التغييرات الهرمونية لدى المرأة وتأثيرها على صحة الأسنان

21/12/2022   Santé des dents   2452  
Dr Nada Ouerghi

التغييرات الهرمونية لدى المرأة وتأثيرها على صحة الأسنان

التغييرات الهرمونية لدى المرأة وتأثيرها على صحة الأسنان

تشهد المرأة طيلة فترة حياتها العديد من التغييرات الهرمونية التي تكون مرتبطة بمراحل معينة في حياتها والتي قد تؤثر على صحة الأسنان وسنأتي في هذه المقالة على ذكر أهم المراحل التي تشهد خلالها المرأة التغييرات الهرمونية ومدى تأثيرها على سلامة الأسنان.

المرأة عند البلوغ

تفرز الغدة النخامية لدى الطفلة منذ الولادة هرموني الميلاتون وهرمون منبه الجريب وتنخفض نسبة هاذين الهرمونين بعد عدة أشهر من الولادة لترتفع مجددا خلال سن البلوغ وتحرض على إنتاج الهرمونات الجنسية وهرمون الأستروجين بدرجة خاصة وهو ما يتسبب في عدة مشاكل بالأسنان والتي يكون أهمها التسوس والتهاب اللثة ونمو الفكين مما يغير من ترتيب وانتظام الأسنان لذلك ننصح الأولياء بالاهتمام بالنظام الغذائي لأطفاله وتجنب الاستهلاك المفرط للسكريات والإكثار من فرش الأسنان مع زيارة الطبيب بصورة دورية بمعدل مرة كل ستة أشهر مع تجنب القيام بالعلاجات التجميلية مثل التركيب الثابت قبل سن 21 .

المرأة أثناء الدورة الشهرية

نظرا للتغيرات في مستوى الهرمونات التي تحدث خلال هذه الفترة وخاصة ارتفاع هرمون البروجستيرون يمكن أن تعاني النساء من التهابات ونزيف باللثة أو ما يطلق عليه بالتهاب اللثة الحيضي الذي من الممكن أن يظهر قبل يوم أو يومين من بداية الدورة كما يمكن أن نلاحظ أيضا انتفاخا في الغدد اللعابية كنوع من ردة الفعل بسبب التغير الهرموني في الجسم وتختفي هذه الأعراض بانتهاء الدورة.

المرأة الحامل

تحدث خلال الحمل العديد من التغييرات الجسدية والهرمونية مما يؤثر على صحة الأسنان والفم إضافة إلى تغير العادات الغذائية والتغييرات الهرمونية خاصة على مستوى الأستروجين والبروجستيرون حيث تزيد هذه التغييرات من الاستجابة الالتهابية للثة فيزيد تدفق الدم بشكل أكبر إلى اللثة وتتراكم البكتيريا أكثر. ومن أكثر المشاكل التي تواجهها المرأة الحامل هي:

  • التهاب اللثة: تكون اللثة السليمة وردية اللون ولا تنزف عند لمسها ويعتبر التهاب اللثة من الأمراض الصامتة مما يجعل المرأة لا تشعر به لأنه غير مؤلم . وتوجد في اللثة المستقبلات الجنسية وهي الأستروجين والبروجستيرون وعند حدوث اضطراب في هذه الهرمونات تزيد العوامل الجرثومية مما يرفع من احتمالية الإصابة بالتهابات اللثة والذي نجد من ضمن أعراضه احمرار وتورم اللثة ونزفها إلى جانب حساسية الأسنان نتيجة انحسار اللثة، هذا ونلاحظ أيضا صعوبة في المضغ ويمكن أن يؤدي الأمر إلى تساقط الأسنان في مرحلة متقدمة. ونؤكد على ضرورة زيارة طبيب الأسنان في هذه الحالة لأن المرأة التي تعاني من اضطرابات اللثة تكون أكثر عرضة لتمزق الغشاء الأمينوسي الذي يحيط بالجنين مما يرفع من احتمالية حدوث ولادة مبكرة وانخفاض في وزن الجنين.
  • تسوس الأسنان: هو حالة سببها تراكم البكتيريا في الفم بسبب تغير العادات الغذائية حيث نجد أن المرأة الحامل تكثر من تناول السكريات والوجبات الخفيفة مما يؤدي إلى تراكم بواقي الأكل مما يرفع من احتمال الإصابة بالتسوس. يكون هذا بالإضافة إلى التقيؤ المستمر خلال الثلاثي الأول من الحمل وجفاف الفم وهي كلها عوامل تساعد على تسوس الأسنان.
  • تآكل الأسنان: يكون تسوس الأسنان نتيجة للتقيؤ الناتج عن الغثيان الصباحي ذلك أنه عند التقيؤ يمكن أن تلامس أحماض المعدة الأسنان وبالتالي يمكن أن تتآكل الأسنان تدريجيا.
  • الأورام الحميدة : يمكن أن تشعر المرأة خلال الحمل بوجود كتلة في اللثة تكون هذه الكتلة عادة ناتجة عن تزايد نمو اللثة وتزول هذه الكتلة إثر الولادة نتيجة لعودة اللثة إلى حالتها السابقة.

وينصح المرأة الحامل التي قد ظهرت عليها أيا من الأعراض السابق ذكرها زيارة طبيب مختص مع إعلامه بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تستعملها لتجنب أي تعارض بين خطة العلاج والإجراءات التي سيقوم بها طبيب الأسنان وينصح كذلك بالمحافظ على نظافة الأسنان خاصة بعد التقيؤ مع الإكثار من شرب الماء وتناول منتجات الحليب والألبان.

المرأة بعد انقطاع الطمث

نعني بانقطاع الطمث هو توقف الدورة الشهرية بشكل دائم فبتقدم السنوات تحدث ندوبات طبيعية على مستوى البويضات الموجودة بالمبيض بحيث يؤدي إلى انهدام الخصوبة لدى المرأة وتحدث هذه الحالة عادة بين سن 44 و 54 سنة كما يمكن أن تحدث مبكرا نتيجة لأسباب عديدة على غرار جراحة استئصال الرحم ويسمى بانقطاع الطمث السابق لأوانه ويمكن أن تظهر على المرأة أعراض هبات حرارة وتعرق ليلي مع شعور بالأرق واضطرابات مزاجية . ويؤدي انخفاض مستوى الأستروجين خلال هذه الفترة إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام التي لا تكون على مستوى العمود الفقري أو الورك فقط بل تكون أيضا على مستوى الفكين مما يرفع من إمكانية فقد الأسنان والإصابة بالتهابات اللثة ونقص في إنتاج اللعاب.

ولتجنب هذه الإشكاليات يجب الحفاظ على دورية زيارة طبيب الأسنان بمعدل مرتين سنويا مع الالتزام بإجراء كل الفحوصات الشعاعية التي قد يطلبها المختص هذا إلى جانب ضرورة غسل الأسنان بشكل دائم واستخدام خيط الأسنان وتجنب التدخين مع اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضر والغلال مع التقليل من السكريات.

العلاج الهرموني لدى النساء

لقد أثبتت العديد من الدراسات منذ ثمانينات القرن الماضي أهمية العلاج الهرموني ودوره في الحماية من الإصابة بهشاشة العظام والأمراض القلبية وسرطان الثدي والتقليل من الأعراض المزعجة لفترة إنقطاع الطمث لذلك فهو مفيد جدا في التقليل من المشاكل التي قد تصيب الأسنان.


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery