تأثير الكلمة على النفسية

18/08/2022   Psychologie   2205  
Dr Hela Samoud

تأثير الكلمة على النفسية

تأثير الكلمة على النفسية

ما هي أهمية الكلام على نفسية الفرد ؟

إن الحديث ليس مجرد انبعاثات صوتية نعتمدها للتعبير عن آرائنا أو رغباتنا فقط فالكلام هو ذبذبات وكل كلمة تحمل ذبذباتها الخاصة في طياتها ومن شأن هذه الذبذبات التأثير في الحقل الطاقي للإنسان إما سلبا أو إيجابا كما أن هذا التأثير يمكن أن يشمل كلا من المتكلم والمتلقي. إن الكلام ليس مجرد لغة بل يمكن أن يكون صمتا وحركات قادرة على تبليغ المتقلي الرسالة المراد نقلها وتمكن أهمية الحديث عن تأثيرات الكلمة في نتائج العديد من الإحصائيات التي تشير إلى وجود ما يقارب الثمانين بالمائة من المرضى الذي يزرون أخصائيو الطب العام هم بالأساس في حالة من انعدام توازن في المشاعر هذا وتكشف الدراسات أن الأدوية لوحدها لم تعد تكفي لمجابهة العديد من الأمراض التي يلعب فيها الجانب النفسي دورا هاما في تحسين جودة حيات المريض والتقليل من تأثير المرض عليه ، هذا الجانب النفسي يتأثر مباشرة بالخطاب وبالكلمة . كما أشرنا سابقا فإن الكلمة بعكس ما هو سائد حول تأثيرها فقط على المتلقي تؤثر كذلك في المتكلم فإذا قام المتكلم بطرح سؤال أو عبر عن رأي أو قدم معلومة فالمتلقي ستعني له هذه الكلمات سواء وسيلة للتحفيز أو إساءة أو استيعاب حيادي لمعلومة ما وهو ما يعني أن الكلمات تحمل في طياتها إما ترغيب عن طريق التحفيز أو ترهيب عن طريق الإساءة وهو ما يجعل من الكلمة إما أن تقدم مشاعر إيجابية أو سلبية .

لماذا هناك أشخاص قادرون على بث خطاب إيجابي بينما لا يستطيع الآخرون سوى الحديث بكلام سلبي ؟

الكلمة هي بالأساس تعتبر مرآة للمتكلم فيكون الكلام تعبيرة عن دواخل الباث للخطاب وتنشأ طبيعة الخطاب من وعي الفرد وذكرياته ومعتقداته والبيئة التي نشأ فيها وهي كلها عناصر تؤثر في طبيعة حديث الأشخاص وفي طريقة تلقي المستمع للكلمات، قد يحدث أحيانا أن يتلقى أحدنا خطابا إيجابيا لكنه يتقبله بطريقة سلبية والعكس صحيح أين يتلقى أحدنا خطابا سلبيا لكنه لا يتأثر ويتحدد هذا التأثير أساسا عن طريق مستوى وعي المتقبل ودواخله والأشياء التي تزعجه أساسا .

تأثير الكلمة على الطفل
يجب التركيز دائما على نوعية الخطاب الموجه للطفل ذلك أن الفرد في سن صغيرة جدا لا يمتلك من الوعي ما يخوله على تجاوز الخطاب السيئ والسلبي دون أن يتأثر به وبالتالي يكون وقع الكلمات السيئة على الأطفال شديدة وتضل راسخة بأذهانهم دائما وهنا يكمن دور الولي والمربي باعتبار أنه من أولى العلاقات التي يكونها الطفل والتي تساهم في نحت شخصيته وبالتالي فطبيعة العلاقة والكلام الموجه له من طرف الأولياء والمربين يجب أن يكون مدروسا بدقة فمن غير المقبول التوجه بكلمات جارحة للطفل لمجرد أنه أخطأ بل في المقابل يجب مساعدته على إدراك أخطائه ومحاولة إصلاحه إذا أمكن دون أن يصل الأمر إلى العنف اللفظي أو الجسدي ينطبق ذات الأمر على المربي الذي لا يجب بأي حال من الأحوال التوجه للطفل بعبارات سيئة تقلل من قيمته لمجرد أنه لم يستطع استيعاب الدرس بل في المقابل يجب مساعدته على الفهم وتجنب المقارنات بينه وبين أترابه في القسم كما على الولي أن يعي بأن كل شخص يحمل داخله موهبة هي فقط بحاجة لمن يساعده على اكتشافها وصقلها والطفل إن لم يكن متميزا في التعليم قد يكون متميزا في أشياء أخرى على غرار الأعمال اليدوية وهنا على الولي استيعاب طفله مهما كانت اهتماماته لا أن يفرض عليه مالا يستطيع مع الكثير من الخطاب والعبارات التشجيعية والتحفيزية .


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery