تورم الغدد اللمفاوية في الرقبة

يتكون الجسم من شبكة من الأنسجة الخلوية والغدد اللمفاوية التي ترتبط بدورها بعروق الجسم وهي مكونة من مجموعة من الخلايا المناعية. لذلك تلتقط الغدد اللمفاوية غالبا الفيروسات والبكتيريا وحتى الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار في الجسم ولكن أحيانا تتنقل من الغدد إلى الجسم.

تتكون الخلايا المناعية من مضادات حيوية للقضاء على مختلف أنواع البكتيريا والفيروسات وتكون الغدد اللمفاوية ذات حجم صغير عادة ولكنها قد تنتفخ لسبب أو لآخر وعندما يتجاوز حجمها 1صم فهو مؤشر على وجود مشكل ما بالغدد وتعتبر متورمة.

الأعراض

إن ظهور أي كتلة على مستوى الرقبة أو في العظم الفوقي للقفص الصدري يكون موجبا لعيادة الطبيب المختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة لتشخيص الكتلة التي يمكن أن تكون تورما في الغدد اللمفاوية أو كيسا دهنيا أو تورما جلديا أو ورما خبيثا في الغدد.

خلال التشخيص غالبا ما يأخذ الطبيب بعين الاعتبار التاريخ المرضي للشخص وسنه وما إذا كان يعاني من أعراض عامة كالفشلة والتعب الشديد والفقدان السريع للوزن لأنها مؤشرات يمكن أن تساعد الأخصائي في كشف سبب التكتل، كما يقوم المختص كذلك بفحص الكتلة والتأكد من خصائصها ( صلبة،لينة،متحركة، ملتصقة في الجلد…)

الأسباب

تختلف أسباب ظهور الولسيس أو الكتل في الرقبة التي يمكن أن تكون بسبب :

• الأمراض الالتهابية والفيروسية
• الأمراض البكتيرية والتعفنات
• أورام الغدد
• الأمراض اللمفاوية

العلاج

يختلف العلاج حسب مسببات الولسيس، فإذا اكتشف المختص أن الانتفاخ ناتج عن التهاب في الأنف أو الحنجرة بسبب نزلة برد يكون عادة باستعمال المضادات الحيوية ويختفي التورم بعد حوالي أسبوع أو عشرة أيام.

إذا لاحظ المختص وجود أعراض إضافية إلى جانب التورم مما جعلته يشكل في وجود التهاب الكبد الفيروسي سيقوم حينها بطلب فحوصات تكميلية لتأكيد التشخيص ومن ثم اتباع بروتوكول خاص بعلاج التهاب الكبد الفيروسي وحينها سيزول التورم. كما يمكن أن يكون السبب وراء هذا التورم هو الإصابة بمرض السيدا وفي حال التأكد من المرض ينطلق المريض في رحلة علاج المرض كذلك.

قد يكون تورم الغدد اللمفاوية للرقبة، أحيانا دون أي أعراض إضافية تساعد على تحديد السبب، وفي هذه الحالة يقوم المختص بطلب فحوصات إضافية للبحث عن الأسباب وقد يكتشف خلال هذه الفحوصات وجود تسوس في الأذن أو ثالول في الفم. وفي هذا السياق يمكن للمختص أن يطلب من المريض القيام بمنظار أو القيام بصورة بالصدى للتعرف على خصائص التورم وبناء على الفحوصات يمكن أن يستنتج المختص الإصابة بالسل في الغدد اللمفاوية الناتج عن شرب حليب أو تناول مشتاقات الحليب المستخرجة من الأبقار المصابة بالسل.

في بعض الحالات التي لا يستمر التورم رغم استعمال الأدوية وخاصة إذا كان سن المريض متقدما يطلب المختص سحب عينة من الكتلة وعرضها على التحليل للتأكد من عدم وجود ورم سرطاني وفي حال كان الفحوصات تدل على وجود ورم يتم استئصال الولسيس عبر تدخل جراحي وعرضه على الفحوصات للتعرف على نوع السرطان والبروتوكول العلاجي المناسب.