

وليس المقلق في الأمر هو البقاء في المنزل بل الخوف من المجهول وعدم الإحساس بالأمان نظرا لتوقّف جميع المصالح وعدم معرفة وقت محدّد لإنتهاء الأزمة.

وأصبح الإنسان في حالة خوف كبير على صحته وصحّة العائلة, كما أنّ الوضع المادّي يمثّل عاملا إضافيّا للضّغط النّفسي وأيضا الشّعور بتأنيب الضّمير وعدم القدرة على زيارة العائلة.

الخوف أيضا على الزّوج العامل في هذه الفترة ومن إمكانيّة نقله للعدوى لأفراد العائلة بالإضافة إلى جملة من الأسئلة الوجوديّة حول المرض و لماذا أصاب الإنسان وهل يمكن أن نستمرّ في العيش أم لا وهل هو إمتحان من اللّه ؟

لذلك هناك مصادر كثيرة للخوف بسبب تفشّي فيرس كورونا لكن في المقابل هناك عديد الأشياء الّتي يقدر الإنسان على التّحكّم فيها.

كيف يمكن الحديث في الموضوع مع الأطفال ؟

الوضع الرّاهن ليس مخفيّ على الأطفال خاصّة وأنّهم منقطعون عن الدّراسة لذلك من الضّروريّ إطلاعهم على ما يحصل و تفسير الموضوع لكن بطريقة تتماشى مع سنّهم.

و يجب توضيح الأمر بتبسيطه عبر مفاهيم يعرفها الطّفل و ليس مفاهيم معقّدة و جديدة يجهلها.

كما تمثّل فترة الحجر الصحّي فرصة هامّة لإحياء بعض القيم مثل الحبّ والخوف على بعضنا البعض بإستعمال وسائل الوقاية و غسل اليدين وتعقيم جميع الأشياء الّتي يحضرها الأب من الشّارع وتشريك الأطفال في عديد الأعمال و جعلهم يعبّرون عن أحاسيسهم خاصّة منها الخوف والتّعبير عن تفهّم هذه المشاعر.

تأثيرات الحجر الصحّي على المراهقين

تختلف تأثيرات الحجر الصحّي بين الطّفل والمراهق حيث أنّ الطّفل في سنّ أقلّ من 6 و 7 سنوات يكاد لا يعرف تقريبا ما معنى المرض و الفيروس وانتقال العدوى و بالنّسبة لهذه الفئة العائلة تقوم بحمايتها.

بالنّسبة للمراهقة هي فترة صعبة و حسّاسة حيث أنّ علاقة الطّفل بعائلته تتشنّج و تصبح صعبة كما أنّه يعيش في فترة حسّاسة فيها العديد من الأسئلة الوجوديّة و اكتشاف الذّات و بالتّزامن مع الوضع الوبائي الحالي  يصبح المراهقون أكثر ميلا للعزلة و البحث في الموضوع بأنفسهم و هو أمر غير منصوح به .

يجب محاولة التّحاور مع المراهقين و تشجيعهم على الكلام و تفسير الوضع و تأكيد أنّ العائلة موجودة لحمايتهم و محاولة الإتّفاق معهم على الحدّ من إستعمال الانترنت وعدم البحث في الموضوع.

كيفيّة تبسيط الموضوع للأطفال

تبسيط الموضوع و تفسيره للأطفال هو مسؤوليّة الأبوين لأنّ الوالدين يتقبّلان الصّدمة ثمّ يحاولان تبسيطها للأطفال عبر مفاهيم عاديّة ومتوازنة دون تتفيه الموضوع أو المبالغة فيه.

ويجب التّركيز على ردّة فعل الوالدين ونظرتهما للحجر الصحّي الّتي تعتبر هامّة جدّا خاصّة و أنّ الأولياء بدورهم في حالة تذبذب لعدم درايتهم بموعد إنتهاء الأزمة و لضبابيّة المستقبل.

يجب مراجعة الذّات والتّأمّل وإستغلال فرصة الحجر الصحّي والقيام بالأشياء الّتي عجزنا من قبل على القيام بها بتحقيق اللّحمة و تغيير الأجواء وتعلّم عديد الأشياء والتّدرّب على المساعدة في المنزل.

هذه الفترة ستمرّ لكن يجب إستغلالها كما يجب بشكل إيجابيّ.