حب الشباب

حب الشباب

 نلاحظ وجود حب الشباب في الغالب لدى فئة المراهقين ولهذا السبب ارتبطت التسمية ارتباطا وثيقا بهذه الفئة العمرية ولكن علميا فإن بثور حب الشباب لا تشمل فقط الأشخاص في سن المراهقة بل تشمل أيضا شرائح عمرية أخرى كحديثي الولادة ويكون السبب غالبا مرتبطا بهرمونات الأم حيث نلاحظ حب الشباب هذا على الأطفال منذ سن الولادة وصولا إلى الشهرين لتختفي هذه البثور من تلقاء نفسها وبالتالي فهي لا تحتاج علاجا، نلاحظ حب الشباب  بصفة أكبر لدى فئة المراهقين كما تشمل أيضا فئة الكهول وحتى المتقدمين في السن خاصة من النساء في فترة الخمسينات من اقتراب بلوغ مرحلة انقطاع الطمث . عادة ما تختفي هذه البثور في فصل الصيف ويعود ذلك أساسا إلى أشعة الشمس التي تؤدي لظهور طبقة سميكة على الجلد تختفي تحتها البثور التي تعود إلى الظهور تدريجيا مع انتهاء فصل الصيف وبداية دخول الخريف والشتاء .

توجد عدة عوامل وأرضيات ملائمة لظهور حب الشباب لدى الأفراد سنقوم بذكره أهمها :

• البشرة الدهنية : توجد في جسم الإنسان غدد دهنية وتكون عند بعض الأشخاص إفرازاته مرتفعة وهو ما من شأنه إغلاق المسمات الجلدية وظهور البقع السوداء وهو ما يعني بداية ظهور حب الشباب
• البكتيريا الطبيعية : يحتوي جلد الإنسان على بكتيريا طبيعية لكن لدى أصحاب البشرة الزيتية يحدث نمو غير عادي  لهذه البكتيريا لتصبح ضارة فتسبب تعفنات تؤدي لظهور حبوب حمراء والحبوب المليئة بالقيح وفي مراحل متقدمة يكون حب الشباب  في شكل بثور كبيرة ومؤلمة
• الاضطرابات الهرمونية : عادة ما تظهر حبوب الشباب خلال فترة المراهقة مع بداية حدوث التغييرات الهرمونية على مستوى الجسم ولكن قد تحدث أيضا اختلالات هرمونية لأسباب غير طبيعية كتناول بعض الأدوية التي تقلل من مناعة الجسم أو بعض الأمراض المؤدية لنقص المناعة
• النظام الغذائي : لا توجد دراسات محددة تربط بين النظام الغذائي للإنسان وظهور حب الشباب في المقابل تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في شرب الحليب مثلا بالنسبة للأشخاص الذي لهم قابلية جينية للإصابة بحب الشباب يساهم في ظهور حب الشباب وعموما بالنسبة للنظام الغذائي فإن كل الأغذية التي تحتوي على كميات هامة من الدهنيات أو السكريات ستؤثر سلبا على الجسم  لانها ترفع من نسب الأكسدة التي تقلل من مناعة الخلايا لذا ينصح دائما بتناول الأغذية الصحية وشرب كميات هامة من الماء .

تعالج حبوب الشباب عادة باختلاف درجة تطورها ونوعيتها ولعل أهم الطرق العلاجية يتمثل في الوقاية لتجنب تطور المرض ونعني بالوقاية الحفاظ على تنظيف الوجه بصورة دورية باعتماد مواد ملائمة للبشرة مع تجنب كل المواد التي تساهم في تجفيف البشرة كليا لأن ذلك من شأنه أن يتسبب في تأثير عكسي فتقوم الجلد بإفراز كميات أكبر من الدهون وفي مرحلة ثانية يجب الحرص على استعمال الكريمات الواقية خاصة خلال فصل الصيف مع محاولة تجنب وضع كميات كبيرة من مساحيق التجميل قدر الإمكان وفي حال وضع هذه المساحيق على الوجه وخاصة بودرة الوجه ينصح بوضعها بكميات قليلة وبعد وضع الكريمات الواقية بعشرين دقيقة مع الحرص على تنظيف الوجه ليلا وعدم ترك البودرة به .

بخصوص علاج حب الشباب تنقسم العلاجات حسب درجة تقدم المرض ففي المراحل الأولى يقتصر العلاج على بعض الكريمات التي يحددها المختص بعد معاينة حب الشباب على الوجه وفي مراحل متقدمة يوصف إلى جانب هذه الكريمات بعض الأدوية وهي المضادات الحيوية والتي توصف لمدة طويلة من ثلاثة إلى ستة أشهر ويكون الهدف منها هو تحقيق التأثير المضاد للالتهابات أما في المراحل المتقدمة جدا عندما تصبح الكريمات والأدوية غير مفيدة يتم اللجوء إلى علاج خاص بحب الشباب يوصف بعد القيام بجملة من التحاليل لتحديد الكمية الملائمة ويتم اعتماده في فصل الشتاء كما يجب الإشارة إلى أن هذا العلاج يتطلب مراقبة مستمرة من طرف المختص، وعند التخلص من حب الشباب يمكن اعتماد بعض العلاجات التجميلية التي تهدف أساسا إلى التخلص من الندبات والحفر التي بقيت على الوجه والتي تكون عن طريق عدة تقنيات كالتقشير والليزر وغيرها .