الاضطرابات الجنسية عند المرأة

03/12/2022   العلاقات الزوجية   3476  
السيد أنس العويني

الاضطرابات الجنسية عند المرأة

الاضطرابات الجنسية عند المرأة

قليلا ما نجد حديثا حول الاضطرابات الجنسية لدى المرأة رغم أهمية المسألة ويندرج هذا في إطار مجتمع ذكوري يرى أن العلاقة الجنسية وإنجاحها هي من مسؤولية الرجل فقط وأن أي مشكل وجد في العلاقة الجنسية يكون مرده اضطرابات يعاني منها الرجل وهو ما ليس صحيحا فإنجاح العلاقة هي مسؤولية مشتركة بين الزوجين ويمكن أن يكون فشل هذه العلاقة ناتجا عن اضطرابات جنسية تخص المرأة وتؤثر سلبا على علاقتها ونجد العديد من أنواع الاضطرابات التي سنذكر منها اضطرابات الرغبة الجنسية وتتمثل في انعدام الرغبة والاشتياق الجنسي الذي يكون في بعض الحالات قليلا جدا أو منعدما تماما ويمكن أن تكون هذه الحالة موجودة لدى المرأة منذ البلوغ أو أن تكون المرأة كان لديها سابقا رغبة جنسية عادية ثم نتيجة لعدة أسباب تراجعت هذه الرغبة أو انعدمت تماما ويشمل اضطراب الرغبة الجنسية كذلك ارتفاع الرغبة التي تكون زائدة عن حدها و يكون هناك افراط ونهم كبير في السلوك الجنسي يمكن أن تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والاجتماعية وتسبب للمرأة عدة مشاكل وصعوبات على الصعيد النفسي والاجتماعي وحتى المهني.

هناك أيضا اضطرابات الإثارة الجنسية كأن تكون المرأة غير قادرة على الوصول إلى الإثارة التي تريدها حتى رغم محاولات الشريك المتعددة والتي قد تتطلب مجهودا كبيرا ومضاعفا في بعض الأحيان حتى تصل المرأة إلى مستوى الإثارة المطلوب ويمكن لهذا الأمر أني يخلق مشكلا بين الزوجين وفي بعض الأحيان نفورا من الزوج وعدم رغبة بالقيام بالعلاقة الجنسية لأنه سيستبق المجهود والتعب الشديد الذي سيبذله وهو ليس الإطار الصحيح للعلاقة الجنسية التي تقوم أساسا على مبدأ الراحة والمتعة ويمكن أن نجد هذا الاضطراب في الإثارة سواء على المستوى النفسي أو على المستوى الجسدي .

هناك أيضا اضطرابات بلوغ النشوة الجنسية رغم بلوغ المرأة لمستوى الإثارة ونذكر هنا بضرورة وعي المرأة بطبيعة هذه الاضطرابات حتى لا يتم إلقاء اللوم على الأداء الجنسي للرجل الذي قد يكو جيدا لذلك من المهم جدا الوعي بأهمية هذه الاضطرابات وبضرورة علاجها حتى يستطيع الزوجين التمتع بحياة جنسية خالية من المشاكل. ومن بين الاضطرابات الجنسية لدى المرأة نجد كذلك اضطرابات ممارسة العلاقة الجنسية التي تكون دائما بالنسبة للمرأة مصحوبة بآلام ومن أكثر الاضطرابات انتشارا هي التشنج المهبلي الذي يتصدر قائمة الاضطرابات الجنسية التي يزور من أجلها النساء المختصين في الأمراض الجنسية لأن هذا الاضطراب سيجعل الزواج غير مكتمل وسيسبب اضطرابا كبيرا في العلاقة الزوجية

الأسباب

بالنسبة للاضطرابات الجنسية التي تخص النساء والرجال يكون فيها العامل النفسي حاضرا بشدة لأن السلوك الجنسي في جوهر هو سلوك ناتج عن رغبة وشهوة نفسية ينطبق الأمر كذلك عن الإثارة وعلى المخاوف واستباق الألم وهي كلها سلوكات نفسية بالأساس ولكن رغم هذا نجد أن العديد من الأزواج عندما يواجهون مشكلا في العلاقة الجنسية يحاولون البحث في المشاكل العضوية التي قد تكون السبب ويهملون الجانب النفسي على أهميته. ولقد أثبتت الدراسات أن هبوط الرغبة الجنسية نجد كثيرا لدى فئة الأشخاص الذي يعانون من اضطراب ما بعد صدمة الناتج عن اعتداء على أجسادهم في مرحلة الطفولة أو المراهقة وهو ما يتسبب في تأثير سلبي على رغبتهم وعلاقتهم بأجسادهم ويمكن أن يكره هؤلاء الأشخاص أجسادهم أو ينفروا من الجنس الذي قام بالاعتداء عليهم وهو ما سيجعل الشخص يكبر دون أن يكون قادرا في سن عصبية معينة على صناعة شهوته الجنسية ولما سيكبر سيشعر باختلافه عن الآخرين وانعدام رغبته الجنسية ويمكن للعلاج في هذه الحالة أن يستغرق فترة طويلة لكن احتمالية الشفاء منه تضل قائمة.

كيف يتعامل الأزواج مع اضطراباتهم الجنسية؟

تختلف طريقة تعامل الأزواج مع الاضطرابات الجنسية حسب شخصياتهم ومرجعياتهم الثقافية والفكرية فهناك أزواج يكونون قادرين على استيعاب ماهية الاضطراب ويعتمدون الحوار بينهم منذ فترة الخطوبة للحديث عن رغباتهم الجنسية وحتى مشاكلهم لأنهم يعتبرون أن الحياة الجنسية مسألة ضرورية في العلاقة الزوجية وبالتالي إن واجهوا أي مشكل فهم مستعدين للعلاج ولكن توجد أيضا فئة أخرى من الأزواج الذين لا يتحدثون عن العلاقة الجنسية قبل الزواج أبدا لتكون الليلة الأولى من الزواج بالنسبة لهم بمثابة المواجهة الأولى للحياة الجنسية وماهيتها دون أي معرفة مسبقة وحتى إن واجهوا إشكالا جنسيا ما يعمدون إلى طرق بدائية وغير علمية لحلهم وهي طرق لن تزيد سوى في تأزيم الوضع وتعقيده كما يصل بعض الأزواج حتى إلى ممارسة العنف تجاه زوجاتهم وإجبارهن على القيام بالعلاقة الجنسية دون رغبتهن وهو ما سيعقد من الوضع لاحقا وسيجعل العلاج أصعب .

لعلاج

يكون العامل النفسي حاضر جدا في الاضطرابات الجنسية ولكن تشير الدراسات أيضا إلى أن الكثير من الحالات يكون فيها المشكل مزدوجا أي ناتجا عن مشكل نفسي وعن مشكل عضوي كذلك أو مشكل هرموني لذا من المهم الحصول على تشخيص مناسب لتحديد الأسباب بدقة فإذا كان المشكل نفسي بحت يمكن للمختص في الأمراض الجنسية أن يتكفل بعلاجه أما إذا كان المشكل ذو جوانب متعددة فسيكون العلاج قائما بالأساس على علاج مختلف الأسباب النفسية والهرمونية والعضوية وراء هذا المشكل فمثلا في حال وجود هبوط في الرغبة الجنسية لدى المرأة نستحق القيام بعيادة زوجية مع المختص في الأمراض الجنسية لأن المشكل يمكن أن يكون من المرأة أو من الرجل الذي يكون آدائه الجنسي ضعيفا كأن يكون غير قادر على تحقيق الانتصاب جيدا أو على المحافظة على الانتصاب حتى انتهاء العلاقة الجنسية كما نجد أيضا أن الاضطرابات النفسية لها دور كبير في تراجع الرغبة الجنسية من ذلك الاكتئاب واضطرابات المزاج ويمكن أيضا أن يكون المشكل هرمونيا كبعض الاضطرابات الهرمونية لدى النساء واضطرابات ما بعد الولادة وفي بعض الأحيان نجد التربية الاجتماعية القاسية التي تجرم الفعل الجنسي وتدنسه وبالتالي تخلق فكرة مشوهة حول الجنس في نظر الطفل وخاصة المرأة وهو ما يجعلها تنشأ وهي قامعة لكل فكرة أو رغبة جنسية وهو ما سيخلق لديها ضعفا جنسيا كبيرا لاحقا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery