ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع في العالم وفي تونس ومحليا يوجد تونسي من بين ثلاثة يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويكون هذا المرض عادة صامت لذلك فإن 40 بالمائة من المصابين لا يكتشفون المرض إلا عند وصول مرحلة المضاعفات كما أن هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى الوفاة ويعتبر من بين أهم أسباب الوفاة المبكرة في العالم.

ضغط الدم الأساسي هو مرض لا يوجد لديه سبب مباشر بل توجد عدة عوامل ترفع من خطر الإصابة به على غرار العوامل الوراثية وعامل التقدم في السن حيث يعاني 60 بالمائة من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين من ارتفاع ضغط الدم، وإضافة إلى هذه العوامل نجد كذلك السمنة وكثرة استهلاك الملح وهو أمر شائع جدا في تونس حيث تكون أغلب الأطعمة والأكلات كثيرة الملح ومن بين العوامل أيضا عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة وبالتالي فإن تجمع هذه العوامل يمثل بيئة مناسبة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وفي حالات نادرة نجد ضغط الدم الثانوي الذين يكون ناتجا عن أمراض أخرى مثل أمراض الكلى كالقصور الكلوي وأمراض الغدد كقلة نشاط الغدة الدرقية وعادة ما يزور المرضى الأخصائي بسبب أعراض الأمراض الأخرى ليكتشف المختص لاحقا إصابة المريض بارتفاع ضغط الدم.

إن 70 بالمائة من حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لا نجد فيها أعراض واضحة تظهر على المرضى لكن إذا تجاوز ارتفاع الضغط أكثر من 18 معدل يمكن أن نلاحظ على المرضى :

• أوجاع في الرأس
• ضبابية الرؤية
• نزيف الأنف
• آلام في الصدر
• ضيق التنفس عند بذل مجهود
• زيادة دقات القلب

إن مؤشر ضغط الدم ينقسم إلى رقمين الأول هو الضغط العالي أي الضغط الذي يحصل عند انقباض عضلة القلب وإذا تجاوز هذا الضغط معدل 14فهو دليل على ارتفاع ضغط الدم، وفي المقابل نجد أيضا معدل ضغط الدم السفلي أو الانبساطي المرتبط بارتخاء عضلة القلب والذي إذا تجاوز معدل 9 أو أكثر يكون دليلا على ارتفاع ضغط الدم أيضا.

وبالنسبة لقيس ضغط الدم توجد 3 طرق أساسية وهي :

• القيس في عيادة الطبيب : يقوم المختص بقيس الضغط عندما يكون المريض في حالة راحة وفي وضعية جلوس ويقوم المختص بواسطة آلة قيس ضغط الدم بقيسه في اليد اليمنى واليسرى ويتم اعتماد الضغط العالي إذا كان مرتفعا.
• القيس الفردي : يمكن أن يقيس المريض الضغط بمفرده باستعمال آلة قيس نصف أوتوماتيكية ويجب أن يقيس عندما يكون مرتاحا وفي وضعية جلوس ويجب أن يقيس الضغط لمدة ثلاثة أيام متتالية بمعدل مرة صباحا ومرة ليلا ثم يقوم بجمع النسب التي تحصل عليها ويضعها في جدول ليطلع عليه المختص لاحقا ويحدد ما إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم من عدمه.
• القيس الآلي : يتم تركيب جهاز آلي لقيس ضغط الدم يرتديه المريض لمدة 24 ساعة متواصلة وتقوم الآلة بتسجيل ضغط الدم كل ربع ساعة نهارا وكل نصف ساعة ليلا وبناء على المعطيات التي تخزنها الآلة يتمكن المختص في اليوم التالية من تشخيص حالة المريض وتعتمد هذه التقنية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ليلا وهم الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومن اضطرابات التنفس ليلا.

بعد تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن يجب القيام باختبارات إضافية للتعرف على تأثير ارتفاع ضغط الدم على القلب وعلى باقي الأعضاء ولذلك يجب القيام بتحاليل لوظيفة الكلى وللأملاح ولوظيفة الكبد إضافة إلى تحليل للسكري وتحليل للغدة الدرقية كما قد يحتاج المرضى أيضا إلى فحوصات إضافية مثل تخطيط كهرباء القلب للكشف عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على القلب وما إذا كان قد تسبب في تضخم عضلة القلب أو سرعة أو بطء في نبض القلب.

يوجد نوعين من علاج ارتفاع ضغط الدم الأول يكون من خلال تغيير نمط الحياة وهو جانب هام جدا في العلاج حيث يحتاج مرضى ارتفاع ضغط الدم إلى اعتماد الحمية المتوسطية من خلال استهلاك منتجات البحر وحبوب القمح الكامل ومشتقات الألبان قليلة الدهون مقابل تجنب الدهون المشبعة والمقليات مع التقليل من الملح في النظام الغذائي بشكل عام واستهلاك المشروبات المنشطة مثل القهوة والشاي بطريقة معدلة، وإذا كان المريض يعاني من السمنة يستحسن أن يقوم بحمية لخفض الوزن. مع التأكيد على أهمية ممارسة نشاط رياضي بانتظام ( مثل المشي لمدة 30 دق يوميا)

وبالنسبة للعلاج الدوائي توجد عدة أدوية تعالج ارتفاع ضغط الدم ولكن لا توجد وصفة محددة لكل المرضى ذلك أن وصف الأدوية يقوم به المختص بالنظر إلى عدة عوامل مثل درجة ارتفاع ضغط الدم والحالة الصحية العامة للمريض وعما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة أخرى أو من أمراض ناتجة عن تأثير ارتفاع ضغط الدم لذلك لا بد من القيام بعدة فحوصات للتعرف على حالة المريض الصحية كاملة قبل وصف الأدوية. وأخيرا لا تقيم نجاعة الدواء إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على الأقل من بداية استعماله ويقوم المختص بتقييم حالة المريض ويقرر بناء على المعطيات التي يملكها ما إذا كان الدواء والجرعات كافية أم يجب تعديلها أو استبدال الأدوية.