حموضة المعدة

19/06/2023   صحة عامة   2343  
الدكتورة رانية حفيظ

حموضة المعدة

حموضة المعدة

حموضة المعدة أو الارتجاع المعدي المريئي هو عبارة عن رجوع لمكونات الحموضة الموجودة في المعدة إلى المريء وهي حالة طبيعية لكنها تصبح مرضية وتستحق العلاج عندما يصبح الارتجاع بكثافة ولفترة مطولة مما يؤثر على جودة حياة المريض.

الأسباب

هناك عدة أسباب تؤدي إلى حموضة المعدة أولها ارتخاء عضلة المريء وهي عضلة لا يمكن التحكم فيها تكون عادة مغلقة وتنفتح عند وصول اللعاب أو الأكل لتسمح له بالمرور إلى المعدة وقد يحدث أحيانا ارتخاء في هذه العضلة إما نتيجة لأسباب ميكانيكية كارتداء صمام المريء وهو السبب الرئيسي لحموضة المعدة، كما يمكن أن يكون الارتخاء نتيجة لاختلال في الضغط أي عندما يكون الضغط سلبيا على مستوى القفص الصدري وإيجابيا على مستوى المعدة فيتسبب هذا الاختلال في صعود جزء من المعدة إلى المريء فتصعد على إثره حموضة المعدة إلى المريء وهو ما يصطلح على تسميته بالفتق في الحجاب الحاجز. ومن بين أنواع الأكلات التي ترفع من خطر ارتخاء عضلة المريء هي الأكل الحار وكثير التوابل والأكل الدسم إضافة إلى بعض العادات السيئة كاستهلاك الكحول والتدخين.

حموضة المعدة والحمل

يمكن أن تعاني المرأة خلال فترة الحمل من حموضة في المعدة تزداد حدتها في الأشهر الأخيرة من الحمل وهي حالة عادية مرتبطة بأسباب ميكانيكية فعندما يكبر حجم الجنين يحدث ضغط على المعدة فيصعد جزء منها إلى المريء ويحدث الارتجاع المعدي المريئي والذي يمكن أن ينتهي بعد الولادة خاصة إذا حافظت الأم على نمط حياة متوازن.

الأعراض

هناك أعراض كثيرة لحموضة المعدة منها ما هو مرتبطة بالمعدة كالشعور بالحرقة في الحلق والمعدة وهناك ما هو مرتبط بالجهاز الهضمي كتغير رائحة الفم وكثرة إفراز اللعاب كما توجد أيضا أعراض مرتبطة بالأنف والأذن والحنجرة كالالتهابات على مستوى الجيوب الأنفية والالتهابات المتكررة في طبلة الأذن والسعال الجاف وفي بعض الحالات المتطورة يمكن أن تحدث التهابات في شعيرات القصبة الهوائية ومن بين الأعراض الكبرى يمكن أن يصاب المريض بآلام في القلب والصدر وبحة في الصوت.

المضاعفات

إذا لم يتم علاج حموضة المعدة يمكن أن تتسبب بمرور الوقت في حدوث مضاعفات كالتقرحات في المريء خاصة إذا كان المريض يعاني من أمراض تتطلب منه استهلاك أدوية السيولة يمكن أن يحدث نزيف بسبب التقرحات، ومن بين المضاعفات أيضا هي حدوث جرح ويؤدي إلى خروج الدم عند السعال أو التقيؤ وقد تمتد المضاعفات من التهابات وتتطور الحالة إلى انسداد في المريء وهو ما يؤدي إلى زيادة الغثيان وفي بعض الحالات يمكن أن يصاب المريض بالمريء الباطني وهي الحالة التي تتجدد فيها أنسجة المريء بشكل غير طبيعي لتصبح خلايا من نوعية الأمعاء وهذا الخلل في الخلايا قد يتطور إلى ورم خبيث في المريء.

التشخيص

يتم تشخيص حموضة المعدة من خلال استجواب المريض لتحديد الأعراض ويمكن أن يطلب المختص في حالات خاصة فحصا بالمنظار خاصة إذا ذكر المريض أنه شهد نقصا كبيرا في الوزن في فترة قصيرة أو أنه تقيء الدم وذلك للتأكد من عدم وجود ورم خبيث في المريء.

العلاج

يقوم العلاج بنسبة كبيرة منه على تغيير نمط العيش والنظام الغذائي وذلك باتباع خطوات بسيطة أهمها الابتعاد عن الأكل الحار والدسم وكثير الدهون وعدم شرب السوائل خلال الأكل وتجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل بل يفضل الجلوس أو المشي قليلا لتسهيل عملية الهضم كما يجب على المرضى التقليل من المنبهات من قهوة وشاي وتجنب تناول عشاء دسم وتعويضه بعشاء خفيف وسريع الهضم. وفي مرحلة ثانية تعالج حموضة المعدة عبر أدوية إما لتغليف عشاء المريء ويتم تناولها قبل الوجبات أو عبر الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة ،وفي حال لم تتحسن حالة المريض بعد استعمال الأدوية وتغيير نظامه الغذائي يمكن اللجوء إلى الجراحة لعلاج الأعراض.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery