صعوبات التعلم عند الأطفال

صعوبات التعلم عند الأطفال

صعوبات التعلم لدى الأطفال هي حالة منتشرة ونعني بها جملة الصعوبات التي يواجهها الطفل ضمن عمليات التعلم وتشمل صعوبات القراءة والكتابة إضافة إلى الخلل الإدراكي الحركي أين يجد الطفل صعوبة في تنسيق حركاته الأساسية ( كالمشي مثلا)، هذا وتشمل صعوبات التعلم أيضا اضطرابات الفهم والتركيز وصعوبات الفهم والإدراك.

تختلف حدة علامات صعوبات التعلم من طفل إلى آخر فيمكن أن تكون حادة كما يمكن أن تكون خفيفة وتتأثر حدة الأعراض ودرجة تطور المرض بتاريخ تشخيصه فإذا تم اكتشافه مبكراً يصبح العلاج أسهل ويستطيع الطفل بسرعة التكيف مع صعوباته.

الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم هو ظاهريا طفل سليم لا يحمل أي مشاكل جسدية كما أن مستوى ذكائه يكون عاديا مقارنة بالأطفال من نفس سنه ، ومن مسببات صعوبات التعلم قد تكون المشاكل العصبية أو الاضطرابات البسيطة في نمو الدماغ ووظيفته كما يمكن أن يعود السبب إلى بعض المشاكل خلال الحمل أو الولادة وقد تكون صعوبات التعلم ناجمة عن عامل وراثي.

يمكن أن نلاحظ بعض الأعراض الخفيفة التي تظهر على الطفل عند دخول الروضة والأقسام التحضيرية فيمكن أن يجد صعوبة في التمييز بين الجهة اليمنى والجهة اليسري أو يضيع في الفضاء وهي مؤشرات قد لا تؤكد بالضرورة إصابة الطفل بصعوبات التعلم لكن يمكن مساعدته بحصص تأهيل ذهني لتجنب إمكانية حدوث صعوبات التعلم لاحقاً.

وتبدأ علامات صعوبات التعلم في الظهور فعليا عند دخول المدرسة ونلاحظ على الطفل عدم الرغبة في الكتابة نظرا لصعوبتها عليه فالأمر يحتاج بالنسبة إليه بذل مجهود ذهني مضاعف لكتابة ما سمعه أو نقل ما هو مكتوب في السبورة أمامه ولذلك ينفر عادة ما من هذه المهمة وتكون هذه الحالة مؤشرا على ضرورة عيادة أخصائي لتشخيص المشكل، كما يمكن أن يجد الطفل صعوبة في فهم والتمييز بين مختلف العمليات الحسابية إضافة إلى إمكانية حدوث خلط في الحروف بالنسبة للطفل حتى في سن 7 و 8 سنوات.

يحدث التشخيص بعد عرض الطفل على طبيب نفسي للأطفال الذي سيقوم بجملة من الإختبارات حتى يتمكن من تشخيص إصابة الطفل بعصوبات في التعلم وعند تأكيد التشخيص يتم إرسال الطفل إلى طبيب مختص في العلاج الوظيفي وإعادة التأهيل لمساعدة الطفل على التأقلم مع صعوبات التعلم.

إن صعوبات التعلم هي حالة دائمة لا يمكن أن يتعافى منها الطفل نهائيا لذلك يركز أخصائيو العلاج الوظيفي خلال حصص العلاج على تحديد برامج تعليمية حسب صعوبات التي يعاني الطفل منها كما يحاول الأخصائي تقديم أنشطة هادفة تساعد الطفل على تنمية قدراته دون قلق أو ملل.

وعادة ما يتم القيام بهذه الأنشطة في عيادة المختص أو في منزل الطفل رفقة أبويه حتى يتعلم الأولياء الطريقة الأسلم لتعليم الأطفال ، ويمكن للطفل أن يتحسن تدريجيا بعد فترة من القيام بحصص العلاج الوظيفي وإعادة التأهيل ويمكن له أن يواصل تعليمه في أقسام عادية مع زملائه ولكن في المقابل يجب توعية المدرس والإطار التربوي بالوضعية الخاصة بالطفل حتى يستطيع المدرسين مساعدته.