التربية الجنسية مفهومها وأهميتها في حماية الحرمة الجسدية والسلامة النفسية للطّفل

التربية الجنسية موضوع مهم جدّا إلاّ أنّ بعض الأشخاص يرفضون إطلاع الأطفال عليه بتعلّات عديدة أهمّها اعتقادهم أن السلوك الجنسي سلوك غريزي لا يتطلب تعلما ومعرفة نفسية أو طبية و أنّه ليس الوقت المناسب... ولماذا التربية الجنسية؟

السلوك الجنسي هو سلوك بدني نفسي و إجتماعي يتطلب القيام به معارف علمية ليكون سليما في حاضره ومستقبله. إذ بتقدم العلم و بالخصوص علم الجنس تجاوز السلوك الجنسي المفاهيم الغريزية والتعريفات الموروثة ليكون العلم هو المرجع الأساسي لهذا السلوك من ذلك الطب وعلم النفس بما يشمل من علم العاطفة وعلم الدوافع وعلم السلوك وغيرها.

تهدد البيئة الاجتماعية كالأقران والأصدقاء سلامة السلوك الجنسي للطفل و ذلك لعدم مرجعيتها العلمية حيث تحتوي على معلومات خاطئة تعود بالسوء الجسدي والنفسي والعضوي والاجتماعي والإنسانيّ.وتؤثر المواقع الإباحية على مفهوم الجنس والعلاقات بين الجنسين و تؤدي للانحرافات والإدمان. كما تهدد مواقع التواصل الاجتماعي الأطفال من حيث حرمتهم الجسدية والنفسية

مفهوم السلوك الجنسي

الجنس هو سلوك رئيسي و أساسي في حياة الإنسان فهو سلوك متعة كبير وهو أساس الإرتباط الأسري والمحبّة والمعاشرة بالنسبة للفرد. أما بالنسبة للأسرة فنتحدث عن مجتمع يجب أن يكون متماسكا حيث سيتربى فيه جيلا كاملا.لذلك يجب الوعي بأن السلوك الجنسي ننشأ به منذ الصغر و ليس في عمر الزواج فقط. و يتطور منذ الصغر إلى أن يصل إلى مرحلة النضج في فترة المراهقة لينضج أكثر باكتمال فترة المراهقة. نفس الشيء على المستوى الجسدي حيث يتطور الجسد في مرحلة البلوغ و تظهر عليه العلامات الثانوية للبلوغ والتي عبرها يصبح الإنسان قادرا على القيام بعلاقة جنسية كاملة.

والسلوك الجنسي هو تربية مثل جميع أنواع التربية التي تدرّس كالتربية البدنية والتربية المدنيّة... فبالتربية على المبادئ والأخلاق والقيم مثل المحافظة على الأجساد ونظام أكلها و توقيت نومها وإستفاقتها وممارسته للأنشطة الترفيهيّة .

توضيح السلوك الجنسي للطّفل

يجب توضيح السلوك الجنسي للأطفال وليس تعليمهم ممارسة الجنس منذ الصغر بل يجب أن يتعرف الطفل على جسده وأسماء أعضائه و وظيفة هذه الأعضاء وكيفيّة المحافظة على الجسد و حرمته (ليس كلّ إنسان قادر على لمس جسد الطفل أو وضع يده على أعضاء هذا الجسد أو ممارسة أي سلوك سيء كالتقبيل و إحتضان الطفل) و فهم السلوك الصحيح الذي يجب أن يمارس تجاه جسده .

التّوعية الجنسيّة حسب السنّ

يجب توعية الطفل حسب عمره و تنطلق من (0 إلى 3 سنوات) بإطلاع الطفل على أسماء أعضاء جسده (إعلامه بان جسده سيكبر و ينمو مثل والديه) كي تكون الهوية الجنسية مستقرة لديه. و إطلاعه على كيفية تنظيف جسمه و عدم تربيته على عديد المعطيات الخاطئة (من الخطأ القول للطفل أن بعض مناطق جسده سيئة بل هي جيدة و لكن لا يجب تعريتها أو لمسها بطريقة ما أمام الآخرين ).

ويتم تهيئة الطفل لإطلاعه على جسده حسب العمر حيث أنه في سن ما قبل البلوغ يجب أن يعلم أنها سيدخل إلى مرحلة البلوغ ويجب تهيئته للتغيّرات التي ستطرأ على جسده . و شيئا فشيئا يتم الحديث عن المشاعر و الأحاسيس التي يجب أن يكون فيها الكثير من الإحترام و التقدير.

أهميّة التربية الجنسيّة

من الضروري أن تكون هناك تربية جنسيّة نظرا لعدم إيجاد الأجوبة الصحيحة في المجتمع فهي مسائل علمية وجسديّة و نفسيّة يجب الإطلاع عليها. ولا يجب أن يكون هناك خجل داخل العائلة يجعل الطفل يبحث عن الأجوبة خارج المنزل.وعند بحث الطفل عن المعلومة على شبكة الانترنيت لن يجدها للاستجابة إلى رغبته في المعرفة بل سيفهم المعلومات بالشكل الخاطئ و بقلة إحترام و بطريقة مسيئة للطفل باستغلاله وبالكثير من السلبية خاصة في الدول النامية .

بينما الدول التي قامت بالتربية الجنسية تقلصت فيها نسبة التحرش الجنسي والإغتصاب والحمل غير المرغوب فيه والأمراض المنقولة جنسيا .وباطلاع الطفل على جسده يكون التكوين الجنسي والعلاقة بالأخر أكثر نضجا.

التربية الجنسية في تونس

إنطلقت التربية الجنسية بإحتشام منذ سنة تقريبا في تونس وهي نقطة هامة لتكريس الإحترام والأخلاق والمحبة والسلامة الجسدية و النفسية واحترام السلوك العلمي وتعليم الطفل عدم لمسه من جسده وترك بصمة سيئة في حياته منذ الطفولة إلى الشباب ولبقية العمر.

التربية الجنسية تساعد الطفل على معرفة السلوك الذي من الممكن أن يصيبه ولتجنب الخطر الذي من الممكن أن يحدق به .ويعي الطفل أن بعض الأفعال لا يجب أن تمارس عليه ومن حقه التبليغ عنها ومعرفة ماهيّتها للحدّ من التحرش الجنسي المتكرّر عليه والذي يدوم لسنوات بينما لا يستطيع الطفل التبليغ عنه نظرا لعدم فهمه ولخجله في نفس الوقت. فالجنس ليس إستغلالا بل هي علاقة محبة و احترام و فيها عديد الحدود التي يجب التوقف عندها.