أورام الغدة الدرقية

أورام الغدة الدرقية

تنتشر أورام الغدة الدرقية وتتراوح نسبة المصابين بها من 20 إلى 70 بالمائة إلا أن 90 بالمائة من هذه الأورام هي حميدة مقابل 10 بالمائة فقط أورام سرطانية.

والغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء التي تفرز مجموعة من الهرمونات التي تؤثر على كامل الجسم كما تفرز أيضا هرمون الكالسيتونين المسؤول عن تعديل نسبة الكالسيوم في الدم ، وتساهم الغدة الدرقية في جملة من المهام كتعديل دقات القلب والتحكم في طريقة حرق الجسم للسعرات الحرارية كما أن لهذه الغدة أدوار أخرى فهي تؤثر على الخصوبة والإنجاب كذلك.

تصاب الغدة الدرقية بجملة من الأعراض ، كالأمراض الوظيفية وهي فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها، ويمكن أن تصاب الغدة أيضا بالأمراض الالتهابية وتصاب أخيرا بالأورام التي تكون عادة حميدة ولم تتوصل الدراسات بعد إلى تحديد أسبابها المباشرة ، إلا أنه ثبت أن انتفاخ الغدة الدرقية قد يسبب ظهور بعض الأورام الصغيرة والتي تكون عادة حميدة وتنتج بسبب نقص في اليود وهي مادة يتزود بها الجسم من الأغذية والتي تحتاجها الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات.

وبالنسبة لسرطان الغدة الدرقية توجد أنواع منه مرتبطة بالعوامل الجينية وتوجد أنواع أخرى غير مرتبطة بأسباب مباشرة ولكن تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين تعرضوا للإشعاع بسبب علاج ما كحالات زرع النخاع الشوكي يمكن أن يكونوا عرضة في الكبر للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

تعطي أورام الغدة الدرقية أعراضا كالانتفاخ أو بروز كتلة يمكن ملاحظتها بالعين المجردة ويمكن أن يسبب ورم الغدة الدرقية حسب موقعه صعوبات في البلع أو مشاكل في التنفس أو بحة في الصوت عندما يضغط الورم على الصوتية ، ويمكن أن تظهر أيضاً أعراض نشاط أو خمول الغدة الدرقية وإذا كان الورم خبيثا يمكن أن يتسبب في ظهور الولسيس في الرقبة.

عند عيادة طبيب الأنف والأذن والحنجرة سيقوم المختص أولا بالفحص السريري في مرحلة أولى ثم سيقوم بفحص بالمنظار لرؤية الحبال الصوتية وستسمح له هذه الفحوصات الأولية من بناء فكرة عما إذا كان هذا الورم حميدا أم سرطانيا خاصة إذا كان المريض رجلا أو إذا كان سنه أصغر من 20 سنة أو أكبر من 60 سنة وكان الورم متيبسا وثابتا في مكانه وهي كلها مؤشرات تدل على أن الورم يحتمل أن يكون سرطانيا. وإضافة إلى الفحص السريري يطلب المختص صورة بالصدى للرقبة مما يسمح له بالتعرف على الورم وخصائصه وحجمه وعدد الأورام الموجودة وأخيرا يمكن للمختص أن يطلب كذلك تحليلا هرمونيا لوظائف الغدة الدرقية.

إذا حدد التشخيص أن الورم حميدا وإذا لم يسبب إزعاجا للمريض تكفي مراقبته دوريا كل ستة أشهر للتأكد من عدم نمو أو تحوله وإذا كان الورم سرطانيا أو حميدا ولكن في حال كان خبيثا أو كان ورما حميدا لكن حجمه كبير بحيث يشكل مصدر إزعاج للمريض يجب القيام في هذه الحالة بجراحة لاستئصاله وفي حالة الورم الحميد تكفي استئصال نصف الغدة الدرقية والحفاظ على النصف الآخر للقيام بوظائفه ولكن إذا كان الورم خبيثا فيجب إزالة كامل الغدة الدرقية وإعطاء المريض علاجا دوائيا لتعويض وظائف الغدة الدرقية والذي يجب استعماله مدى الحياة وبعد استئصال الورم السرطاني يجب القيام بعلاجات تكميلية للتوقي من عودة السرطان وذلك من خلال علاج اليود المشع الذي يقوم بالقضاء على أي خلية سرطانية بقيت في الجسم بعد إزالة الغدة الدرقية وبالنسبة للأورام الخبيثة من أصول جينية فإنها لا تتفاعل مع علاج اليود المشع ولذلك فإنها تحتاج إلى علاج بالأشعة الخارجية ويتحدد عدد الحصص حسب وضع المريض ونتائج تحاليله النهائية.