أسباب خاطئة لتكوّن حبّ الشّباب لا تصدّقها

هناك حكايات تصدر عن أمّهاتنا و أبائنا و أجدادنا ترسّخ في أذهاننا منذ الصّغر , ونعتقد جازمين أنّها صحيحة لكن عندما نكبر و مع مرور الزّمن نكتشف أن لاعلاقة لها بالواقع وأنّها غير
صحيحة بالمرّة . ومن بين هذه الأشياء أن يؤدّي تبلّل الأقدام و التعرّض للتيّارات الهوائيّة للإصابة بالزّكام و الحمّى وأنّ الإلتهاب المفصليّ غير المتوقّع ينبئ بقدوم عاصفة فجئيّة ... كلّ هذه الحكايات خاطئة و لا أساس لها من الصّحّة لكنّها قد تبدو في جزء منها سليمة.وفي هذا السّياق يمكن الحديث عن الأسباب الخاطئة لحبّ الشّباب الّتي يتمّ تداولها لكن ليس لها علاقة بالواقع.

عدم غسل الوجه و عدم المواظبة على نظافة الجسم

من الخرافات الرّائجة أنّ القذارة تسبّب الأمراض و الّتي من بينها حبّ الشّباب , و ممّا لا شكّ فيه أنّ الفرك العميق و النّظيف له عديد المنافع أمّا بالنّسبة لحبّ الشّباب فإنّ الاغتسال المفرط فكرة سيّئة لا تتلاءم مع هذا المرض و أيضا الوجه المتّسخ غير مستحبّ لأسباب جماليّة لكنّه لا يعتبر سببا لظهور حبذ الشّباب.
وفي كلّ الأحوال يجب غسل الوجه بإستعمال المياه النقيّة إذا كان ذلك كافيا لإزالة الأوساخ عنه. أمّا إذا تطلّب الأمر أكثر من ذلك فيجب استخدام غسول ملطّف للبشرة مع توفير الاغتسال العميق للمناطق المتسبّبة في الرّائحة الكريهة المنبعثة من الجسم.

ممارسة العادة السريّة و حبّ الشّباب

يتشبّث عدد لا بأس به من الأشخاص بفكرة أنّ العادة السريّة تتسبّب في ظهور حبّ الشّباب أو تؤدّي إلى تفاقمه. وفي هذا السياق يقول "بيتر إنجل" مؤلّف كتاب "خرافات العجائز" إنّ هذه الأنواع من الخرافات حول مخاطر العادة السريّة "بدأت كتحذير من الوالدين لأبنائهم في القرن التّاسع عشر لمنع أولادهم الذّكور من ارتكاب "عمل التلوّث الذّاتي", و أعتبر الإختلال العقلي الأوّلي و الصّرع و الضّعف في بنية الجسم و العيون المراوغة و راحة اليد المرتعشة...كلّها نتائج مهدّدة لما يعرف "باستغلال النّفس".كما أنّ هذه النّتائج خاطئة برمّتها ’ بالإضافة إلى الإعتقاد الخاطئ و السّائد حول تأثير العادة السريّة على حبّ الشّباب.
فليس هناك ما يدعو إلى السّيطرة على هذه الممارسات.و توجد علاقة دون شكّ بين العادة السريّة و حبّ الشّباب لكن ليست علاقة السّبب بالنّتيجة فالتّغييرات الهرمونيّة الحاصلة في بداية مرحلة البلوغ تؤدّي إلى العديد من الظّواهر المساعدة و التّي يعتبر حبّ الشّباب أحدها لدى العديد من الشباب الذّكور.و إنّ الفترة الّتي يبدأ فيها معظم الفتيان و الأغلبيّة السّاحقة من الفتيات بممارسة العادة السريّة ليس لها علاقة بحب ّالشّباب كما يعتقد البعض.

الحلاقة للمرّة الأولى

تعتبر فترة البلوغ الفترة الّتي يختبر فيها الفتيان العلامات الأولى لظهور اللّحية.فيكون شعر الوجه في البداية خفيفا و مع مرور الوقت تزداد كثافة اللّحية و سمكها لكن الشبّان يسعون لإبراز رجولتهم بالشّروع في حلاقة لحيتهم مبكّرا. و بما ّنّ الشّعر الجديد ينمو بعد الحلاقة و يكون أكثف فيعتقد الفتى أنّ السبب في ظهور حبّ الشّباب هو الحلاقة.

ليس للحلاقة أيّ تأثير على غزارة الشّعر أو كثافته. لكنّ الشبّان يستمرّون عن غير قصد في الحلاقة بقوّة أكثر من المطلوب فينتج عن ذلك جفاف الجلد و قطع الشّعر تحت مستوى السّطح ممّا يشجّعه على الإلتفاف حول نفسه و النموّ نحو الدّاخل مسبّبا البثور الّتي تشبه حبّ الشّباب إلى حدّ بعيد . و ترافق هاتين الظّاهرتين الهرمونات الّتي تشجّع الغدد على إنتاج هذه البثور فيكون أكثر حدّة من فترة إلى أخرى

تناول الشوكولاته

يعتبر عدد من الأشخاص أنّ الملذّات و من بينها الشوكولاته تساهم في ظهور حبّ الشّباب و هذا الأمر خاطئ فقد كتب الطبيبان تركينغستون و دوفر" في كتابهما "أعماق الجلد" أنّ 65 شخصا تناولوا ألواحا همن الشوكولاته بصورة يوميّة لمدّة شهر و لم يظهر على أيّ فرد من الأفراد الخاضعين للإختبار أيّ سوء. كما قام باحثون في جامعة بنسلفانيا بإطعام خمسين مراهقا مصابين بحبّ الشّباب كميّة هامّة من الشوكولاته يوميّا و أظهرت النتائج أنّ ستة و أربعين مراهقا ظلّت حالتهم مستقرّة بينما إثنين منهم ساءت حالتهم في حين تحسّنت حالة إثنين آخرين.