الارتجاع المعدي المريئي

24/01/2023   صحة عامة   2644  
الأستاذ فاروق السبعي

الارتجاع المعدي المريئي

الارتجاع المعدي المريئي

الارتجاع المعدي المريئي هو رجوع نسبي لمحتوى المعدة وخاصة الآسيد الحامض إلى المريئ ويعتبر الارتجاع حالة عادية موجودة لدى عموم الأشخاص وتدوم لمدة عشر دقائق بعد الأكل حيث أنه بمجرد امتلاء المعدة تبدأ عملية الهضم التي يمكن أن تتسبب بارتجاع لمدة قصيرة وتكون هذه الحالة عادية في أغلب الأحيان بينما يمكن أن تصبح حالة مرضية في أحيان أخرى خاصة إذا أصبح الارتجاع موجودا بكثرة ومستمرا لمدة طويلة مما يتسبب بأعراض تكون مزعجة للمريض ومن بين الأعراض الأكثر تداولا هي الشعور بالحرقة في الصدر.

الأعراض

إلى جانب شعور الحرقة الذي يشعر به المصاب بالارتجاع المرضي يمكن أن تظهر أيضا علامات أخرى متفاوتة الخطورة كالتجشؤ أو الماء المالح بالفم عند الاستيقاظ من النوم صباحا كما يمكن في بعض الحالات المتطورة أن يظهر على المريض علامات نزيف وهي مؤشر عن بلوغ المرض مرحلة المضاعفات حيث أن استمرار الارتجاع لمدة طويلة دون علاج يمكن أن يتسبب بالتهاب حاد أو مزمن في المريئ والذي قد يبلغ مرحلة الورم في حال لم يخضع المريض إلى العلاج.

وعند بلوغ المرض مرحلة متقدمة يمكن أن تنتج عنه أعراض قد تكون مضللة أحيانا مما يصعب عملية التشخيص حيث أن هذه الأعراض لا تمس مباشرة الجهاز الهضمي كالأعراض العادية بل يمكن أن تمس الجهاز النفسي ليشعر المريض بضيق وصعوبة في التنفس أو أن تظهر عليه أعراض تكون شبيهة بالجلطة القلبية لذلك نجد العديد من المرضى الذين لا يتحصلون على التشخيص المناسب إلا بعد العديد من الفحوصات من مختلف الأخصائيين.

المضاعفات

إذا استمر الارتجاع المعدي المريئي لمدة طويلة دون علاج يمكن أن يتسبب في جملة من المضاعفات التي تبلغ مرحلة الخطورة وينقسم تطور المرض إلى أربع مراحل لتكون المرحلة الأولى والثانية مراحل قابلة للعلاج والشفاء النهائي أما المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة فهما مراحل متطورة من المرض تستحق تدخلا جراحيا وفي حال عدم تلقي العلاج في هذه المراحل يمكن أن يتطور الالتهاب ويتحول إلى ورم في المريئ يكون علاجه أصعب ولمدة زمنية أطول لذلك دائما ما نؤكد على ضرورة تشخيص الحالة منذ بداية ظهور الأعراض لتجنب الوصول إلى هذه المضاعفات الخطيرة.

عوامل الخطر

تتوفر في بعض الأشخاص جملة من العوامل التي تجعلهم معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالارتجاع المعدي وهي :

  • التدخين
  • شرب الكحول
  • السمنة
  • الفتق في فم المعدة
العلاج

إذا تم اكتشاف الارتجاع في مراحله الأولية يمكن أن تتم معالجته عن طريق بعض الأدوية المضادة للحموضة والتي تقلل من إفراز المادة الحامضة من المعدة كما يجب على المريض خلال هذه المرحلة اتباع نظام غذائي صحي يحاول فيه قدر الإمكان تجنب الأطعمة التي تسبب ارتفاع الحموضة كالأطعمة الحارة كما ينصح بتقسيم الوجبات وتناول كميات أقل لتخفيف عمل المعدة.

في بعض الحالات التي يكشف المنظار المريئي فيها وجود علامات فتق في فم المعدة يطلب المختص بعض الكشوفات الأخرى كنوعية حموضة المعدة وحالة العضلة التي تتحكم في تمرير الغذاء من المريء إلى المعدة وإذا أثبتت التحاليل وجود الفتق ونوعيته ذلك أنه يوجد نوع من الفتق يصعد إلى فم المعدة ولا ينزل بينما هناك فتق يصعد ثم ينزل وهي كلها حالات تستدعي تدخلا جراحيا لإرجاء أجزاء المعدة إلى أماكنها الطبيعية وغلق الفتق لتجنب تكرر الحادثة ويمكن أن تزول الأعراض وتتحسن حالة المريض مباشرة إثر الجراحة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery