اضطراب التعلم الخاص عند الأطفال

11/09/2023   صحة الطفل   983  
الدكتورة سليمة النيفر
السيدة مرام المؤدب

اضطراب التعلم الخاص عند الأطفال

اضطراب التعلم الخاص عند الأطفال

اضطرابات التعلم عند الأطفال هي اضطرابات عصبية نمائية تؤثر على طريقة معالجة المعلومات في الدماغ ، وهذا الخلل الوظيفي سيؤثر على عملية التعلم عند الطفل في عدة جوانب كعسر القراءة وعسر الكتابة وعسر الحساب إضافة إلى عسر الخط.

ويعتبر هذا الاضطراب منتشرا في صفوف الأطفال حيث ترى بعض الدراسات وجود حوالي 6 أو 7 بالمائة من الأطفال في سن التعلم يعانون من أحد هذه الصعوبات ولهذا من الضروري التفطن إلى هذا المشكل لأنه قد يعرقل المسار الدراسي للطفل كما قد يعرقل أيضاً علاقاته بمعلميه وزملائه وحتى والديه.

كيف نكتشف اضطرابات التعلم عند الطفل ؟

إن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم ليسو أطفالا على درجة أقل ذكاء بل هم يعانون من خلل في المخ يولد هذه الصعوبات فالمخ مقسم إلى مناطق لكل منها وظيفة فيكون الجانب الأيسر مسؤولا عن الكتابة والقراءة والحساب بينما يكون الجانب الأيمن مسؤولا عن التنسيق في الفضاء والحركية الدقيقة في حين يكون الجانب الأمامي للدماغ مسؤولا عن التركيز والحد من الإندفاع وعند حدوث خلل في إحدى مناطق الدماغ تحدث صعوبات في إحدى المهارات الأكاديمية أو أكثر.

ماهي أعراض صعوبات التعلم عند الطفل ؟

هناك عدة أعراض تظهر على الطفل لتكون مؤشرا على وجود خلل وظيفي في الدماغ والذي يمكن أن يلاحظه سواء الأهل أو الإطار التربوي كعسر القراءة مثلا أو بطء كبير في القراءة وصعوبة في فهم معنى الجملة أو النص ، ويمكن أن لا يستطيع الطفل كذلك أن يميز بين الحروف المتشابهة ويمكن أن تكون لديه أخطاء لغوية كثيرة عند الكتابة ويكون لديه بطء كبير في الكتابة فيستغرق وقتا أطول من باقي زملائه كما يمكن أن نجد الطفل يعاني من صعوبات في قراءة وكتابة الأرقام وقد لا يستطيع حتى القيام بعملية حسابية بسيطة ، وبمجرد الشك في وجود هذا المشكل يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب للحصول على التشخيص.

كيف يتم تشخيص صعوبات التعلم عند الطفل ؟

يحدث تشخيص صعوبات التعلم عند الطفل بعد عرضه على طبيب الأطفال الذي يطلب منه جملة من الفحوصات لتقييم قدراته على الكلام والقراءة والكتابة كما يطلب أيضاً فحصا عصبيا نفسيا لقيس نسبة ذكاء الطفل ولتحديد المهارات الأكاديمية التي يجد فيها الطفل صعوبات ، ويمكن للمختص أن يطلب فحصا لتقييم بصر الطفل وفحصا نفسيا حركيا أو وظيفيا وبعد استكمال جملة هذه الفحوصات وبناء على المعطيات المتوفرة لديه يقوم الأخصائي بتشخيص صعوبات التعلم ويبدأ في مرحلة إعادة التأهيل.

كيف نتعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم ؟

بعد تشخيص إصابة الطفل بصعوبات التعلم يجب على العائلة أن تعي أولا أن هذه الصعوبات يعود سببها إلى خلل دماغي وظيفي ولا دخل لذكاء الطفل أو اجتهاده بهذا المشكل ولذلك يجب أن توفر العائلة الدعم والأحاطة النفسية للطفل ، وبالنسبة للإطار التربوي عليه توفير بعض المساعدات الخاصة للطفل لتسهيل عملية التعلم فإذا كان الطفل يعاني من بطء في الكتابة يجب توفير بعض الوقت الإضافي له خلال الإمتحانات وإذا كان يعاني من صعوبات في الكتابة يمكن السماح له بإدخال مرافق يعينه على الكتابة أما إذا الطفل يعاني من صعوبات في القراءة يمكن أن يساعده مدرسه على قراءة النص أو الأسئلة خلال الامتحان وتختلف الإعانات التي يستحقها الطفل حسب نوع الصعوبات التي يعاني منها وبمساعدة المختص والعائلة والإطار التربوي يمكن أن ينجح الطفل في السيطرة على هذه الصعوبات واستكمال مساره الدراسي بشكل طبيعي .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery